حلقة وصل _ وات
قال وزير الشؤون الاجتماعیة محمد الطرابلسي الیوم الجمعة إن 25 بالمائة من النساء في تونس أمیات إضافة إلى أن أكثر من 60 بالمائة من المنقطعین
مبكرا عن التعلیم ھن من البنات الريفیات.
وأضاف الوزير في كلمته في افتتاح ندوة وطنیة حول موضوع ” الأمیة بالوسط الريفي.. مقاربات التمكین الاقتصادي والاجتماعي” انتظمت بمناسبة
الاحتفال بالیوم العربي لمحو الأمیة، إن قرابة 50 بالمائة من النساء في أرياف الشمال والوسط الغربي ھن أمیات، مبینا انه بالرغم من الجھود المبذولة
في تونس منذ الاستقلال لمحو الامیة فإن الأرقام المتعلقة بانتشار ھذه الظاھرة تتطلب بذل المزيد من الجھود للحد منھا.
ودعا إلى تشكیل لجنة فنیة مشتركة للقیادة والمتابعة مع الأطراف المتداخلة في ھذا الملف تتولى الإشراف على إعداد وتنفیذ خطة عمل لتقلیص نسبة
الأمیة في صفوف النساء في المناطق الريفیة وإيجاد السبل الكفیلة بمساعدتھن على كسب مختلف المھارات مما يمكن من تحرير النساء من كابوس
الامیة من جھة وعلى الحصول على أسباب التمكین الاقتصادي والاندماج الاجتماعي من جھة أخرى.
وأوصى “أفراد أسرة محو الأمیة وتعلیم الكبار” بمزيد تجويد العمل من خلال إرساء نظم الحوكمة الرشیدة والتصرف في الموارد البشرية والمالیة على
أساس مؤشرات محددة ووفق تصور بضبط أھداف كمیة ونوعیة يضمن توزيعا عادلا وعقلانیا للإمكانیات المتاحة.
ومن جھته، ذكر مدير ديوان وزيرة المرأة والأسرة وكبار السن الھادي الھريشي في كلمة ألقاھا نیابة عن الوزيرة إلى أن 38 بالمائة من النساء الريفیات
أمیات، لافتا إلى المفارقة “المؤلمة ” في العديد من المناطق الريفیة الثرية بمخزونھا الطبیعي والثقافي ولكنھا الأقل تنمیة بسبب تفشي ظاھرة الأمیة،
مع غیاب مبادرات تحفیزية على التعلم مما حول جزءا من سكانھا إلى عبء تنموي.
ومن بین البرامج التي وضعتھا الوزارة في ھذا المجال تطبیق أھم محاور الاستراتیجیة الوطنیة لتطوير قطاع الاسرة والخطة الخماسیة الملحقة بھا
والاستراتیجیة الوطنیة للتمكین الاقتصادي والاجتماعي للنساء والفتیات في المناطق الريفیة 2017 – 2020 وخطة العمل المنبثقة عنھا وخاصة المحور
الثاني المتعلق بالتمكین الاجتماعي للنساء والفتیات في المناطق الريفیة للقضاء التدريجي على الأمیة والانقطاع المبكر عن الدراسة، والاتفاقیة المبرمة
مع وزارة الشؤون الاجتماعیة في سبتمبر 2019 والتي تعھدت الوزارة من خلالھا بالخصوص بتنفیذ عملیات تحسیس وإعلام وتوعیة لتشجیع النساء
والفتیات للانخراط في برنامج تعلیم الكبار وتمكینھن من حصص المبادرة الاقتصادية وكیفیة احداث مشاريع وكیفیة التصرف فیھا.
وبین محمد ولد عمر المدير العام للمنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم “الألكسو” أنه بالرغم من الجھود المبذولة عربیا من أجل القضاء على الأمیة فإن
عدد الأمیین مازال مرتفعا ويقدر بالملايین، وتغذيه أزمات متتالیة بأفواج من المتسربین والمنقطعین عن الدراسة ومن الذين دفعتھم الحروب والنزاعات
المسلحة إلى ھجر مواطنھم وبیوتھم ومدارسھم، وھو ما يجعل ھذه الظاھرة من أھم القضايا العربیة ومشكلا حقیقیا يؤثر سلبا على تحقیق أھداف
التنمیة المستدامة 2030.
وأضاف ان الألكسو تعمل بالتعاون مع الدول العربیة على إيجاد حلول عملیة وجذرية لمقاومة ھذه الظاھرة تشمل السیاسات والمقاربات والبرامج
والاستفادة من التكنولوجیات الحديثة بھدف انتاج المعرفة وتأمین وصولھا إلى أكبر عدد ممكن من المتعلمین وتحسین تعلمھم، بالإضافة إلى تطوير
المنھجیات وبرامج التدريب والتأھیل وربطھا بمتطلبات حیاتھم وواقعھم واحتیاجاته الاقتصادية والاجتماعیة.
كما أكد الحرص على أن تتوفر لھذه المنظومة البیانات والمعطیات والمؤشرات اللازمة والتمويل الضروري بالرغم من الظروف الاستثنائیة الصعبة بسبب
كوفیذ 19 ،بالإضافة إلى العمل على تعزيز الإرادة السیاسیة لتعزيز فرص تعلم الشباب والكھول وخاصة الفئات الأكثر حاجة، تنفیذا للھدف الرابع من أھداف
التنمیة المستدامة 2030.وبدورھا لفتت رئیسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسیة راضیة الجربي إلى المؤشرات والأرقام المتعلقة بنسب الفقر والتي
تجاوزت 20 بالمائة والانقطاع المدرسي ونسبة الأطفال الجانحین الذين يعودون لارتكاب الجنح والتي بلغت 40 بالمائة، مبینة أن ھذه النسب تفسر ارتفاع
نسبة العنف والاغتصاب والجريمة، مما يفرض ضرورة إيلاء أھمیة كبرى للتعلیم الذي يمكن من الخروج من المشاكل الاقتصادية والاجتماعیة عبر تعلم
المھارات والتكوين المستمر.
واستعرضت أھم برامج الاتحاد النسائي في ھذا المجال على غرار وضع استراتیجیات خاصة بالنساء وبالنساء الريفیات بالتعاون مع الكنفدرالیة الألمانیة
للتعلم والتي تھدف إلى وضع برامج تعتمد على الإعلامیة وتكوين المكونین ومتابعة ومرافقة المتكونیوالمتخرجین من ھذه المراكز ووضع مراكز نموذجیة
سیقع تعمیمھا على كامل تراب الجمھورية، إضافة إلى وضع خطة لمناصرة ودعم المراكز ومراكز تكوين مجندرة ووضع قاعدة تعلیم عن بعد وتطوير
المحتوى لاستقطاب اكبر عدد من النساء الأمیات ومن اللاتي لم تستكملن تعلیمھن، وتنظیم برامج في إطار منظومة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني
والبحث عن إمكانیة للبیع عن بعد بالتعاون مع الجمعیات
التعليقات مغلقة.