الروهينغا من هم وماهي قصتهم ؟
-
ان تكون اكبر طموحاتك هي الحفاظ على حياتك
-
النساء والأطفال الحلقة الأضعف بين اللاجئين
-
أول حق يفتقده شعب الروهنغيا هو حق المواطنة
-
4 ملايين مسلم روهنغي تشتتوا في كل قارات العالم
حوار : ضحى السعفي
هم يعيشون في الطرف الاخر من الأرض حيث تغتال الطفولة وتٌشرد العائلات وتغتصب النساء وتٌحرق المنازل ويٌمارس كل أنواع الإضطهاد نجد شعباً يناضل من أجل البقاء والحفاظ على الهوية الدينية ، انهم شعب الروهينغا اللذين تصنفهم وسائل الإعلام بأنهم “أكثر الأقليات اضطهاداً في العالم”،فهم اقصى طموحاتهم الحفاظ على حياتهم ، للتعرف أكثر على واقعهم وقضيتهم قمنا بمحاورة أمين عام منظمة المهاجرين الروهينغا عبد الله حافظ أثناء زيارته إلى تونس من أجل تسليط الضوء على مأساتهم وحشد الدعم الدولي لمناصرة قضيتهم.
– لو تحدثنا اولا عن شعب الروهينغا واساس القضية ومنذ متى بدأت المآساة؟
الروهنغيا هم مجوعات عرقية من عرقيات دولة ميانمار “بورما” سابقا من بين 140 عرقية وهي أكبر عرقية يعتنق أفرادها الإسلام.
وقد ذكر المؤرخون أن الإسلام دخل إلى ميانمار من عدة طرق وهي عن طريق التجار العرب الذين كانوا ينتقلون من شبه الجزيرة العربية ، وأيام الفتح الإسلامي حيث عبرت جيوش المسلمين القارة الهندية ، وعندما غزا التتار ميانمار عام 686هـ بقيادة أميرها المغولي(سُوْجَا)شقيق الإمبراطور(محي الدين الأورانجزيب الذي حكم الهند واستقر الأمير سوجا وعدد من أتباعه في أركان، ونشروا حينها الإسلام.
أما عن بداية القضية وأزمة الروهنغيا فيمكن تحديدها من عام1942م، حين وقعت مذبحة كبرى للروهنغيا سميت بالمذبحة الكبرى ونجم عن تلك المذبحة تدمير مئات القرى للمسلمين وقتل سكانها الذين قيل إنهم بلغوا 100 ألف مسلم، وبلغ عدد اللاجئين الذين سُجلت أسماؤهم في بنغلادش حينها 80 ألف شخص .
ثم في عام 1982 أصدرت الحكومة في بورما قانونا سمته قانون المواطنة وتم بموجبه سحب بطاقة المواطنة من آلاف الناس ومنهم عرقية الروهنغيا .
ثم في عام 2012 تجددت الأزمة من جديد واندلعت أعمال عنف ضد مسلمي الروهنغيا قتل فيها المئات منهم وأحرقت قرى بأكملها رصدتها الأقمار الصناعية.
ثم في أكتوبر عام 2016 وقعت هجمات على مراكز أمنية في مدينة منغدو بولاية أراكان وفر المهاجمون لكن السلطات فرغت جام غضبها على السكان المدنيين من المسلمين الروهنغيا وشنت حملة عنيفة قتلت خلالها ما لا يقل عن 400 شخص وأحرقت ما لا يقل عن 1500 منزل رصدتها هيومن رايتس ووتش بالأقمار الصناعية وفر أكثر من 65 ألف شخص نحو بنغلادش ورصدت مئات من حالات الاغتصاب.
في أغسطس الماضي من عام 2017 وقعت حملة عسكرية دفعت بغالبية المتبقين من المسلمين الروهنغيا في ولاية أراكان إلى النزوح من ديارهم نحو بنغلادش، وقد لقي المئات منهم حتفهم في نهر ناف الذي يفصل بين البلدين، وهذا غير الذين قتلوا أو أحرقوا، وقد قدرت منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية أن ما لا يقل عن 6700 من الروهنغيا قتلوا في ميانمار خلال الشهر الأول من العنف، وكان بينهم 730 طفلا دون سن الخامسة.
