رنا خليل
تكلفة الانقسام السياسي بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ما زالت تشكل واقعاً سلبياً يتجه إلى حالة من اليأس والظلم والفقر والاضطهاد بكافة أشكاله، وبشكل أكبر على الغزيون، فماذا عن الغزيون في الضفة؟ ماذا يعني أن تكون غزاوي في الضفة؟
حالة الاغتراب
يواجه الغزّيّ المقيم في الضفة الغربية أشكالاً متعددة من قيود الحركة والسفر وحتى التمييز على المستويين الخدماتي، والاجتماعي أحياناً. فيجب على الغزي الذي يحمل في بطاقة هوية عنوان غزة، أن يحصل على ما يسمى “تصريح مكوث” من الجهات الاسرائيلية حتى يسمح له التنقل بين المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، أما غير ذلك فهو مقيم غير قانوني، ومن الممكن ملاحقته واعادته إلى غزة.
أما في حالة السفر عن طريق الأردن يتوجّب على الغزّيين الحاملين لبطاقة الجسور الزرقاء الحصول على “عدم ممانعة” من السفارة الأردنية في رام الله قبل السفر إلى المملكة الأردنية والعبور منها إلى العالم، والتي يتمّ رفض إصدارها في كثير من الأحيان دون توضيح الأسباب،وفي حال القبول على الغزيين التوجه لشباك رقم (10) الخاص بالغزيين حاملين البطاقة الزرقاء.على عكس أبناء الضفة الغربية والقدس، الذين يحملون غالباً بطاقة الجسور الخضراء ولا يشترط حصولهم على تأشيرة أردنية.
أما عن الغزيين في الأردن، وعندما اعطيت للفلسطينيين جوازات أردنية، كان للغزيين جواز مؤقت لمدة سنتين وهو بلا رقم وطني، ومختلف عن الجواز للفلسطينيين سكان الضفة الغربية الذي يحملون جواز سفر مع رقم وطني مدته خمس سنوات.
أما عن المنفس الآخر للفلسطينين الغزيين وهي الدولة المجاورة مصر، فيحتاج الجميع دون استثناء تنسيق لدخول الأراضي المصرية، ناهيك عن الخروج من غزة والمعبر المصري في رفح والمأساة التي يتعرض لها الغزيين بطريق ممكن عبورها بسبعة ساعات وتحولت لسبعين ساعة، للخروج من غزة من خلال المعبر المصري هذا وإن خرجوا.
وفي ظل هذه المعاناة، خرج سماسرة التنسيق ليطلبوا( عالراس 1500$)،أي ليصدروا تنسيق للمواطن الغزي عليه دفع 1500$ اي 5250 شيقل للخروج من القطاع.
تقبل الآخر
” الناس لما تحكيلها غزة بقولولك تقبل الآخر، يا عمي أنا مش آخر أنا واياك واحد” علا سلامة، معقول أنت من غزة؟ انتي حلوة كيف من غزة؟ العديد من الاسئلة التي نتعرض لها كغزيين وكأننا من عالم آخر أو دولة أخرى. ألا يوجد الجميلات في غزة؟ أو أذكياء أو عاملين أو اساتذة جامعة وحتى علماء!
حتى على صعيد تجديد الجواز هنالك مقر خاص مختلف للغزيين عن باقي المدن الفلسطينية، أما عن العاملين في الأجهزة الأمنية فكذلك هنالك مخابرات غزة أو وقائي غزة أو شرطة غزة بالمقابل لا يوجد مخابرات أو وقائي نابلس أو جنين الخ، العاملين في هذه المقرات جميعهم حملة هوية غزة أو ذو أصول تعود لغزة. أما على صعيد باقي العاملين في مؤسسات السلطة وذو أصول غزاوية فحق الاولوية للمناصب والادارات هي للضفاوي، فهل هذه العنصرية ستكون سياسةو نهج؟ أم حالة مؤقتة للغزي الذي خرج من المقابر الجماعية وصكوك غفران حماس؟
التعليقات مغلقة.