conto erotico

عندما تنهار منظومة حقوق الإنسان الغربية في أعين أطفال غزة

فريق التحرير _ حلقة وصل

تهمة “ازدواجية المعايير” تنخر في صدقية النظام الدولي الذي أرسته الولايات المتحدة …

على مدى عقود دافعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عن النظام الدولي الذي أرسته بعد الحرب الباردة، رافعةً شعارات حقوق الإنسان، لكن التباين الصارخ بين مواقف الغرب تجاه حرب روسيا ضد أوكرانيا وحرب إسرائيل ضد غزة أدى إلى تنديد واسع بـ”ازدواجية المعايير” في تطبيق القوانين الدولية، واتهامات بتقدير بعض الأرواح أكثر من غيرها.

“كييف ليست مكاناً كالعراق أو أفغانستان، هذه مدينة متحضرة وأوروبية، حيث لا تتوقع أو تأمل حدوث ذلك”. “إن ما حدث للشعب الأوكراني لم يمكن تصوره، هذه أوروبا لا دولة نامية من دول العالم الثالث“. “هؤلاء أوروبيون مثلنا، بأعين زرقاء وشعر أشقر يقتلون كل يوم”.

إذا صدمتك تلك الجمل الثلاث، فإن الصدمة ربما تكون مضاعفة عندما تدرك أنها وردت في ثلاث محطات تلفزيونية أميركية وبريطانية رائجة وليست موجهة لجمهور سياسي بعينه، منها “سي بي إس” و”بي بي سي”، أثناء تغطية الحرب الروسية ضد أوكرانيا. ستكون وطأة الصدمة أشد عندما تقرأ الأرقام والتصريحات التي تكشف التباين بين تغطية الحرب الروسية والحرب الإسرائيلية على غزة، ومواقف دول الغرب تجاههما.

فعلى مدى عقود، دافعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عن النظام الدولي، المبني على القواعد، الذي أرسته بعد الحرب الباردة، رافعةً شعارات حقوق الإنسان، لكن في الأعوام القليلة الماضية، بدأت ثقة دول “الجنوب العالمي” بهذا النظام تتزعزع، وهو مصطلح بديل “للعالم الثالث”، وأصبح قادة هذه الدول ينتقدون بصورة متزايدة الازدواجية والانتقائية الغربية، فمن جانب تطالبهم دول الغرب بالالتزام بأسس النظام الدولي، وربما تعاقبهم على تعديه، ومن جانب، لا تفي بتلك الالتزامات عندما تتعارض مع مصالحها.

أرقام غزة الصارخة

شكل تزامن الحرب الأوكرانية مع حرب غزة بيئة خصبة لمقاربات التغطية الإعلامية والمواقف الرسمية في العالم الغربي، وأدى التباين إلى تنديد واسع بـ”ازدواجية المعايير“، واستُخدم هذا المصطلح على نطاق واسع بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أودت بحياة أكثر من 60 ألف فلسطيني، ثلثهم تحت الـ18 سنة، وفق السلطات الصحية الفلسطينية.

ومع استمرار الحرب الدامية، لم تعد إدانة ازدواجية المعايير محصورة في العالم العربي، بل امتدت لتشمل دولاً غربية، إذ شهدت الشوارع والجامعات الأميركية والبريطانية تظاهرات تندد بالصمت الغربي على جرائم إسرائيل، وتطالب بمواقف أكثر حزماً على غرار الموقف من روسيا.

وفيما كانت أوروبا ترمي بثقلها للضغط على بلدان أفريقية وآسيوية لتجاهل مصالحها ومقاطعة روسيا باسم حماية القانون الدولي الإنساني، تبنت رئيسة المفوضية الأوروبية أوروسولا فون دير لاين خطاباً مهادناً لإسرائيل، مما عرّضها لانتقادات بسبب إدانتها الهجمات على البنية التحتية المدنية الأوكرانية باعتبارها جرائم حرب، ورفضها في الوقت نفسه الاعتراف بمعاناة المدنيين الفلسطينيين.

المفارقة الصارخة جاءت أيضاً من جو بايدن الرجل الذي كان يحشد العالم ضد حرب روسيا على أوكرانيا وامتنع عن فعل المثل ضد حرب إسرائيل على غزة، شكّل الموقف صدمة لأنصار بايدن التقدميين الذين انجذبوا لوعوده بإنقاذ قيم النظام الدولي من خصمه دونالد ترمب، فالرئيس الديمقراطي الذي وصف فلاديمير بوتين بأنه “مجرم حرب” امتنع عن إخضاع إسرائيل للمحاسبة.

