محادثات تجارية بين الصين والولايات المتحدة في جنيف وسط تصعيد الرسوم الجمركية
حلقة وصل- وكالات
بدأ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه لي فنغ محادثات مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في جنيف اليوم السبت 10 ماي 2025، وفقًا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). وأكد مصدر مطلع لرويترز أن هذه المحادثات لا تزال جارية، بهدف نزع فتيل التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
تأتي هذه المحادثات بعد أسابيع من التصعيد الحاد في الحرب التجارية، حيث تجاوزت الرسوم الجمركية على الواردات بين البلدين 100%، مما تسبب في اضطرابات بسلاسل التوريد وزعزعة استقرار الأسواق المالية. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة 9 ماي 2025، عن إمكانية خفض الرسوم الجمركية على الصين من 145% إلى 80%، في إشارة إلى انفتاح محتمل لتهدئة التوترات. وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشال”: “80% على الصين يبدو قرارًا صائبًا!”، مشيرًا إلى أن القرار يعود إلى بيسنت.
من جانبها، أظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية تراجع صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 17.6% في أفريل 2025، مسجلة 33 مليار دولار مقارنة بـ40.1 مليار دولار في مارس 2025، مما يعكس تأثير الرسوم الجمركية الباهظة. وفي المقابل، فرضت الصين رسومًا جمركية بنسبة 125% على السلع الأمريكية ردًا على الإجراءات الأمريكية.
وأكدت الصين، عبر متحدث باسم وزارة الخارجية، أن المحادثات جاءت بناءً على طلب الجانب الأمريكي، مشددة على معارضتها للتعريفات “العشوائية” ومؤكدة أنها لن تتنازل عن مبادئها، لكنها منفتحة على حوار عادل يخدم مصالح الطرفين. وأشار متحدث باسم وزارة التجارة الصينية إلى أن الباب مفتوح للمفاوضات، لكن الصين “ستقاتل حتى النهاية” إذا أُجبرت.
تشير المحادثات إلى محاولة لإعادة التوازن للنظام الاقتصادي العالمي، وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي حاد، حيث خفض صندوق النقد الدولي توقعات النمو العالمي لعام 2025 إلى 2.8% بسبب الحرب التجارية. ومع ذلك، حذر بيسنت من أن الهدف هو “تهدئة التوترات” وليس التوصل إلى صفقة شاملة فورية. وفي إشارة إلى حساسية المحادثات، غادر الوفد الصيني الاجتماع بشكل مفاجئ دون توضيح الأسباب، وفق منشور على منصة إكس، مما يثير تساؤلات حول مسار المفاوضات.
تبقى الأسواق العالمية تراقب عن كثب نتائج هذه المحادثات، التي قد تحدد ما إذا كان الطرفان سيتمكنان من خفض التصعيد أو إذا كانت الحرب التجارية ستتفاقم، مع تداعيات محتملة على الاقتصاد العالمي.
التعليقات مغلقة.