حلقة وصل _ رنا خليل
لا أحد لديه رؤية عن ما سيجري، ولم تعرض على أحد حتى الآن خريطة ولا مواعيد نهائية لتطبيق خطة الضم التي أعلنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبالتالي فإن جيش الاحتلال يستعد لمجموعة كبيرة من الخيارات، ولكن يمكن رؤية بداية تطبيق القرار على الأرض من اغلاق الشوارع المشتركة بين المحتل والفلسطينيين ومنع مرورهم منها وابلاغ جنود الاحتلال لهم بأن هذه الطرق لم تعد مفتوحة لهم بعد الآن، وتكثيف وجود قوات الاحتلال في المناطق المصنفة (ج)، وانسحاب كامل لتواجد عناصر السلطة الفلسطينية منها، بالاضافة إلى تجهيزات الجيش الاسرائيلي.
حيث ذكرت قناة 12 الاسرائيلية عن خطة اسرائيلية باسم “فجر الجبال” لمواجهة احتجاجات الفلسطينيين وأعدت وثيقة سرية لهذه الخطة بعنوان ” الاستعداد لخطوات اسرائيلية أحادية الجانب في الضفة الغربية، الاستعداد لتدهوة لتدهور وتصعيد أمني في أعقاب خطة ترامب. حيث أن قوات الاحتلال الاسرائيلية تستعد للمجهول بشراء أسلحة ملائمة وبكميات كبيرة، مثل وسائل تفريق مظاهرات وأسلحة غير قاتلة من قنابل غاز وأعيرة مطاطية واسفنجية، وبرغم هذه التجهيزات إلا أن جيش الاحتلال لا يعلم أين التوجه أو ما هي قرارات الحكومة سوى أنه مستعد لمواجهة المجهول في حال وجود ردات فعل على صعيد الشارع الفلسطيني نتاج قرار الضم.
وفي ذات السياق، دولة الاحتلال إلى الآن لم تجهز الخرائط للضم، وذلك لتعقيد الحالة على صعيد المجتمع “الاسرائيلي”، لأن مقترحات الضم المعلن عنها إلى الآن تشمل أكبر ثلاثة مستوطنات موجود في أراضي الضفة الغربية مما سيزيد من هجوم باقي المستوطنات على حكومة الاحتلال لعدم انضمامهم أيضاً إلى دولتهم من جهة، والتكلفة للضم ستكون كبيرة على الاحتلال من جهة أخرى على جميع الاصعدة اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً.
أما عن موقف الحكومة الفلسطينية لمواجهة القرار هو كما ذكرنا بالمقال الأول اعلان رئيس الدولة محمود عباس بالتنصل من جميع الاتفاقيات مع الاحتلال، والتهديد بحل السلطة الفلسطينية، الذي حسب أغلبية المحللين السياسيين هي مجرد تهديدات شفوية ولن تطبق على أرض الواقع وهذا لأن دولة الاحتلال لن تستطيع مجابهة ردة الفعل لتطبيق القرار في ظل حل السلطة الفلسطينية.
ومن الجدير بالذكر أن صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية والمقربة من نتنياهو، زعمت بأن زعماء عرب ابلغوا الرئيس عباس بأن مخطط الضم سيتم تطبيقه بالضفة الغربية، على مراحل وبشكل تدريجي ومقلص وأن تطبيق المخطط في نظر إسرائيل هو أمر حتمي، ولكن سيتم تطبيقه تدريجيا، نظرا لمطالب قادة الدول العربية المعتدلة، بقيادة العاهل الأردني.
التعليقات مغلقة.