في يونيو (حزيران) 2024 وبينما كانت الأدلة على ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة تتراكم، صرح بايدن بأن مثل هذه الجرائم لا تزال “غير مؤكدة”، وعلى المنوال نفسه، تجنّبت الحكومات الغربية حتى محاولة “تحديد” ما إذا كانت إسرائيل، في حربها على غزة، تلتزم فعلاً بالقانون الدولي أم لا، وفق ورقة بحثية نشرها “مؤتمر ميونخ للأمن” للباحثة صوفي آيزنتراوت في سبتمبر (أيلول) 2024.

منطق “الحديقة والغابة”

في 2022، استخدم جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بين عامي 2019 و2024 تعبيراً عنصرياً بقوله إن أوروبا “حديقة”، ومعظم العالم “غابة يمكن أن تغزو هذه الحديقة”، اعتذر بوريل عن تصريحه بعد إدانات دولية، لكن الباحثين يرون أن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي لا تزال محكومة بمنطق “الحديقة والغابة“، في ضوء الاستجابة غير المتكافئة لحربي أوكرانيا وغزة التي تبرز تناقضات المعسكر الأوروبي.

في مقالة نشرتها جامعة LSE البريطانية، قال الباحثان الأوروبيان ألفارو أوليارت وخوان روش إن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى أوكرانيا على أنها جزء من “الحديقة”، أي مجتمع يغلب عليه الطابع الأبيض والمسيحي، ويتمتع بمكانة قريبة من حلف “الناتو”، وبناءً على هذه الرؤية، قدّم الاتحاد الأوروبي دعماً سياسياً ومالياً لأوكرانيا وعزز قدراتها الدفاعية، وقد دُعي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدة مرات إلى البرلمان الأوروبي، كما زار قادة الاتحاد أوكرانيا مراراً كإشارة دعم لجهودها في مواجهة الحكومة الروسية.

في المقابل، وعلى رغم عدد القتلى الفلسطينيين الكبير، جراء الهجمات الإسرائيلية في غزة، لم يطرأ تغيير يُذكر على السياسة الخارجية الأوروبية تجاه إسرائيل، فعلى رغم دعوات 200 منظمة من المجتمع المدني إلى تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، باعتبار أنّ مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية تشكل ركناً أساسياً لها، واصل الاتحاد الأوروبي حماية هذا الاتفاق.

وبينما رحّب الاتحاد الأوروبي بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وقف الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل بعد إصدار المحكمة الدولية طلباً لإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ويتبنى السرد الأوروبي حول أوكرانيا منظوراً تاريخياً واسعاً يرتبط بالإمبريالية السوفياتية، لكن الخطاب حول فلسطين ينطلق من تاريخ السابع من أكتوبر 2023، وكأنّ شيئاً لم يحدث قبل هجمات “حماس”، كما أن مصطلحات مثل “النكبة”، و”الإبادة الجماعية”، و”الاحتلال”، و”الاستعمار”، و”الفصل العنصري” لا ترد في الخطاب الأوروبي، مما يعرض وفيات الفلسطينيين كنتيجة لـ”مأساة”، أي ككارثة طبيعية بلا أسباب بشرية واضحة، وفق الباحثين.

التغطية الاعلامية والافلاات من المحاسبة

اتهامات التحيز لإسرائيل طاولت أيضاً وسائل إعلام مثل “بي بي سي” ومنظمات غربية ترفع شعار حماية الصحافيين مثل منظمة “مراسلون بلا حدود” التي تشرف على مؤشر “حرية الصحافة”، يصنف هذا المؤشر إسرائيل في المرتبة 112 بينما تحتل فلسطين المرتبة 163، على رغم أن الحرب الإسرائيلية تسببت بمقتل 197 صحافياً وعاملاً في وسائل الإعلام، بما في ذلك 189 فلسطينياً في غزة، وفق “لجنة حماية الصحافيين”.

وبسبب فشل المؤشر في عكس صورة عادلة للمعاملة الإسرائيلية للصحافيين، تواجه منظمة “مراسلون بلا حدود” اتهامات بالانحياز لإسرائيل والمساعدة في إفلاتها من المحاسبة، إضافة إلى دعوات إلى تغيير منهجيتها في احتساب تأثير الجرائم ضد الإعلاميين وفق المنطقة الجغرافية التي تقع فيها وليس بحسب جنسية الجهة المعتدية، مما أدى إلى حلول إسرائيل في مرتبة أعلى من فلسطين وجميع الدول العربية تقريباً.