-كم عدد اقليات الروهينغا؟
بعد حملة الفرار الجماعية في 2017 يقدر المراقبون أن عدد المتبقين في ولاية أراكان لا يتجاوز عددهم 300 ألف شخص من أصل مليونين كانوا موجودين في السنوات الأخيرة، ومن أصل أكثر من 4 ملايين مسلم روهنغي تشتتوا في كل قارات العالم.
وفي هذا التصميم تجدون أعداد الروهنغيا في كل دولة فروا إليها :
– لو تقدم لنا صورة حقيقة عن المعاناة التي يعيشها شعب الروهينغا حالياً ؟
معاناة شعب الروهنغيا لا يمكن تلخيصها في سؤال أو سؤالين لأن هذا الشعب محروم من أدنى حقوقه الإنسانية والبشرية وكل الحقوق التي كفلتها المواثيق والعهود الدولية بل حتى الشرائع والأنظمة والأديان في العالم .
شعب الروهنغيا لا يمتلك أرضا يعيش عليها منذ أن اضطر للفرار من وطنه من أراكان وحينما كان في أرضه كان يتعرض للقتل والاضطهاد والاعتقال التعسفي والاعتداء من قبل المليشيات البوذية وسلب الممتلكات وانتهاك الأعراض وتقييد الحريات الدينية وممارسة الشعائر وتقييد حرية التنقل .
إن أول حق يفتقده شعب الروهنغيا هو حق المواطنة وتندرج تحته كل الحقوق المسلوبة تبعا لهذا الحق فهو لا يمتلك أرضا في وطنه ولا يحق له المشاركة في الانتخابات الوطنية والتصويت ولا يمتلك حق التعليم والعلاج ولا يحق له الخروج من ولاية أراكان وعندما يخرج أحدهم يتعرضون للاعتقال .
حكومة ميانمار ترفض الاعتراف بأقلية الروهنغيا على الرغم من الوثائق التي يمتلكها الروهنغيا والدلائل التاريخية؛ ولأنهم بسطاء قرويون مزارعون في غالبهم فهم كانوا يجهلون أهمية تلك الوثائق حتى بدؤوا يفقدونها في حملات التطهير العرقي وأثناء الفرار وأثناء الاعتداء عليهم في مساكنهم من قبل المتطرفين البوذيين أو الجيش أو قوات الشرطة ، وهنا وجدت حكومة ميانمار العذر للاحتجاج بأنهم لا يمتلكون الوثائق التي تثبت أنهم مواطنون، وإن أكبر دليل على أصالتهم في هذه المنطقة أن عددا من الذين استطاعوا الحفاظ على وثائقهم واستوعبوا أهمية التعليم خرجوا خارج البلاد وأكملوا تعليمهم واستطاعوا الدخول كأعضاء في البرلمان والجيش قبل أن يفصل كثير منهم بشكل تعسفي من قبل حكومة ميانمار.
– كيف يعيش اللاجئين من الروهينغا في بنغلاديش حالياً ؟
تفتقر أماكن اللجوء في بنغلادش إلى الخدمات الأساسية وإلى البنى التحتية، وبعد وصول أكثر من 800 ألف شخص ما بين عام 2016- 2018 ازدادت المأساة أكثر؛ فالمنطقة أصلا مكتظة بالسكان المحليين، واللاجئين القدامى الذين يصل عددهم إلى 300 ألف شخص بحسب المسجلين في الأمم المتحدة بينما تقول الأرقام التقديرية إنهم يتجاوزون 500 ألف شخص .
ويعيش معظم اللاجئين تحت خيام مهلهلة مشمعة وخيام من الخيزران في منطقة كوكس بازار، وهي منطقة صغيرة في الركن الجنوبي الشرقي من البلاد، تطفو على تلال شديدة الانحدار كانت في الماضي تلالا غابية.
