انتقد السیاسیین والتدخل الاجنبي : الطبوبي یفتح جسورا جدیدة للحوار
بقلم : كمال بن يونس
أكدت قیادة الاتحاد العام التونسي للشغل مجددا من خلال المسامرات الرمضانیة قدرة المنظمة النقابیة الوطنیة على لعب دور يتجاوز التحركات المطلبیة الظرفیة . وبعد استضافة الخبیر الدولي ومحافظ البنك المركزي الأسبق مصطفى كمال النابلي ووزير المالیة سابقا حكیم حمودة نجحت المركزية النقابیة ومكتب الدراسات التابع لھا في تنظیم ندوة كبیرة مفتوحة حول مشروع اتفاقیة التبادل التجاري الحر الشامل والمعمق ( الیكا ALECA (تطورت الى ما يشبه الاجتماع النقابي السیاسي الموسع .
واذ تداول الخبراء الاقتصاديون وعلماء الاجتماع على أخذ الكلمة للتعبیر عن مخاوفھم من بعض المضاعفات السلبیة لھذه الاتفاقیة التكمیلیة لاتفاقیات الشراكة السابقة التي وقعتھا تونس منذ بدء مسار برشلونة 1995 ثم 2005 ،فقد كانت الرسائل السیاسیة التي وجھت بالمناسبة قوية . الامین العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي والامین العام المساعد سمیر الشفي والامین العام المساعد محمد علي بوغديري ونخبة من النقابیین تجاوزوا بالمناسبة الخلافات حول ” الیكا ” وبعض سیاسات الحكومة الاقتصادية لیفتحوا ” ملفات حارقة ” بالجملة ويحذروا مجددا من ” الخطوط الحمراء” وبینھا النیل من “السیادة الوطنیة واستفحال التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلیة للبلاد…” الطبوبي انتقد مجددا دور سفیر فرنسا دون تسمیته وأعلن تمسكه مجددا بالانتقادات التي وجھھا له بمناسبة التسريبات عن جلسة عشاء مع سیاسیین نسب فیھا للسفیر أنه أعلن دعم باريس لشخصیات وأطراف سیاسیة في المعركة الانتخابیة القادمة .
كما انتقد الطبوبي قیادات الأحزاب السیاسیة التي اتھمھا بالتسابق على كسب ود السفارات و البحث عن ” شرعیة من وراء البحار” عوض أن تبحث عنھا داخل المجتمع التونسي وبین فئاته الشعبیة والعمالیة . لكن الملفت للنظر أن خطب الامین العام للاتحاد العام التونسي للشغل في ھذه المسامرات الرمضانیة لم تتوقف عند انتقاد الحصلیة الاقتصادية والاجتماعیة للحكومات المتعاقبة منذ الثورة ، بل سعى الى فتح جسور للحوارالايجابي والتفاعلي مع كل الاطراف .
حاول خطاب الطبوبي التوفیق بین النقد القوي للحكومة وشركائھا السیاسیین والدعوة الى حاجة البلاد الى الحوار الجدي والعمیق لبناء جبھة وطنیة تتوافق حول الخیارات الكبرى . صفق الحاضرون لكلمات امین عام اتحاد الشغل الداعیة الى اعطاء الاولوية للمستقبل والى البناء المشترك والتحرك الجماعي لانقاذ البلاد والى تقاسم التضحیات . وصفقوا عندما وجه رسائل سیاسیة الى كل الفرقاء تحث على الاستشراف واصلاح الاوضاع والتغییر مع التمسك بمطالب الشباب والمھمشین الذين فجروا ثورة 17 ديسمبر – 14 جانفي قبل أكثر من 8 أعوام من اجل الشغل والكرامة والتحرر.
عسى أن تكون مثل ھذه الرسائل السیاسیة مقدمة لترشید الخطاب الانتخابي والسیاسي في وقت استفحلت فیه المزايدات والخطابات ” الشعبوية ” بین المتسابقین الافتراضیین نحو قصري قرطاج والقصبة وقبة البرلمان .
المصدر: الصباح نيوز
التعليقات مغلقة.