اجتماع دول الجوار عشية جلسات حوار… الجزائر تلعب دور الوسيط بين الدول المتدخلة في ليبيا لوقف دعم السراج و حفتر

الجزائر: علي ياحي
سرّعت الجزائر من وتيرة تحركها الديبلوماسي ازاء الازمة الليبية منذ انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للبلاد قبل شهر ونصف، فبعد مشاركتها في مؤتمر برلين الالمانية الذي “فضح” محاولة دول اختطاف ملف ليبيا بعيدا عن الجيران المعنيين، دعت اليوم الخميس دول الجوار زائد المانيا الى اجتماع بالجزائر.
دفع التحرك الجزائري اللافت من اجل الوصول الى انهاء الصراع بين الاخوة الاشقاء في ليبيا، بعد تصعيد غير مسبوق كاد يعصف بالمنطقة جراء التدخل الاجنبي و بشكل خاص “تركيا اردوغان” التي سارعت الى التوقيع على اتفاقيات مشبوهة مع حكومة فايز السراج، و ارسال “مرتزقة” و”ارهابيين” الى طرابلس تحت عنوان حماية الشعب الليبي، الى طرح عديد التساؤلات حول نوايا الجزائر من جهة، وقدرتها على اجلاس الفرقاء على طاولة الحوار من جهة اخرى.
و ترأست الجزائر اجتماع دول جوار ليبيا زائد المانيا التي ارسلت وزيرها للخارجية لحضور اللقاء الذي عرف مشاركة وزراء خارجية تونس ومصر وتشاد، وكذلك دبلوماسيين من السودان والنيجر ومالي، بهدف التنسيق والتشاور مع الفاعلين الدوليين من أجل الدفع بمسار التسوية السياسية للأزمة عن طريق الحوار الشامل بين مختلف الأطراف الليبية، وفق بيان وزارة الخارجية الجزائرية.
و كشفت مصادر رفيعة على صلة بالملف لموقع “حلقة وصل” ان الجزائر تمكنت من تحقيق اجماع وسط الدول الاجنبية المتدخلة في الوضع الليبي على ان تكون وسيطا تعمل على منع دعم طرفي النزاع سواء بالاسلحة او المقاتلين او المعدات، و ذكرت ان تركيا وبعد ضغط من الجزائر قبلت بتأجيل التدخل و توقيف الدعم الموجه لحكومة السراج مقابل التزام الاطراف الداعمة لخليفة حفتر بنفس المسار، و هو ما قبلته روسيا و فرنسا، على ان تراقب الجزائر الامر، و هوما بات يتحقق بشكل بطيئ مع قبول فرنسا التي حضر وزيرها للخارجية الى الجزائر في زيارة رسمية و قبله عديد الاطراف على علاقة بالازمة، مشيرة الى ان زيارة رجب اردوغان الى الجزائر يومي 26 و 27 جانفي الجاري للجزائر ستخرج بقرارات هامة فيما يتعلق بالملف الليبي، و قالت ان اجتماع دول الجوار يندرج في اطار التجنيد لانجاح وساطات الجزائر، موضحة ان “مؤتمر ليبيا للسلام سيعقد في برلين بداية فيفري، بعد جلسات حوار في الجزائر.
و دعا وزراء خارجية جوار ليبيا في ختام اجتماعهم، الأطراف الليبية إلى ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، و الانخراط في مسار الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة الاتحاد الإفريقي ودول الجوار الليبي للتوصل إلى حل شامل لهذه الأزمة بعيدا عن أي تدخلات خارجية، وشددوا على الأهمية التي توليها دول الجوار لتأمين حدودها مع ليبيا، وعلى ضرورة التنسيق والتعاون من أجل التصدي لكافة المخاطر التي تهدد أمن واستقرار ليبيا وكافة دول المنطقة بما فيها الساحل.
و وعد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، بحدوث تطورات بشأن ملف احتضان الجزائر لحوار بين الفرقاء الليبيين خلال الأيام القادمة، و قال ان “الأيام القادمة ستشهد ما نأمله وهناك استعداد من جميع الفرقاء الليبيين للحوار”، مؤكدا انه لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بالحل السلمي، و على الليبيين ايجاد الحل لأزمتهم بأنفسهم ومن دون أي تدخل خارجي.