ويواجه اللاجئون الروهنغيا صعوبات جمة في مواكبة الحياة في مخيمات بنغلادش، وإذا كانوا قد فروا من العنف والقتل المباشر في ميانمار؛ فإن الحياة القاسية التي فرضتها الظروف في بنغلادش تودي بهم إلى الموت بشكل أو بآخر، إما بسبب الأحوال الجوية أو الأمراض المنتشرة أو بسبب الأفيال البرية التي تهاجم المخيمات بين فترة وأخرى؛ إذ تمثل منطقة المخيمات في كوكس بازار منطقة غابات تعيش فيها الأفيال والحيوانات البرية.
ويزيد من الواقع المرير للاجئين الروهنغيا أن عليهم انتظار المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدول والمنظمات الإنسانية والإغاثيةـ، ويحظر عليهم الخروج من المخيمات التي تحرسها السلطات البنغالية بشدة أو العمل خارجها خوفا من اختلاطهم بالسكان المحليين وحدوث مصاهرات بينهم تؤدي إلى حدوث تغير ديموغرافي في المنطقة بحسب وجهة نظر الحكومة البنغالية.
ونظرًا لوقوع بنغلادش في منطقة مدار السرطان، فإن طقسها يكون “استوائي شتوي معتدل” في الفترة ما بين شهر أكتوبر إلى شهر مارس و”حار صيفي رطب” في الفترة ما بين شهر مارس إلى شهر يونيو.
وتستمر الرياح الموسمية الحارة والرطبة بدايةً من شهر يونيو وحتى شهر أكتوبر وتزيد من معدل سقوط الأمطار، وتحدث العديد من الكوارث الطبيعية كل سنة تقريبًا، مثل الفيضانات والزوابع الاستوائية والأعاصير وارتفاعات المد العنيفة ويصاحب هذه الكوارث الطبيعية آثار إزالة الغابات والتصحر والتعرية.
وخلال الأشهر الأخيرة من 2018 تعرضت مخيمات الروهنغيا في بنغلادش، لتساقط الأمطار الموسمية المصاحبة للرياح العاتية ما أدى إلى فيضانات وانهيارات أرضية واقتلاع للمخيمات في ظل مخاوف من ارتفاع حجم الأضرار لاسيما مع عدم وجود وسائل دعم كافية للاجئين.
وبحسب آخر إحصائية لمفوضية اللاجئين فقد تسببت العواصف حتى يوليو 2018 في وقوع ما لا يقل عن 315 حادثةً، بما في ذلك 140 حالة انهيارات أرضية أدت إلى إصابة 33 شخصاً، ومقتل لاجئ واحد وطفل واحد على الأقل. وقد تضرر أكثر من 29,000 في مخيم اللاجئين المترامي الأطراف بالأمطار الغزيرة والرياح القوية، مما أدى الى تأرجح مآويهم الهشة. وقد نزح نتيجة ذلك حوالي 2,900 شخص.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن نحو 11 ألفًا من لاجئي الروهنغيا في بنغلادش تضرروا بفعل الأمطار الموسمية والرياح.
ديدييه بويسافي -وهو موظف أممي يراقب المياه والصرف الصحي والنظافة في المخيمات- يقول إن الكوليرا والإسهال المائي الحاد من الأمراض المستوطنة في بنغلادش، ويزداد الأمر سوءا خلال موسم الأمطار ورغم حملات التطعيم ضد الكوليرا في مخيمات اللاجئين، فإن هناك ثمة مخاوف من أن تفشي المرض أمر لا مفر منه بسبب سوء الصرف الصحي ونوعية المياه، إلى جانب الظروف المعيشية البائسة وفيضانات المراحيض المتوقعة.
