منير الفلاح يكتب : الصّافي سعيد… الوافي
منير الفلّاح
عودة سمير الوافي من خلال سهرة الأحد 10مارس على قناة التّاسعة جانبت التّوفيق والسّعادة لأكثر من إعتبار. فقد صادف بثّها يوما حزينا لدى عدد لا يستهان به من التّونسيّات والتّونسيّين بعد مأساة الرضّع بمستشفى الرّابطة، وحتّى من “أصرّ” على إكتشاف البرنامج الجديد لسمير الوافي وجد نفسه أمام حلقة “جديدة” من برنامجه الحواري السّابق ! لأنّ التّجديد توقّف عند عنوان البرنامج : وحش الشّاشة. أمّا في ما عدا ذلك، لا شيء يذكر: فالدّيكور بنفس العناصر(مكتب للمنشّط وأربعة أرائك للضيوف)، أضواء يغلب عليها اللّون الأزرق، جمهور كالعادة لا يبدو عليه حدّ أدنى من الإهتمام بل وحتّى بعض الوجوه مصطبغة بالقلق وتصفيق عند الطّلب… هذا شكلا، أمّا مضمونًا، فلا جديد يُذكر بل قديمًا مُعاد حتّى لا أستعمل عبارتنا التّونسيّة الجدّ مُعبِّرة:”مجمّر”! لأنّ منشّط البرنامج إستدعى ضيفه المفضّل الصّافي سعيد(وقد صرّح سمير الوافي في برنامج لزميله في نفس القناة أنّ الصّافي سعيد هو أحبّ الضّيوف إلى قلبه…)، وإستدعى إلى جانبه ضيوفا آخرين من عالم السّياسة:علي المهذّبي والغناء:محسن الشّريف ونقيب الفنّانين: مقداد السّهيلي…
الصّافي سعيد، الضيف الرّئيسي للبرنامج والمذكور على الدّوام في قائمة المرشّحين المفترضين لكلّ الرّئاسيّات أعاد على مسامع المتتبّعين بلكنته المعهودة رأيه في الباجي قائد السّبسي وفي طريقة إدارته للحزب الذي أسّسه ونصحه كالعادة بترك الرّئاسة كما جدّد تصريحاته بأنّ البلاد(تونس) هي من أيسر البلدان قيادة ويكفي عدد قليل(لا يتجاوز الثّلاثة)من السّنوات للخروج بها إلى صفّ الدّول المتقدّمة وأعاد أيضا على مسامع الجميع مقارنته تونس برواندا…ولا جديد في هذا أيضا! أمّا الموضوع المفضّل الآخر لدى المنشّط فهو شفيق الجرّاية، ولم يفوّت الفرصة ليثير الموضوع مع ضيفه وعلاقته به وخاصّة بخصوص المجلّة التي كان يديرها الضّيف والتي يقول عنها شفيق جرّاية أنّها على ملكه وسبب تأزّم علاقة الرّجلين متأتّي بالأساس من خلافات حول أموال…وهذا أيضا ليس بالجديد! ربّما يكون الضّيف السّياسي(علي المهذّبي) هو جديد سمير الوافي فهي على ما أذكر أوّل إستضافة له عند الوافي.
وعلي المهذّبي معروف بخطابه الحِدّي “tranchant” وهذا ما حدث منذ البداية فقد أنزل الصّافي سعيد من مدرج السّياسي إلى موقع “الفداوي” أي الحكواتي وللحكواتي مكانة خاصّة في ثقافتنا الشّعبيّة تعتمد الحكي لقصص وسيرة الأوائل وتنطوي على عِبر، لكن السّياسي (وهي الصّفة التي يريد الصّافي سعيد أن تُضفى عليه وعلى خطابه)مطالب بتحليل علمي للواقع وبتقديم رؤى سياسيّة وبرامج لما ينوي تطبيقه في صورة فوزه بتكليف شعبي لكن ما حدث هو مغادرة الضّيف الرّئيسي ليعود بعد ذلك وبذلك عاد البرنامج لطاحونة الشيء المعتاد:buzz يتلوه buzz…
بعد ذلك، جاء دور محسن الشّريف المغنّي المعروف بزياراته المتكرّرة للأراضي الفلسطينيّة المحتلّة وتصريحاته الموثّقة لإنبهاره بدولة الكيان الصّهيوني الغاصب وحضر نقيب الفنّانين مقداد السّهيلي ليجدّد رفضه لسلوك التّطبيع للمغنّي المذكور وإستشهد بما يحصل في وضعيّات مشابهة بمصر …وهذا أيضا ليس بالجديد لا بالنّسبة لمحسن الشّريف ولا بالنّسبة لمقداد السّهيلي وأغلق المنشّط الموضوع بالقول أنّ لا أحد يمكنه محاسبة الشّريف لأنّه لم يخالف أيّ قانون(وهذا صحيح إلى حدّ ما بما أن تونس لم تجرّم التّطبيع مع الكيان الغاصب لحدّ الآن)…
وينتهي البرنامج بحضور الجميع ودون جديد يُذكر بل وحتّى فترات المُغادرة والعودة للبلاتو لهذا الضّيف أو ذاك بدت منتظرة بل وحتّى مُخطّط لها إلى حدٍّ ما! يعني وبالنّهاية لا جديد سوى “وحش الشّاشة” والسّؤال من يكون وحش هذه الشّاشة بالتّحديد؟
التعليقات مغلقة.