conto erotico

ما أبعد سَاسَتَنا عن السّياسة …

بقلم : رشيد الكرّاي 

ارتبطت كلمة السياسة في أذهان كثير من المثقفين والعاملين في الحقل السياسي بالنّفاق والكذب والدجل والميكافيلية التي تبرر الوسيلة لتحقيق الغاية ، حتى صار السياسي المحنّك يُعرّف بأنه من يتقن التآمر على خصومه ، ويخدع جماهيره وناخبيه ، ويداعب خيالاتهم وتطلعاتهم بالوعود الكاذبة ، ويعقد الصفقات في الغرف المغلقة لتحقيق مصلحة شخصية دون أي أعتبار لمصلحة الوطن والمواطنين .

غير أنّ السياسة الحقيقية تعني إدارة الشأن العام وتدبير أمور الدولة وحسن رعاياتها وإصلاحها ، والساسة هم قادة الأمم ومدبرو شؤونها ، لذلك يجب أن يعي ساستنا أن ما يفعلونه هو عبث وتخبّط لا صلة له بالعمل السياسي الرزين والمحترم الذي تتطلع إليه الجماهير بغية تحسين أمورها وإدارة شؤونها .

ومن المفترض أن يتّصف السياسي بالرزانة والحنكة والحكمة والثقة بالنفس وعدم الغضب و بعد النظر وعدم الاكتراث بصغائر الأمور وعدم إشغال نفسه والآخرين بجدال عقيم وغير مفيد ، كما أن السياسي لا يفجّر خصوماته ولا يعمل على استغلال نفوذه لإيذاء الآخرين . هذا منطق الأشياء لكنّ الواقع شيء آخر تماما ، فما نراه اليوم ممن يسمّون بالسياسيين لا يمتّ لعمل الساسة بصلة ، فهم لا يفهمون أبسط أبجديّاتها، وامتهنوا السياسة لأغراض ومكاسب شخصية دون أن يدركوا صفات السياسي الحقيقي الذي يعمل لمصلحة وطنه وشعبه.

لذلك لا يختلف ساستنا عن بقية العامة من حيث التفكير والتوجيه فلا برامج ولا أفكار، فنحن نعيش حالة عبث سياسي انعكس على تردّي الحالة العامة للوطن والمواطنين ، أضف إلى ذلك الصراع العبثي الذي تدور رحاه منذ زمن في مختلف المجالات والمؤسسات ، حتى أصبح هدفا للساسة “الجدد” من قبيل ذلك الائتلاف دون كرامة التي يدّعيها ، وبلغ ذروته في التخطيط والتنفيذ والفجور، ليلهي الجماهير ويشغلها عن تطلعاتها وهمومها، كما حدث تحت قبّة البرلمان حين أشهر أحدهم قمقما سحريّا ادّعى أنّه الدواء الشافي لجائحة العصر كوفيد 19 .

ساستنا لا يفقهون أبسط أبجديات السياسة ولا يفهمون معانيها معتقدين أن المناصب التي يتبوؤنها تجعل منهم رجال سياسة ، وهو أمر مخالف لحقيقة السياسة التي تعتني بشؤون العامة وتديرها وتصلحها، الأمر الذي يجعلنا نجزم بأن ما نراه من أفعال وأقوال ممن يدّعون السياسة لا ينسجم مع مفهوم السياسة .

 فهل يأتي علينا يوم تعي فيه النخبة السياسية معنى السياسة الحقيقي ، وتخصص مدارس سياسية تخرّج لنا رجال دولة يعيدون إلينا مكانتنا وثقافتنا السياسية ، أم نستمر في حالة العبث التي بدأنا نحصد ثمارها المر والمدمّر؟

 

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/