ويعتبر النساء والأطفال الحلقة الأضعف بين اللاجئين فقد أفادت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) في نوفمبر 2017 بوجود مستويات “صادمة” لسوء التغذية بين الأطفال الروهنغيا، مشيرة إلى أن الوضع يتطلب معالجة فورية ويعمق المخاوف من أن أزمة إنسانية خطيرة وشيكة تهدد هذه الأقلية.
وكشفت دراسة مسحية أجرتها منظمات إنسانية بقيادة لجنة الإنقاذ الدولية غير الحكومية في منطقة كوكس بازار في بنغلادش حيث لجأ مئات الآلاف في أسابيع، أن 40 ألف طفل بين ستة أشهر وخمس سنوات في حاجة إلى مساعدات تنقذ حياتهم، مشيرة إلى أن مواجهة أزمة إنسانية من هذا القبيل يتطلب تخصيص أكثر من 12 مليون دولار.
ويشكل الأطفال أكثر من نصف اللاجئين الروهنغيا في مخيمات بنغلادش حيث توفي الكثير منهم، إلا أن الأمم المتحدة تقول إنه لا معلومات لديها عما إذا كان سوء التغذية هو السبب.
ووفقًا للتقديرات، فإن هناك 1400 طفل هم المعيلون الوحيدون لأسرهم في مخيمات اللاجئين المكتظة على طول الحدود البنغلادشية.
وتخشى المؤسسات الخيرية من أن أولئك الأطفال عرضة بصورة خاصة للإصابة بالأمراض والضغط العاطفي من تحمل مثل تلك المسؤولية أو التعرض للاستغلال حيث يكافحون لإعالة أسرهم في مدن الخيام المثقلة.
ويقول المتحدث باسم منظمة “أنقذوا الأطفال” ريك جوفيرد، إن هذا قد يؤدي بهم إلى عمالة الأطفال أو الدعارة الصريحة، وقد تواجه هذه الأسر تصاعداً في زواج الأطفال.
وفيما يتعلق بجانب المرأة فالأوضاع مأساوية جدا فبعد تسعة أشهر على بدء الجيش الميانماري حملته الكبيرة ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، قام ممرضون ومتطوعون من الروهنغيا بعملية بحث وسباق مع الزمن، في مخيمات اللاجئين، بحثا عن النساء اللواتي يخفين حملهن، وعلى وشك وضع أطفالهن نتيجة لعمليات اغتصاب من جانب الجنود الميانماريين، مما يشكل وصمة عار في هذا المجتمع المحافظ، حتى أن العاملين في الشأن الاجتماعي يخشون تخلي أعداد كبيرة من النساء، في السنوات المقبلة، عن مواليدهن أو وفاة نساء خلال عمليات توليد سرية في أكبر مخيم للاجئين في العالم.
وتكمن المشكلة الكبرى في أن العاملين في القطاع الإنساني يصطدمون، خلال بحثهم عن النساء ضحايا عمليات الاغتصاب، بالمحظورات الاجتماعية، وبالرغم من حضور بعض النسوة إلى عيادات طبية للإجهاض، وهو ما يسمح به القانون البنغلادشي حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، فإن أخريات يحاولن التخلص من أجنتهن بوسائل بدائية، ما يؤدي إلى عمليات إجهاض معقدة وغير مكتملة.
ويؤكد أندرو غيلمور من الأمم المتحدة، الذي زار مخيمات منطقة كوكس بازار في آذار/مارس، أن فتيات لم يتخط بعضهن الرابعة عشرة من العمر يحاولن إجهاض أجنتهن بأنفسهن.
ويقول العاملون في مجال الإغاثة إن النساء والفتيات هن الأكثر تعرضاً للتهديد من قبل الجهات الضالعة في عمليات الإتجار بالبشر، ممن يبحثون عن ضحاياهم في المخيمات التي تفتقر للمراقبة.
ويتفاقم هذا الخطر عندما يغامر نساء الروهنغيا بالتجول في الغابة بعد حلول الظلام بحثاً، عن أماكن لقضاء حاجتهن في ظل رفضهن تشارك المراحيض مع الرجال.
