حلقة وصل _ فريق التحرير
اطلقت ،الیوم الاثنین ،الجمعیة التونسیة للنساء الديمقراطیات ” صیحة فزع ” بخصوص حقوق النساء والانتخابات ، مندّدة بما تعيشه البلاد بلادنا من تعفن للمناخ السیاسي وتأزيم ممنھج لسیر الانتخابات الرئاسیة
و نبهت الجمعية في بيان لها من تصدر رموز الفساد والاستبداد والیمین الرجعي بشقیه الإسلامي واللیبرالي للمشھد في مقابل تفكك القوى الديمقراطیة والتقدمیة والثورية، الأمر الذي يشكك في نزاھة ھذه الانتخابات واستقلالیتھا وسلامة مسارھ ، لافتة الى تدفق المال الفاسد في غیاب مختلف ھیئات الرقابة وفعالیة تدخلھا الأمر الذي جعل الحملة الانتخابیة تتخذ بعدا استعراضیا فاحشا في بلد ترزح فئاته المھمشة تحت العطش والجوع والأمیة،
كما حذّرت من السقوط المدوّي للخطاب السیاسي حیث غابت القیم والمبادئ سواء السیاسیة أو الدستورية وغابت البرامج السیاسیة المعبرة عن انتظارات التونسیات والتونسیین المتعلقة بالديمقراطیة والمساواة والعدالة الاجتماعیة وتعالت خطابات العنف والكراھیة والابتزاز والمساومة ، مستنكرة من الصمت الذي اختارته ھیئة الانتخابات لنفسھا بعد أن أقصت المرأة الوحیدة الناطقة باسمھا فیما يوحي بتخلیھا عن دورھا في تأمین مصداقیة المسار الانتخابي وشفافیته ونزاھته
و أشارت الى تخاذل السلطة القضائیة عن لعب دورھا سواء في محاسبة الفاسدين الأمر الذي زاد من تغولھم على كافة مؤسسات الدولة وعلى المجتمع، أو في حماية الحقوق والحريات ومكافحة الإفلات من العقاب أو كذلك في الانتصار للدستور ولدولة القانون والمؤسسات كعدم تحملھا مسؤولیتھا في الدفاع عن سلطتھا أمام الزج بھا في تصفیة الحسابات بین الخصوم السیاسیین، والاصطفاف السیاسي المفضوح للمؤسسات الإعلامیة في تعنت خطیر على القوانین وذھول وجمود غیر مبررين للقضاء وللھیئات الدستورية وأساسا الھايكا.
التبجح بنزعات الدكتاتورية وبضرب الحقوق والحريات وبالدوس على الدستور والتلويح بتعديله أما عن حقوق النساء فحدث ولا حرج بین من سیرمي بالمساواة إلى مزبلة التاريخ ومن يرى فیھا خطرا على الأمن الاجتماعي وتمزيقا للشعب التونسي ومن يواصل استعمالھا للمزايدة ومغازلة الناخبات بینما كان ممن خذلوھا في عديد المناسبات وقلة دافعت عنھا باعتبارھا شرطا للديمقراطیة ومطلبا نضالیا للحركة الحقوقیة والنسوية طیلة عقود من الزمن،
و نبهت الجمعية في ذات البيان من العودة إلى ممارسات الماضي من زبونیة في استغلال فج لضحايا التفقیر والتھمیش باسم العمل الخیري وغیره ومناشدات تحت مسمیات مختلفة واستعمال لوسائل الدولة في الدعاية الانتخابیة الأمر الذي زاد من تھمیش القوى الديمقراطیة والاجتماعیة والوطنیة
و حملت الجمعية مسؤولیة ھذه الأزمة الخانقة إلى كل من الائتلاف الحاكم الذي اختار ضعف القانون والمؤسسات سواء بتغییب بعضھا أو تھمیش بعضھا الأخر أو تطويع عدد منھا لمآربه السیاسیة وھرع جلھم إلى الحملات الانتخابیة تاركین البلاد في مھب المطامع والأھواء وننبھھم بالتالي إلى عاقبة ما ارتكبوه، و كذلك السلطة القضائیة والھیئة العلیا المستقلة للانتخابات وھیئة الاتصال السمعي البصري التي دافعنا عن بعثھا واستقلالیتھا وندعوھا جمیعا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف المھزلة واستخدام الصلاحیات القانونیة المخولة لھا لوضع حد لكافة التجاوزات أيا كان مرتكبوھا أو الجھات الداعمة لھا ونطالبھا بالكشف عنھا ومحاسبة المتورطین فیھا، –
في المقابل دعت المترشحين والمترشحات للانتخابات الرئاسیة إلى الالتزام بقواعد التنافس الديمقراطي النزيه وخطاب المواطنة الذي يرتقي بوعي التونسیات والتونسیین والاحتكام لدستور البلاد وقوانینھا ، مطالبة اياهم ببناء برامجھم على ما تقتضیه دولة مدنیة ديمقراطیة من الالتزام بالدستور وضمان تطبیقه والإسھام الفاعل في تجسیده عبر تقديم وتدعیم مشاريع قوانین تكرس حقوق الإنسان في ترابطھا وتكاملھا وعدم قبولھا للتجزئة وتحقق المساواة التامة والفعلیة بما في ذلك المساواة في الإرث بین الجنسین، و الالتزام بسیاسة خارجیة تضمن السیادة الوطنیة وتحمي ثروات الشعب التونسي وتوقف نزيف التفقیر والتھمیش والتداين واعتماد علاقات دولیة تقوم على الندية مع مختلف دول الجوار والتضامن بین الشعوب وتدافع عن السلم بعیدا عن الاصطفاف وراء المحاور وتدافع عن القضايا العادلة بما فیھا حق الشعوب في الديمقراطیة والسیادة على ثرواتھا وفي تقرير المصیر والتحرر من الاستعمار.
كما طالبتهم بالحرص على وحدة الدولة التونسیة والسلم الأھلیة بما تفترضه من كشف للحقیقة في ملفات الاغتیالات السیاسیة والجھاز السري للنھضة وقضايا الفساد وھي جمیعا تنسف الأمن القومي، ولكي تلتزم مختلف السلطات والھیئات والأطراف بما سلف ذكره ولكي يتم تأمین المسار الانتخابي من مختلف المخاطر التي تتھدده، تھیب جمعیتنا بعموم الناخبات والناخبین حتى يتسلحوا بالیقظة المواطنیة ويدافعوا عن كرامتھم وحقوقھم فیقفون سدا منیعا أمام شراء الذمم ويتصدون للمتاجرين في الفقر والجھل ويواجھون آلات الفساد والاستبداد وكل ذلك ممكن بممارسة حقھم في التصويت والمراقبة والمحاسبة فلا استخفاف بأصوات وتضحیات وذكاء التونسیات والتونسیین ومن أسقط الدكتاتور لن يقبل بأنصاف الحلول.
التعليقات مغلقة.