الصندوق الأسود لقصر قرطاج يفتح !!
بقلم : سحر بوجلبان
منذ مدة تواترت في مواقع التواصل الاجتماعي تسريبات صوتية لمديرة الديوان الرئاسي لرئيس الجمهورية قيس سعيد، نادية عكاشة، و التي أثارت جدلا في الأوساط الإعلامية أكثر منها السياسية.
قبيل عيد الفطر المبارك و بعده، أخذت التسريبات الصوتية لنادية عكاشة حيزا كبيرا في مواقع التواصل الإجتماعي حيث أصبحت حديث الناس، كما أصبحت حديث الساعة في المنابر الإعلامية الإذاعية خاصة و التلفزية !
** التسريبات المفاجأة !
اعتدنا أن تكون التسريبات عادة ما تحوي معلومات خطيرة أو أسرارا تعني الدولة و مسؤوليها أو المقربين منهم في تآمر على الدولة أو تخطيط لمصالحهم، أو حتى فضحا لدواخل المؤسسات الرسمية و الرئاسة، حقائق قد.تغير وضعا أو تكشف سرا .. إلا أن الغريب في هذه التسريبات أنها لم تحوي شيئا من هذا. فقد كانت تسريبات صوتية لنادية عكاشة فقط تتحدث فيها مع “مجهول” محي صوته من التسريب، بحيث تبدو المكالمة مبهمة، فلا تفهم موضوع الحديث و لا أهميته بالنسبة للمستمع!! كما و أن البعض مما سرّب قد أتى بحديث يمس الرئيس و لكن دون ذي أهمية تصفه بالخائف و المرتعش، فأين الخطورة ؟!
** أولويات
اتهامات بالخيانة العظمى و إفشاء أسرار دولة، غير أن المعنية بالأمر لم تخرج للإعلام بتصريحات أو بتدوينات على صفحتها الخاصة تفشي فيها سرا من أسرار الدولة.!!
و لكن هذا لا يمنع من الاعتراف بأن كل تسريب هو فعل قذر و غير أخلاقي من المسرِّب. ما الغاية منه و الحال ان التسريب مفرغ من أي محتوي قد يعد خطيرا ؟! لمصلحة من هذا التسريب و يستهدف حقيقة من ؟! في غياب أية إشارة واضحة لجهة معينة أو شخص بذاته!
هل هذه التسريبات هي أولوية الشعب أو حتى مسؤولي الدولة ؟! هل ستفضي هذه التسريبات إلى إيقافات و تحقيقات و محاسبات ربما ؟! هل ستحل مشاكل البلاد الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و التعليمية و الصحية الخ .. ؟! أم هي مجرد محاولة يائسة لإلهاء الشعب عن أولوياته و سعيا من المسرب لبث الفوضى في البلاد ؟! أم هو مخطط بدائي من نادية عكاشة بالاتفاق مع المسرّب على تمرير التسريبات حتى تحظى بشيء من الاهتمام و العودة إلى المشهد لغاية في نفس يعقوب قد يكون الغنوشي أو غيره ممن في مصلحته تعطيل برنامج رئيس الجمهورية الماضي فيه قدما ؟!
** الأهم قبل المهم
الأكيد أن تفاهة هذه التسريبات لن تحظى بمزيد من الاهتمام، خاصة مع تجاهل الطبقة السياسية لها، لكن يبقى الإعلام و الذي اختص بتوجيه الرأي العام و خاصة ممن يعارض قيس سعيد قد وجد مادة يعمل بها و عليها لمحاولة التشويه !! تشويه الرئيس الذي قد نختلف معه و قد نتفق !!
لكن يبقى الأهم اليوم هو مصلحة الدولة و الشعب تحديدا الذي عانى و ذاق الأمرّين من تجاهل المسؤولين له و تلاعب بعض الساسة و أشباه السياسيين به و بعقلع في محاولة لدمغجته و استمالته لجانبهم خدمة لمصالحهم !
هل ستسعى الرئاسة للعمل على مصالح الشعب اليوم و اعتباره أولوية على برنامجه و نواياه الخاصة، و بتجاهل هذه التسريبات ؟! أم أن دار لقمان ستبقى على حالها و سيبقى الشعب يتقاذفه المبتدؤون و الهواة و العملاء و يترك لمصير مجهول ؟؟؟!!!!
التعليقات مغلقة.