ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في واشنطن … وصناعة الزمن
حلقة وصل _ باسل ترجمان … رئيس تحرير موقع حلقة وصل
التقاليد السياسية التي ميزت علاقات القوى الكبرى في العالم، التي اعتمدت تاريخيا على مفاهيم القوة والسيطرة، وبناء المحاور، في مواجهات تصادمية قادت في كثير من الأحيان، الى كوارث عانت ومازالت الإنسانية تعانيها، وهذه المفاهيم التي حكمت التفكير السياسي للكثير من دول العالم منذ بداية القرن العشرين ولليوم، تركزت على محاولات تغيير واقع الجغرافيا السياسية وكتابة واقع العالم بحسب رؤاها، وخلق الاحلاف وصناعة الازمات مما جعل بقية دول العالم أما أن تكون ضمن هذه القسمة، أو من ضحاياها.
زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، وبعيداً عن مظاهر الاحتفال التي لم يسبق لملك او رئيس ان نالها في البيت الأبيض منذ عشرات السنين عكست تحولاَ غير مسبوق في فهم الولايات المتحدة وليس فقط رئيسها دونالد ترامب لفكر ورؤية سعودية تتجاوز المفاهيم التقليدية او المصالح المشتركة للعلاقات بين الدول لتنتقل باتجاه صناعة الزمن.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نجح بامتياز في تغيير المعادلة السياسية التقليدية التي حكمت علاقات دول العالم ومصالحها، وانتقل بمفاهيم الفكر السياسي الحديث نحو “المبادرة والتشاركية” في خلق رؤى تخرج بالإنسانية من الصراع الى بناء المستقبل، بعيداَ عن الاصطفاف والمحاور بل عبر الجمع بين كل الفرقاء في صياغة منظومة جديدة تساهم في بناء إنسانية الانسان، وحمايتها حتى يخرج العالم من حالة الاحتقان والصراع الى بناء تشاركية تجنب العالم ويلات قادمة ستكون نتائجها كارثية .
الاحتفالية الكبرى التي استقبل بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لم تنجح في إبهار ضيف الولايات المتحدة أو تشكل مفاجأة تؤثر على ترتيبات مشاريع وأفكار ولي العهد الذي كان صريحاً وواضحاَ في حواره مع الرئيس الأمريكي وأعضاء ادارته بندية تظهر حجم الثقة الكبيرة التي يمتلكها بقدرات شعبه وإمكانيات بلاده.
الإدارة الامريكية تقييم ضيوفها وتعرف أن زائرها رجل يسابق الزمن في صناعة التغيير في المملكة بهدوء وصبر وصمت، وإصراره في تحقيق أفكاره وأهدافه لا يلين، ويتابعون انتقال السعودية في سنوات قليلة الى مصاف الدول الكبرى صانعة السياسات وبناء الاقتصاد الإقليمي والدولي بسلاسة بعيدا عن الصدامات والتحالفات.
الاتفاقات الموقعة بين البلدين على أهميتها الاستراتيجية تشكل زاوية صغيرة من الزيارة بدء ببيع طائرات اف 35 ووصولا الى الاتفاق على بناء مفاعل نووي للأغراض السلمية، لكن الأهم في تفاصيل الزيارة أن الولايات المتحدة تعتبر المملكة دولة كبرى ومؤثرة في بناء الاستقرار الدولي، ودورها المركزي في العالم العربي والإسلامي يشكل حجر الزاوية ويعترف بانها القوة الأولى التي معها ومن خلالها يتم بناء الزمن القادم القائم في كثير من توجهاته على رؤى المملكة بالسلام والأمن والاستقرار بعيدا عن صراعات المحاور ويضع مستقبل الإنسانية جمعاء وضمان انتهاء كل اشكال الأزمات وفي مقدمتها حل عادل للقضية الفلسطينية كبداية للانطلاق نحو المستقبل.
التعليقات مغلقة.