وقد وثقت المنظمة الدولية للهجرة حالات للاجئات هجرن المخيمات بعد إغرائهن بوعود زواج أو بوظائف غالباً ما تقودهن إلى العمل القسري أو الدعارة.
وذكرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن أكثر من نصف اللاجئين الروهنغيا الذين فروا من سفك الدماء في ولاية أراكان في أقصى غرب ميانمار هم من النساء والأطفال. ونجح هؤلاء في البقاء على قيد الحياة لكن مع ندوب كبيرة.
وتقول الهيئة إن الأكثرية الساحقة من النساء والفتيات في مخيم بالوخالي الواسع وقعن ضحية حالات عنف فظيعة إذ بينهن ناجيات من الاغتصاب وشواهد على اعتداءات جنسية وجرائم قتل أو حرق لأفراد من العائلة أو أصدقاء أحياء.
– ماهي رؤية المجتمع الدولي لقضية الروهينغا؟
تحتاج قضية الروهنغيا إلى تضافر الجهود السياسية للدول والحقوقية للمؤسسات الأممية لتسيران جنبا إلى جنب وتصب النتائج في نهية واحدة تتحقق بها آمال الروهنغيا وتعاد إليهم حقوقهم وينصفون من خصومهم وفق القوانين المنصوص عليها أمام المحاكم الدولية، غير أن تشابك المصالح الدولية والإقليمية وتعارضها في شرق آسيا حيث تقع ميانمار يمنع بعض الدول الكبرى من التركيز على حقوق الإنسان الروهنغي أولا ووضعها في الاعتبار قبل كل شيء، وتقف تلك المصالح كعراقيل أمام بعض المؤسسات الأممية أيضا التي تحاول أن لا تفقد وجودها وحضورها وعلاقاتها فتضحي ببعض الملفات مقابل أخرى وتقع بذلك قضية الروهنغيا في شرك الصراعات الدولية وفخ المناورات السياسية وتبرز تلك التجاذبات بشكل واضح أحيانا وتختفي في أحايين أخرى خلف الدبلوماسية والعلاقات السياسية.
ولا شك أنه بذلت جهود كثيرة من الدول المؤيدة لحقوق الإنسان وإنصاف الشعب الروهنغي وإعادة الحقوق إليه، وجهود أخرى بذلت من المؤسسات الأممية على اختلافها ومدى تأثيرها على أرض الواقع .
بعض الدول المجاورة لميانمار تبذل جهودا لا بأس بها في سبيل إنهاء أزمة الروهنغيا لا سيما تلك المتضررة من موجة الفرار التي حدثت منذ عشرات السنوات وتفاقمت منذ 2012 لتبلغ مداه بين عامي 2017 و 2018 بسبب الحملات العسكرية التي شنتها قوات ميانمار ضد الروهنغيا ودفعت بأكثر من 800 ألف شخص نحو بنغلادش.
وعلى قدر تضرر الدول وعلاقاتها السياسية والايدلوجية والاقتصادية يتفاوت تفاعل تلك الدول مع القضية واتجاهات سيرها، وهي في حالة مد وجزر منذ تلك السنوات تتحكم فيها هذه العوامل.
والدول المتضررة من الأزمة بشكل مباشر هي بنغلادش والهند وباكستان وماليزيا واندونيسيا وتايلاند وصولا إلى استراليا وهذه الدول هي الامتداد نحو الجنوب .
– تصفكم الأمم المتحدة بالأقلية الأكثر اضطهادا في العالم فهل قدمت خطوات ايجابية ملموسة لاحتواء قضيتكم ومحاسبة القتلة ؟
أعتقد أن الأمم المتحدة لم تبذل جهدا كافيا لإنهاء أزمة الروهنغيا لأن الدول التي تسيطر على الأمم المتحدة وهي الدول التي تملك حق الفيتو في مجلس الأمن تتعارض مصالحها في كثير من القضايا ومن بينها قضية الروهنغيا، لكن الأمم المتحدة ظلت تصدر التقارير والتحذيرات وتلقي بالتهم لجيش ميانمار ومن هذه الناحية فإن الواجب الذي يمكن أن يقع على عاتقها قد أدي بشكل جيد لأنه أصبح لدى الأمم المتحدة وأغلب الدول الأعضاء فيها أصبح لديهم إدراك كاف بأن ما يحدث للروهنغيا إنما إبادة جماعية وتطهير عرقي .
