حلقة وصل- فريق التحرير
احتضن المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس، يوم الخميس 24 أفريل 2025، مؤتمرًا علميًا دوليًا نظّمته الجمعية التونسية لقرى الأطفال “SOS” بالتعاون مع قسم علم النفس، تحت عنوان: “تحديات اللامؤسساتية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسريّة”. وقد شهد هذا اللقاء العلمي مشاركة باحثين ومهنيين وصناع قرار وفاعلين في المجتمع المدني من أكثر من 15 دولة من بينها فرنسا، ألمانيا، المغرب، سويسرا، وأرمينيا.
يرمي المؤتمر إلى مناقشة سبل الانتقال من الرعاية المؤسساتية إلى الرعاية الأسرية البديلة، انطلاقًا من دراسات تؤكد أن الإقامة في المؤسسات التقليدية لها آثار سلبية على النمو العاطفي والمعرفي والاجتماعي للأطفال، في حين توفّر البيئات الأسرية بدائل أكثر استقرارًا وإنسانية.
في كلمته، شدد محمد مقديش، رئيس الجمعية التونسية لقرى الأطفال، على ضرورة إدخال إصلاحات تشريعية تُمكّن من إحداث وظيفة “الأم الحاضنة”، مع تنظيم الإيداع العائلي عبر كراس شروط واضح يضمن لكل طفل الحق في أسرة تحتضنه منذ السنوات الأولى من عمره.
وأكدت جميلة بالطيب، المديرة العامة للطفولة بوزارة المرأة، أن تونس تعتمد استراتيجية وطنية لدعم الأطفال فاقدي السند، مشيرة إلى وجود أكثر من 380 طفلًا في نظام الإيداع العائلي. وأبرزت أن هذا التوجه يُمثل امتدادًا لسياسة الدولة في رعاية الطفولة منذ الاستقلال، مع التركيز على تطوير مؤسسات الإيواء وتحسين الخدمات الاجتماعية والتربوية والنفسية.
تناول المؤتمر على امتداد ثلاثة أيام جملة من المحاور، من بينها: الأسس النظرية للّامؤسساتية، الآثار النفسية للرعاية المؤسسية، التوازن النفسي للطفل في الأسرة البديلة، الإدماج الاجتماعي، والإطار القانوني للرعاية البديلة.
كما شهد المؤتمر مداخلات علمية لكفاءات تونسية ودولية، ومشاركات من منظمات دولية مثل “اليونيسيف” والفدرالية الدولية لقرى أطفال “SOS”، ما أتاح خلق مساحة تفكير جماعي مدعومة بتجارب علمية وميدانية متنوعة.
ويُنتظر أن تسفر أشغال المؤتمر عن توصيات عملية لتطوير منظومة الرعاية في تونس، وتعزيز شبكات متعددة التخصصات لمرافقة الممارسات الميدانية، في إطار بناء نظام لحماية الطفولة يرتكز على حقوق الطفل ومصلحته الفضلى.
التعليقات مغلقة.