حلقة وصل
أعلن رئيس لجنة المالية بالبرلمان هيكل مكي، إلغاء لجنة التوافقات حول مشروع قانون المالية، فيما قررت كتلتا الديمقراطية وقلب تونس، الانسحاب من الجلسة المخصصة لمناقشة مشروع قانون المالية، احتجاجاً على تعرضهما للعنف، في حين أعلن اتحاد الشغل مقاطعة أعمال البرلمان بسبب “صمته” على الاستهداف المتكرر لمنظمة الشغيلة من قبل بعض النواب.
وأعلن مكي إلغاء لجنة التوافقات حول مشروع قانون المالية، بطلب من الكتلة الديمقراطية، وذلك عقب اجتماع الكتل المساندة للحكومة مع وزير المالية في الوزارة دون حضور المعارضة.
وكانت اللجنة قررت المرور إلى الجلسة العامّة مباشرة بعد تمسّك الكتلة الديمقراطية والنائب المستقل منجي الرحوي بعرض مقترحات التعديل من فصول مشروع قانون المالية لعام 2021 مباشرة على الجلسة العامة دون التفاوض بشأنها داخل اللجنة.
ويأتي هذا الموقف على خلفية اجتماع ممثلي الحزام السياسي الداعم لحكومة المشيشي بالبرلمان (حركة النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس) يوم الثلاثاء، بوزير المالية على الكعلي، والاتفاق على جملة من الفصول والمقترحات، رغم برمجة عقد جلسة للجنة التوافقات لتقديم مقترحات مختلف الكتل البرلمانية والتوافق بشأنها قبل المرور إلى الجلسة العامّة لمواصلة مناقشة فصول مشروع قانون المالية الجديد.
من جانب آخر، قرر نواب الكتلة الديمقراطية الانسحاب من الجلسة العامة المخصصة لمناقشة مشروع قانون المالية، حيث أعلن رئيس الكتلة محمد عمار دخول أعضائها في اعتصام داخل مقر البرلمان على خلفية ما اعتبروه “تواطؤاً” من رئاسة البرلمان وتبريرها للعنف والإرهاب.
كما أعلن رئيس كتلة قلب تونس، أسامة الخليفي، انسحاب نواب الكتلة من الجلسة على خلفية ما وصفه بالاعتداءات المتكررة التي يتعرضون لها، فضلاً عن “استهداف” النائب الأول لرئيس البرلمان، سميرة الشواشي.
وكانت رئاسة البرلمان عبرت عن إدانتها للاعتداء على النائبين أنور بالشاهد وأسامة الصغير، ودعت السلطات التونسية إلى توفير الحماية اللازمة للنواب، مؤكدة نبذها للاعتداء على الحرمة الجسدية والممتلكات.
كما طالبت جميع القوى الوطنية والأحزاب والمنظمات بإدانة العنف مهما كان مأتاه، وحثت على المحافظة على السلم الأهلي والدفاع عن القيم الديمقراطية.
فيما دعت كتلة حركة النهضة جميع النواب والكتل لبرلمانية إلى تحمّل مسؤولياتهم كاملة والتصدي لكل مظاهر العنف المادي واللفظي، واحترام الرأي المخالف والتعجيل بتعديل النظام الداخلي والتوافق على ميثاق أخلاقي ملزم للجميع.
كما أكدت الحركة أنها تدين العنف مهما كان مصدره والمستهدف منه، وطالبت كل الأطراف الوطنية في البلاد بـ”التصدي لكل مجالات تعكير المناخات السياسية والإساءة لمؤسّسات الدولة باعتبارها لا تخدم إلا المتربصين بالتجربة الديمقراطية في تونس”.
وشهد البرلمان التونسي حالة من الفوضى وتبادل العنف بين نواب ائتلاف الكرامة وحزب التيار الديمقراطي، على خلفية تداول لنواب تصريحات مهينة للمرأة أدلى بها النائب عن الائتلاف محمد العفاس، وتسببت المشاحنات بجرح النائب عن التيار أنور بالشاهد، وتعرض زميلته سامية عبو للإغماء.
كما اتهم النائب عن حركة النهضة، أسامة الصغير، محتجين على تصريحات العفاس، بالاعتداء عليه وتهشيم زجاج سيارته أمام البرلمان، مشيراً إلى أن من يحتج ضد العنف يجب ألا يمارس العنف ضد الآخرين.
على صعيد آخر، أكد الأمين العام لاتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، أن الاتحاد لم يُقدم مبادرته المتعلقة بالحوار الوطني إلى مجلس نواب الشعب بسبب صمته على التهجم الذي طال الاتحاد بمقر البرلمان من طرف كتلة ائتلاف الكرامة، مشيراً إلى أن الاتحاد قرر مقاطعة كافة جلسات الاستماع بالبرلمان احتجاجاً على تعرضه المتكرر للاستهداف من طرف بعض النواب المحتمين بالحصانة البرلمانية.
وأشار إلى أن الاتحاد راسل أخيراً رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، من أجل دعوته إلى إصدار موقف من التهجم الذي يتعرض له اتحاد الشغل، مضيفاً: “لم نتلق حتى الآن رداً رسمياً من طرف رئيس السلطة التشريعية، لذا سنواصل مقاطعة كافة أشغال البرلمان إلى حين إصدار موقف رسمي يدين الاعتداء على اتحاد الشغل”.
وكان رئيس ائتلاف الكرامة، سيف الدين مخلوف، اتهم اتحاد الشغل بتأجيج الاضطرابات في المناطق الداخلية، مشيراً إلى أن “النقابات هي سبب إفلاس البلاد بسبب الإضرابات العشوائية، وأدعو أنصار الائتلاف إلى التشهير بالتحركات الأخيرة وأية تحركات يشارك فيها الاتحاد، كما أطالبهم بفضح كل من ينتمي للمنظومة التي تفتعل الأزمات وتؤجج الاحتجاجات، ونحن على علم بكل المؤامرات التي يحيكها اتحاد الشغل قصد إقصاء ائتلاف الكرامة”.
وأثارت تصريحات مخلوف عاصفة من الجدل داخل البرلمان، حيث دعا النائب عن حركة الشعب، سالم الأبيض، إلى منع تجريم الاتحاد العام التونسي للشغل والتهجم عليه، ونعت النواب الذين انتقدوا اتحاد الشغل بـ”الجهلة”، مشدداً على أن الاتحاد “مدرسة وعلم يدرّس، ومن يتحدث عن الاتحاد يجب أن تكون لديه مكانة تخوّله ذلك”.
المصدر: القدس العربي
التعليقات مغلقة.