مجابهة العنف محور اليوم الثاني للدورة الأولى للملتقى العالمي “شكري بلعيد للفنون”
حلقة وصل _ وات
نظّمت دار الثقافة شكري بلعيد بجبل جلود أمس الجمعة ندوة فكريّة بعنوان “الثقافة والفن في مواجهة العنف” وعرضا موسيقيا في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ، وذلك في إطار الدورة الأولى للملتقى العالمي “شكري بلعيد للفنون” وتلتئم هذه الدورة من 5 فيفري وتتواصل إلى غاية 16 من الشهر ذاته، وذلك إحياء للذكرى السابعة لاغتيال الشهيد السياسي المناضل شكري بلعيد.
أثث الندوة الفكرية الدكتور المختص في علم الإجتماع عبد الستار السحباني الذي أكّد على تفشي العنف المادي والمعنوي في المجتمع التونسي، مشيرا إلى أن العنف لا يعني بالضرورة ممارسته بصفة مادية على شخص ما، فهو يتمظهر في العديد من السلوكيات، فالعنصرية عنف والتمييز عنف وحتى الكلمة السيئة والمؤذية شكل من أشكال العنف المعنوي.
وأضاف إلى أن تفعيل ثقافة حقوق الإنسان وتأسيس مفهوم المواطنة، هي ركائز مهمة في المجتمع السليم، يقع ترسيخها في المؤسسات التربوية التي تعتبر إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأولية للطفل ، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة إعادة تأسيس المنظومة التربوية والتخلي عن الأفكار المسلمة والمسبقة.
وقال السحباني إن الفن كان على الدوام عدو العنف الذي لا يلبث أن يحيا من جديد ليؤكد على أن القسوة هي نقيض الجمال، مؤكدا على أن الفن هو من أفضل المحاربين للعنف، “فهو الذي يحيي القلوب لأن القلوب إذا كلّت عميت” وفق قوله.
أما النصف الثاني من اليوم فقد تم تخصيصه في مرحلة أولى لرواية “جبل جلود” للروائي الدكتور توفيق العلوي، وأشرف على تقديم هذه الرواية الإعلامي محمد بن رجب.
هذا العمل الأدبي الذي يقدّمه العلوي بعد روايته “تعويذة العيفة” ومجموعته القصصية “سعادة خاصة جدا”، يأتي ليجسد الحياة اليومية لفئة معينة من المواطنين في حي جبل الجلود بأسلوب طريف وفق قول الكاتب.
يقول الروائي:” أنا أكتب بتلقائية ودون الإنتماء الى مدرسة معينة أستعمل الرمزية دون أن أبالغ أو أقطع خيط التواصل مع القارئ أما استعراض العضلات اللغوية فقد ذھب مع الأدباء الكبار وما أنقله في الحقيقة ھي الواقعية بصفة رمزية تصف مشاھد من الحياة اليومية في الحي الذي نشأت فيه”.
يحاول الكاتب وفق تعبيره أن يكتب عن البيئة الشعبية في جبل جلود وما تأثر بِه من كتب على غرار كتاب البخلاء للجاحظ والأغاني وكتابات علي الدوعاجي ومحمود المسعدي والبشير خريف وتشيكوف.
هي حكاية غاسل الموتى أصيل جبل الجلود الذي يسعى لكسب قوت يومه وينتظر أن يسمع عويلا أو بكاء لتكون هي فرحته الكبرى، وتبرز الرواية سخط غاسل الموتى وعداوته للشيوخ الذين يحرّمون غسل الرجل للمرأة وبذلك تحرم الشخصية الرئيسية من العشرين دينارا مصدررزق صغاره ، وفق ما جاء في الرواية.
كان الجمهور كذلك على موعد مع مجموعة من القراءات الشعرية لنخبة من الشعراء التونسيين، قبل أن تختتم فعاليات اليوم الثاني لهذه التظاهرة مع عرض “دندري” لمحمد الخشناوي الذي وضع بصمة إيقاعية تونسية إفريقية، أضفى عليها بعد سنوات من البحث مزيجا من الروك والجاز والأنغام المبتكرة ليرسم معالم مدوّنة موسيقية عصرية تمتد في الماضي وتعانق الحاضر وتتطلّع إلى المستقبل دون المسّ من جمالية التراث الموسيقي التونسي معتمدا على آلات موسيقية معاصرة مثل “الباتري” و “البيانو” و “القيتارة”.
عرض قدم فيه الخشناوي عدة أغاني منها ” نانا عيشة ” و “بابا بحري ” وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي رقص على إيقاعات السطمبالي التونسي لمدة ساعة تقريبا.
التعليقات مغلقة.