تونس تتجه نحو تقليص نسبة الملح في الخبز واعتماد “خبز الألياف” لتحسين الصحة العامة
حلقة وصل- فريق التحرير
تونس – 23 جويلية 2025
كشفت جلسة عمل نظّمتها لجنة الصناعة والتجارة والثروات الطبيعية والطاقة والبيئة بمجلس نواب الشعب عن توجه وطني نحو تقليص نسبة الملح في الخبز بنسبة 30% خلال السنوات المقبلة، انسجامًا مع توصيات منظمة الصحة العالمية للحد من أمراض ارتفاع ضغط الدم والقلب.
وقدّم ممثلو وزارات الصحة والفلاحة والتجارة عرضًا حول مشروع “خبز الألياف”، الذي يهدف إلى الترفيع في نسبة استخراج الفارينة من القمح اللين المعدة لصنع الخبز المدعّم من 78% إلى 85%، بهدف تحسين القيمة الغذائية للخبز، عبر زيادة محتوى الألياف والمعادن والفيتامينات، ما من شأنه أن يُساهم في الوقاية من السمنة والسكري وتعزيز صحة الجهاز الهضمي.
تحسين منظومة دعم الخبز وتقليل الاستيراد
أكّد ممثلو وزارة التجارة أن استهلاك الخبز في تونس شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مما رفع الحاجة إلى نحو 6.9 مليون قنطار من فارينة الخبز سنويًا، وهو ما أثر سلبًا على منظومة التعويض. وأشاروا إلى ضرورة اعتماد خطة مرحلية لتنفيذ مشروع خبز الألياف، إلى جانب خطة اتصالية لتوعية المستهلكين بأهمية هذه الخطوة.
من جانبها، شددت وزارة الصحة على أن الخبز يساهم بما بين 35% و40% من الاستهلاك اليومي للملح لدى التونسيين، معتبرة أن التركيبة الحالية للخبز تُساهم في انتشار الأمراض غير السارية مثل أمراض القلب وارتفاع الضغط والسكري، مما يستدعي إعادة صياغة تركيبة الخبز المدعّم بشكل عاجل.
نحو نظام غذائي أكثر صحة واستدامة
دعا ممثلو الوزارات المعنية إلى الإسراع بإصدار قرار ترتيبي جديد ينقّح قرار 21 أوت 1979، لتحديد نسب استخراج الفارينة، مع التأكيد على أهمية دمج التعديلات الجديدة ضمن السياسة الوطنية للدعم الغذائي، ومراقبة جودة الخبز بانتظام، لضمان الانتقال إلى نظام غذائي صحي ومستدام.
كما أوصوا بتكثيف الحملات التحسيسية لتوعية المواطنين بالقيمة الغذائية المضافة لـ”خبز الألياف”، ولضمان تقبّله اجتماعيًا واقتصاديًا.
دعوات برلمانية للتوزيع العادل والرقابة
من جهتهم، دعا نوّاب اللجنة إلى ضمان عدالة توزيع المخابز بين مختلف الجهات، والعمل على وضع استراتيجية متكاملة لمنع استخدام الخبز كعلف للحيوانات، من خلال توفير الأعلاف وتكثيف المراقبة والتوعية في صفوف الفلاحين.
التعليقات مغلقة.