تونس تشهر سيف الحرب على المخدرات: أرقام صادمة وعمليات نوعية تهز الشبكات الإجرامية
حلقة وصل : بقلم سمية الدريدي
في معركة مفتوحة تشهر تونس سيفها في وجه آفة المخدرات التي تهدد شبابها ومستقبلها. بين ارتفاع مذهل في نسب الإيقافات، وحجز كميات خيالية من السموم، ورسائل أمنية صارمة، تثبت البلاد أنها تخوض إحدى أشرس معاركها ضد “تجار الموت”.
ضربة تاريخية: حجز مليون و200 ألف حبة إكستازي
في عملية وُصفت بالأضخم في تاريخ مكافحة المخدرات بالبلاد، تمكنت الوحدات الأمنية في أفريل 2025 من حجز أكثر من مليون و200 ألف حبة إكستازي، كانت موجهة لترويجها في السوق المحلية .
و تم تفكيك شبكة دولية معقدة تنشط عبر عدة ولايات، مع مصادرة تجهيزات متطورة ومبالغ مالية هامة، في خطوة كشفت مدى اتساع حجم التهديد الذي تواجهه تونس.
ارتفاع لافت في الإيقافات سنة 2024
لم تكن سنة 2024 أقل حدة، إذ سجلت الإدارة العامة للأمن الوطني ارتفاعًا بنسبة 45% في عدد الموقوفين بقضايا ترويج المخدرات مقارنة بالسنوات الماضية.
وقد باشرت الوحدات المختصة 521 قضية، أسفرت عن إيقاف 941 شخصًا تورطوا في أنشطة مرتبطة بترويج واستهلاك المخدرات.
أرقام ثقيلة وحصيلة مفزعة
أما المحجوزات، فقد بلغت أرقامًا صادمة تؤكد اتساع رقعة الخطر:
• 800 كلغ من القنب الهندي
• أكثر من 3 كلغ من الكوكايين
• 1 كلغ من الهيروين
• أكثر من 358 ألف قرص مخدر بمختلف أنواعها
هذه الأرقام تكشف حجم التحديات المطروحة أمام السلطات الأمنية والصحية على حد سواء.
ضربات موجعة في مارس وأفريل 2025
استمرارًا لنفس النسق الهجومي، شهدت بداية سنة 2025 تنفيذ عدد من العمليات النوعية أبرزها:
• مارس 2025: ضبط سيارة محمّلة بـ 700 قرص مخدر وإيقاف ثلاثة عناصر ضمن شبكة تنشط بين مدن الساحل.
• منتصف أفريل 2025: تفكيك شبكة إجرامية بالعاصمة وحجز أكثر من 1000 قرص مخدر كان معدًا للترويج داخل المؤسسات التربوية.
• أفريل 2025: مداهمة مستودع سري بضواحي العاصمة وحجز معدات إلكترونية متطورة وأموال طائلة، كانت مخصصة لدعم أنشطة ترويج المخدرات.
شهادات رسمية:
صرّح العميد عماد مماشة، الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للأمن الوطني، أن “الوحدات الأمنية تعتمد استراتيجية استباقية دقيقة تهدف إلى ضرب أوكار الجريمة قبل أن تتغلغل داخل المجتمع”، مشددًا على أن “تونس تخوض حربًا شاملة لحماية شبابها من آفة الإدمان والدمار”.
لا مستقبل لتجار السموم
في ظل هذه الأرقام الثقيلة والعمليات النوعية، تؤكد تونس أنها ماضية بكل حزم في تطهير أراضيها من سموم المخدرات.
معركة تبدو طويلة وشاقة، لكن شعارها واضح لا لبس فيه:
“لا رحمة مع مافيات السموم… لا مستقبل لتجار الموت في تونس.
العائلة، المدرسة والمجتمع: حزام الحماية الأول
رغم الجهود الأمنية المكثفة، يبقى القضاء على ظاهرة المخدرات رهين تضافر جميع مكونات المجتمع. تلعب العائلة دورًا محوريًا في المراقبة المبكرة وتوعية الأبناء بمخاطر الإدمان، فيما تضطلع المدرسة بمسؤولية التربية الوقائية وتعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات السليمة. أما المجتمع المدني، فهو مدعو إلى تكثيف حملات التوعية والمرافقة النفسية للشباب، إلى جانب دعم المبادرات الثقافية والرياضية التي تفتح أمامهم آفاقًا بديلة وآمنة.
هي معركة مشتركة، لا تكسبها الأجهزة الأمنية وحدها، بل يربحها المجتمع بأسره بوحدة صفوفه وتكاتف جهوده
التعليقات مغلقة.