في عام 2018 أرسل مجلس الأمن الدولي وفدا في 28 ابريل لتفقد أوضاع أقلية الروهنغيا المسلمة في بنغلادش وميانمار بعد محاولات مع حكومة ميانمار التي ماطلت المجلس في الموافقة على استقبال أعضاء الوفد، وبعد اجتماعات ولقاءات مع حكومة وجيش ميانمار توصل المجلس إلى أن الروهنغيا، تعرضوا للتطهير العرقي ودعا المجلس إلى التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في ولاية أراكان لكن الجيش في ميانمار رفض طلب المجلس، وقال القائد العام لجيش ميانمار الجنرال مين أونغ هلاينغ إن الأمر يتعلق بمسألة داخلية وإن التقارير التي تحدثت عن انتهاكات في شمال أراكان، بما في ذلك في بلدات بوسيدونغ ومنغدو، قد تم تضخيمها من قبل مجموعات معينة لسحب المجتمع الدولي إلى هذه القضية.
وفي منتصف فيفري 2018 أدرج مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ملف قضية الروهنغيا ضمن النقاط البارزة على جدول أعمال المجلس في دورته الـ 37.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أنشأ في مارس 2017، بعثة لتقصي الحقائق لتحديد حقائق وظروف الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات العسكرية والأمنية، والانتهاكات في ميانمار، ثم في أغسطس 2018 أفادت البعثة بأنّ “هناك ما يكفي من المعلومات لإجازة التحقيق مع مسؤولين كبار في قيادة الجيش ومحاكمتهم حتى يتسنى لمحكمة مختصّة النظر في مسؤوليتهم عن الإبادة الجماعيّة”.
وفي سبتمبر 2018 أصدرت بعثة تقصي الحقائق تقريرا مؤلفا من 444 صفحة عن العنف المفصل من قبل قوات أمن ميانمار ودعا إلى مقاضاة كبار القادة العسكريين بتهم الإبادة الجماعية في المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة جنائية أخرى، وأفادت أن مسلمي أراكان تعرضوا على يد جيش ميانمار إلى 4 مواد من ضمن الخمسة التي تُعرِّف الإبادة الجماعية.
وأكد ارتكاب لوائي المشاة 33 و99 في الجيش الميانماري “أبشع الجرائم المرتكبة ضد المدنيين”.
ثم في ديسمبر 2018 عقد المجلس دورة استثنائية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن حالة حقوق الإنسان للسكان المسلمين من الروهنغيا في ميانمار وذلك بدعم من مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي.
في 4 جويلية 2018 ذكر المجلس في الدورة 38 أن الآلاف من اللاجئين من الروهنغيا كانوا لا يزالون يفرّون من العنف وأنه اعتبارًا من منتصف شهر جوان، دخل 11.432 شخصًا جديدًا إلى بنغلادش في العام 2018. وفي أفريل، وصل إلى ماليزيا وإندونيسيا 140 شخصًا من الروهنغيا، غادروا وسط أراكان بحرًا؛ وتفيد التقارير بأن عشر أشخاص كانوا على متن أحد القوارب ماتوا في الطريق.
وأنتم تعلمون جيدا أن هذا لوحده لا يكفي لوقف نزيف الدم وإعادة الحقوق إلى الروهنغيا ومحاسبة الجناة من الجنرالات العسكرية والمتطرفين البوذيين في ميانمار بل يجب وقف الاعتداءات فورا تدخل المجتمع الدولي وإرسال قوات حفظ السلام وإجبار ميانمار على إعادة الحقوق.
التعليقات مغلقة.