فيلم ” قلعة الزيتونة” : غوص في ذاكرة الأهالي و علاقتهم بالشجرة الطيبة
حلقة وصل _ وفاء دعاسة
عرضت السينيماتاك مساء أمس الثلاثاء 16 أفريل 2019 بقاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة ، ضمن موعدها الدوري “ثلاثاء السينما التونسية” الشريط الوثائقي “قلعة الزيتونة” للمخرجة هادية بن عائشة ، الذي اختارت من خلاله منح الفرصة لجمهور مدينة الثقافة للاطلاع على السينما التونسية..
ويصور الشريط القلعة الكبرى ، المدينة وغابات زيتونها في موسم الجني و يقدم شخصيات تروى تفاصيل الحياة، كما يسلط الضوء على بهجة مهرجانها وعرسها التقليدي والعاملين في فلاحة الزيتونة بدء بالفلاح الصغير الذي مازال يعتمد على الآليات التقليدية إلى المستثمر صاحب الحقول الشاسعة والمعصرة وصولا إلى رؤوس الأموال والمستثمرين في تصدير زيت الزيتون.
الفيلم هو غوص في الذاكرة لعادات و تقاليد مدينة القلعة الكبرى و علاقة أهاليها بالزيتونة و اعتزازهم بالانتماء اليها ، وقد نجحت المخرجة هادية بن عائشة من خلال شريطها الوثائقي في نقل كتلة من المشاعر و الحب لمدينتها و استطاعت أن تتقاسم هذا الحب مع كل الحاضرين في العرض الأول من نقاد سينمائيين و اعلاميين ، و الذين أشادوا بالدقة و البساطة في تصوير تمسك أهالي القلعة بامتلاك حقول الزياتين كبيرة كانت أم صغيرة .
وشاركت المتفرج ذكريات الطفولة بين شوارع القلعة و ضيعاتها و عاداتها و رائحة زيتها البكر و أطباقها الشهية التي تطهيها “القلعية ” على نار الحطب تحت الزيتونة.
كما استطاعت أن تمرّر أهمية الزيتونة في المدينة و في العائلة ، أهميتها في الدورة الاقتصادية و التنمية ، أهميتها في المشهد الثقافي و السياحي في الجهة .
فالزيتونة كانت و لا تزال محور اهتمام أهالي القلعة الكبرى، فاقترنت أعمالهم و مناسباتهم بالزيتونة ، كما أنها تخلق حركية اقتصادية في الضيعات و المعاصر و ينتفع أصحاب الشاحنات في نقل الزيتون وحرفيو الآلات الفلاحية التقليدية .
التعليقات مغلقة.