conto erotico

منير فلاح يكتب : بورقْيبة وسجناء اليسار

 

بقلم : منير فلاح

كلّنا يتذكّر تلك الصّور التي جمعت بورقْيبة بعناصر من مجموعة اليسار من سجناء الرأي لمّا قرّر إصدار قانون عفو في شأنهم…وفي هذه الطرفة سأحاول إعادة تركيب هذا المشهد من خلال شهادة أحدهم الأستاذ فتحي بالحاج يحيى ومن الصور التي بقت راسخة في الذّهن.

جاء في شهادة بلحاج يحيى أنّ زوجة الرّئيس وسيلة بورقْيبة استقبلتهم في مدخل القصر صحبة عدد من الوزراء ومدير الحزب المنجي الكعلي الذي علت محيّاه علامات الاستياء من حماسة وسيلة التي بادرتهم بالتّرحيب وكأنّها تستقبل عرسانا شبّانا، جاؤوا لخطبتها في بناتها أو بعض قريباتها حسب قول بلحاج يحيى. وذكر أيضا أنّها قالت لهم:“سي الحبيب راهو بوكم، ما يسالش كان بدا ياخذ ويعطي، ما تاخذوش عليه، خوذو بخاطري، راهو باش يسيّبكم” ويصف بلحاج يحيى حالتهم في تلك الفترة بقوله:”

يصعب تفسير هذه اللّحظة التي اختزلت جميع معاني حياتنا ونضالنا. فاليسار التونسي، بقطع النّظر عن أفكاره وتحليلاته ورؤاه في السّياسة والمجتمع وغيرها، لم يكن في نهاية الأمر سوى لحظة كرامة في هذا البلد، لكونه الوحيد الذي رفض أناويّة بورقْيبة، ورفض أن يُختزل البلد في شخص واحد، ورفض الإخصاء الذي مارسه بورقْيبة على الطبقة السّياسية ورجالات الدّولة والحزب. والآن تفصلنا بضع دقائق عن وقوف موسى أمام فرعون، ونحن لا معجزة في جرابنا، ولا عصا في أيدينا، ولا ربّ يحمينا!” وأوّل ما لاحظوه عند دخولهم مكتب الرّئيس بورقْيبة أنّه قصير القامة، ويمشي بشيء من الصّعوبة لكن دون عناء، تسنده وسيلة قائلة له “هذوما ولادك عاد”. فرفع يديه كما عهدناه يفعل في خطبه، وتقدّم نحونا وهو يتمعّن في وجوهنا وفي وجوه البعض من الملتفّين حولنا من الأمن والوزراء قائلا “ترا نشوف. هاو تبارك اللّه نظاف. ماهوش وجوه مقلّبة كي هاكه جماعة قْفصة ، أولادي هذوما، آش عملولكم تحطّوهم في الحبس”.(كانت أحداث قفصة لا تزال ماثلة في ذهنه بعد بضعة أشهر من حدوثها، وأشهر أقلّ من شنق رموزها). ويضيف فتحي بلحاج يحيى واصفا المشهد،كنّا نعلم الكثير عن قدرات بورقيبة المسرحيّة وعن دهائه السّياسي، وكنّا كثيرا ما نتقمّص دوره في السّجن. وقال لهم بورقْيبة إنّه يعلم أنّهم شيوعيّون وإنّه يعرف عن الشّيوعيّة أشياء بجهلوها هم. وحكى عن اختلافه مع الشّيوعيّين منذ فترة المقاومة حين كان ينادي بالاستقلال وكانوا يرونه مرتبطا بتحرّر الطبقة الشّغيلة في العالم، وكان يقول لهم “اقعدوا إستنّاوْا”. ثمّ انتابته لحظة عاطفة ولِينٍ وتوجّه إليهم قائلا:” فتحنا لكم المدارس وعلّمناكم وهَاكُمْ اليوم بعد ما قَرِّيتْكُمْ وكَبَّرْتْكُمْ تْحِبُّو تْنَّحِيوْني…

لو كان ما قرّيتْكُمْشْ رَاكُمْ ما زلتم سُرَّاحْ” وأثناء النّقاش مع الرّئيس تمّ التطرّق لمسألة التعذيب الذي تعرّضوا إليه والمطالبة بالعفو التّشريعي وبالحصول على رخصة تكوين حزب ورخصة إصدار جريدة حسب ما يقرّه الفصل الثّامن من الدّستور. ولكثرة ما سمع بورقيبة لفظة “البند الثامن”، التي وردت مرارا على ألسنتهم، فقد انتهى به الأمر وهو يزمجر: سألغي هذا البند… ثمّ تدارك الأمر، وكأنّه يريد قطع الطّريق عليهم، وإنهاء الجدل مردّدا بأنّه عفا عنهم شخصيا ضمن مجموعة أولى، وأنّ البقيّة سيكون موعدهم يوم عيد ميلاده في الثالث من أوت المقبل. يقول بلحاج بحيى انتهت المقابلة وشعرنا بنوع من الارتياح لتوفّقنا في الوقوف في وجه بورقيبة، ولم يكن الأمر سهلا. فقلّة هم الّذين وقفوا أمامه على نمط وقفتنا. ولم نتساءل وقتها ما الّذي كان سيحدث لو قابلناه في عنفوانه وأوج سلطانه!؟

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/