وزارة الصحة تُعدّ دليلًا وطنيًا للتعاطي الإعلامي مع ظاهرة الانتحار
حلقة وصل- فريق التحرير
نظّمت وزارة الصحة، بالتنسيق مع مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس وقسم الطب النفسي للأطفال بمستشفى المنجي سليم، ورشة عمل أمس الخميس 6 نوفمبر 2025، بمقر المنظمة بتونس العاصمة، للتحضير لإعداد دليل وطني للتعاطي الإعلامي السليم مع ظاهرة الانتحار، بحضور خبراء في الطب النفسي والصحة النفسية، وصحفيين، وممثلين عن وزارة التربية.
وأكد مدير إدارة الطب النفسي والجامعي بوزارة الصحة، لطفي بن حمودة، أن التداول الإعلامي الرصين لهذه الظاهرة يُسهم في نشر الوعي المجتمعي، في حين أن التناول غير السليم قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، خاصة لدى الأطفال والمراهقين، مشيرًا إلى أن الوزارة تولي أهمية خاصة لفئة الشباب في تدخلاتها الوقائية.
من جهتها، أوضحت رئيسة اللجنة الفنية لمقاومة الانتحار، الدكتورة فاطمة الشرفي، أن اللجنة المحدثة منذ سنة 2015 تعمل على الحد من الظاهرة، خصوصًا في الجهات الأكثر تضررًا، مشيرة إلى أن عدد المنتحرين عالميًا يبلغ نحو 703 آلاف شخص سنويًا، أي ما يعادل 9 حالات على كل 100 ألف ساكن، لتُعدّ بذلك رابع سبب للوفاة ضمن الفئة العمرية بين 15 و29 سنة.
وبيّنت أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تسجل ما بين 3 و4 حالات انتحار على كل 100 ألف ساكن، في حين ما يزال نسق الانتحار يشهد ارتفاعًا في تونس، رغم تراجعه عالميًا.
وشدّدت الشرفي على أهمية التعرف على عوامل الهشاشة النفسية، ودور الإعلاميين في التوعية والوقاية، داعية إلى تعاطٍ إعلامي مسؤول يبتعد عن التفاصيل المثيرة أو وصف الأساليب، ويرتكز على التحليل العلمي والمعطيات النفسية.
كما عرضت نتائج دراسة أُنجزت بين سنتي 2012 و2016 حول أسباب الانتحار في تونس، أظهرت أن التناول الإعلامي السلبي لبعض الحالات ساهم في تكرار الحوادث، خاصة لدى الفئات العمرية الصغرى.
وتمحور النقاش خلال الورشة حول تطوير مقاربة إعلامية فعالة للحد من الظاهرة، بالاستئناس بتوصيات منظمة الصحة العالمية، والعمل على إعداد دليل وطني يُرسّخ أسس التعاطي الإعلامي السليم مع قضايا الانتحار.
التعليقات مغلقة.