وفي جوان 2025، خلص تقرير صادر عن مركز مراقبة الإعلام CfMM إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) متحيزة بصورة منهجية ضد الفلسطينيين في تغطية حرب غزة، بناء على تحليل شمل أكثر من 35 ألف مادة إعلامية، وتوصل إلى اعتبار وفيات الفلسطينيين أقل قيمة إخبارياً، فعلى رغم أن غزة تكبّدت عدداً من الضحايا يزيد 34 مرة عن إسرائيل، فإن “بي بي سي” منحت الوفيات الإسرائيلية تغطية أكبر بمعدل 33 مرة لكل ضحية، وأجرت الشبكة مقابلات مع عدد أقل بكثير من الفلسطينيين مقارنة بالإسرائيليين (1085 مقابل 2350)، كما شارك مقدمو البرامج الرواية الإسرائيلية أكثر من 11 مرة مقارنة بالرواية الفلسطينية (2340 مقابل 217).

كما أظهر التحليل انحيازاً منهجياً في اللغة لمصلحة إسرائيل، إذ استخدمت “بي بي سي” تعابير عاطفية أربع مرات أكثر لمصلحة الضحايا الإسرائيليين، ووصفت الحوادث بـ”المجزرة” بمعدل أكبر بـ18 مرة عند الحديث عن الإسرائيليين، واستخدمت كلمة “قتل” بحق الإسرائيليين 220 مرة مقابل مرة واحدة فقط للفلسطينيين.

وثّق التقرير 100 حالة لقيام مقدمي برامج “بي بي سي” بإسكات الادعاءات حول الإبادة الجماعية، مع الامتناع عن الإشارة إلى التصريحات ذات الطابع الإبادي من قادة إسرائيل، بما في ذلك إشارة نتنياهو التوراتية إلى “العماليق”، وهو تعبير يستخدم للدلالة على الشعوب التي تهدد الوجود اليهودي، واستخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي لتحريض جنوده ضد الفلسطينيين.

صحوة دفوعة بتغيير الأراء الشعبية

يقول الأكاديمي السعودي إياد الرفاعي إن التغطية الإعلامية تعطي الأولوية للضحايا الإسرائيليين بينما تُقلل من أهمية الضحايا الفلسطينيين في حين تظهر معظم الحكومات الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة، دعماً قوياً لإسرائيل، حتى في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان، لكنه يقر أيضاً بوجود “تحول في الرأي العام الدولي لا تخطئه العين، حيث تزايدت حملات المقاطعة الشعبية ضد إسرائيل، ويظهر تعاطف أكبر مع الفلسطينيين بين الشباب والناشطين”.

في 2024، أصبح منظر الخيم المنصوبة تضامناً مع الفلسطينيين مشهداً مألوفاً للمارة قرب حرم جامعة كولومبيا، مما اضطر الجامعة إلى إيقاف وفصل عشرات الطلاب المعتصمين، لكن التظاهرات لم تتوقف، وتكررت مثيلاتها في جامعات غربية أخرى، وما بدا أنه مجرد انتفاضة طلابية في أميركا تحول لاحقاً إلى استياء شعبي واسع من حرب غزة، مما دفع ترمب نفسه لانتقاد إسرائيل بسبب سوء تعاطيها الإعلامي مع الأزمة.

وبعد مرور نحو عامين على حرب غزة، أظهر استطلاع حديث لصحيفة “نيويورك تايمز” وجامعة سيينا انخفاضاً حاداً في الدعم الأميركي الشعبي لإسرائيل، وكشف عن تحول لافت تمثل في انحياز عدد أكبر من الأميركيين إلى الفلسطينيين ضد الإسرائيليين للمرة الأولى منذ 1988 عندما بدأت صحيفة نيويورك تايمز استطلاع الأميركيين في شأن تعاطفهم مع طرفي الصراع.

وفي مقابلة مع تاكر كارلسون، أوضح المفكر الأميركي جون ميرشايمر أن السردية التي روجتها إسرائيل في أميركا باعتبارها “الطرف الخيّر”، وأن العرب هم الأشرار، بدأت تنهار، وهذه التحولات أدت بالفعل إلى تمهيد الطريق لخطاب رسمي أكثر حدة في بعض الدول الغربية ومواقف معارضة للسياسات الإسرائيلية، خصوصاً في بريطانيا وفرنسا، اللتين اعترفتا أخيراً بدولة فلسطين.

استياء متزايد من الجنوب العالمي

بدأ مسؤولو دول “الجنوب العالمي” في التعبير عن استيائهم من ازدواجية المعايير التي يمارسها الشمال العالمي (في إشارة إلى الولايات المتحدة وأوروبا) والتركيز على مشكلات على حساب أخرى، كما عبّر عن ذلك وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار عندما قال أمام مؤتمر ميونخ للأمن في 2024 إن “طريقة تعامل الأوروبيين مع حرب روسيا ضد أوكرانيا توحي بأنهم يعتقدون أن “مشكلات أوروبا هي مشكلات العالم”.

العالم العربي ينظر اليوم إلى حرب غزة باعتبارها قضية عالمية، وكذلك حق الفلسطينيين في تقرير المصير لكن الدول الغربية لم تظهر القدر نفسه من الاهتمام الذي أظهرته لأوكرانيا أو حتى إسرائيل، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني شارك هذا الامتعاض عندما قال في قمة القاهرة للسلام عام 2023، إن “الرسالة التي يسمعها العالم العربي بوضوح هي أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من الإسرائيليين”، وأقر وزير الخارجية المصري آنذاك سامح شكري أن دول الجنوب العالمي بدأت تفقد الثقة في جدوى القيم التي رسّخها “الشمال العالمي”، وهو مصطلح يشير إلى العالم الغربي.

وتُظهر نتائج استطلاع “مؤتمر ميونيخ للأمن” عام 2024 أن غالبية مطلقة في جميع الدول التي شملها الاستطلاع تعتقد أن الانتهاكات لقواعد النظام الدولي آخذة في التزايد، ومع ذلك، تكشف البيانات أيضاً أن الناس لا يرون الصين وروسيا وحدهما مسؤولتين عن هذه الانتهاكات، فعند تقييم سجل الدول المختلفة في الالتزام بالقواعد، سجّلت الولايات المتحدة نتائج أسوأ من الصين، ولم تتجاوز نسبة من يعتقدون أن الصين تنتهك القواعد الدولية باستمرار نسبة من يرون الشيء نفسه بالنسبة إلى الولايات المتحدة إلا في البرازيل والهند. وفي بعض الدول، مثل إندونيسيا وباكستان والسعودية وتركيا، جاءت واشنطن في مرتبة أسوأ حتى من موسكو.

وتعترف رئيسة الأبحاث في مؤتمر ميونخ للأمن صوفي آيزنتراوت، بأن المقارنة بين حربَي أوكرانيا وغزة كشفت عن النفاق الغربي بصورة فاضحة، إذ ترى دول أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط أن ردود الدول الغربية على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، وعلى الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة عقب الهجوم الدموي الذي شنّته “حماس” على إسرائيل، تعزز الانطباع بأن الغرب يقدّر بعض الأرواح أكثر من غيرها، وأنه يركّز غالباً على إدانة الانتهاكات الدولية التي يرتكبها خصومه الجيوسياسيون فقط. 

لذا، أصبح قادة هذه الدول أكثر صراحةً في شأن ما يعتبرونه ازدواجية في المعايير من جانب أوروبا والولايات المتحدة، وتتسم الاتهامات التي تعكسها خطابات القادة بطابع جديد، فهي، قبل كل شيء، تعكس سخرية متزايدة من فكرة القواعد والمبادئ العالمية نفسها، لكن النقاشات حول ازدواجية المعايير الغربية أصبحت أيضاً نقاشاً حول صحة المعايير العالمية، ومن ثم حول النظام الدولي القائم على القواعد.

ويطالب باحثون وقادة غربيون بأخذ هذه الانطباعات والاتهامات على محمل الجد، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية قد تخسر حربها لحماية النظام الدولي الحالي إذا استمر التشكيك في شأن عدالته، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه “مصدوم من مدى فقداننا لثقة الجنوب العالمي”، محذراً من أن الولايات المتحدة وأوروبا تخاطران بفقدان صدقيتهما إذا لم تتوصلا إلى تسوية لإنهاء الحربين في أوكرانيا وغزة.

ولم يكن ماكرون الزعيم الغربي الوحيد الذي يقر بالتصور السائد بأن الغرب ترك إسرائيل تفلت بلا محاسبة، بل سبقه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشير في تصعيد النقد ضد نظرائه حين ندد بموقف القارة الضعيف من الحرب في غزة، قائلاً إن “العالم ينظر إلى الاتحاد الأوروبي وأيضاً إلى المجتمع الغربي ويسأل: لماذا تطبقون معايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا وعندما يتعلق الأمر بغزة”.

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/