الجيش السوداني يستعيد بلدة بشمال كردفان وهدوء حذر بالفاشر
حلقة وصل- وكالات
تمكن الجيش السوداني وحلفاؤه من قوات الحركات المسلحة أمس الأحد من استعادة بلدة أم صميمة غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بعد ساعات قليلة من إعلان “الدعم السريع” سيطرتها عليها، وذلك بعد معارك ضارية بين الجانبين خلفت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى.
وبحسب مصادر عسكرية فإن قوات “الدعم السريع” شنت في الصباح الباكر ليوم أمس هجوماً واسعاً على المنطقة الواقعة على الطريق الرابط بين شمال كردفان وغربها وتوغلت داخل أم صميمة، لكن سرعان ما تصدت لها القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة وأجبرتها على التراجع والانسحاب من البلدة.
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة للحركات المسلحة العقيد أحمد حسين مصطفى إن “الميليشيات المتمردة، والمدفوعة بدعم إقليمي وبإشراف مباشر من قائدها الثاني حشدت قوة ضخمة منذ أسابيع بهدف إسقاط مدينة الأبيض، غير أن القوات المشتركة كانت على أهبة الاستعداد ويقظة تامة، تصدت بكل شجاعة واقتدار لهذه القوة الغاشمة”. وتابع، “فور ورود أنباء الهجوم على منطقة أم صميمة، تحركت قواتنا الباسلة فوراً واشتبكت مع الميليشيات في معركة ضارية انتهت بعد ساعات من القتال العنيف إلى دحرهم الكامل والسيطرة على المنطقة ومحيطها، وأُجبرتهم على الفرار تاركين خلفهم جثث قتلاهم وكميات ضخمة من العتاد العسكري”.
وأكد مصطفى استيلائهم على 22 سيارة قتالية، وتدمير وحرق أكثر من 18 أخرى، وقتل أعداد كبيرة من الجنود والضباط.
وكان المتحدث باسم قوات “الدعم السريع” الفاتح قرشي أعلن في وقت مبكر أمس أن “قواتهم سيطرت على بلدة أم صميمة بعد معارك عنيفة قادتها ضد الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة”. وكشف عن تكبيد القوات المسلحة خسائر فادحة في الأرواح والآليات العسكرية، وبثت منصات تابعة لتلك القوات مقاطع فيديو أظهرت انتشارها في المنطقة، مع استعراض الخسائر التي تكبدها الجيش، والتي شملت مقتل أعداد كبيرة من الجنود وأسر آخرين، بجانب الاستيلاء على مركبات قتالية.
ويأتي الهجوم على منطقة أم صميمة التي تبعد نحو 60 كيلومتراً غرب الأبيض، تزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات “الدعم السريع” قدمت من دارفور وغرب كردفان، تتمركز في مناطق بارا والمزروب وكازقيل من أجل شن هجوم موسع على مدينة الأبيض لإعاقة تقدم الجيش باتجاه إقليم دارفور وإنهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر.
وخلال الأسابيع الماضية، كثفت قوات “الدعم السريع” من نطاق هجماتها المدفعية وعن طريق طيرانها المسير، الذي استهدف مواقع مدنية وعسكرية داخل الأبيض، نتج عنها مقتل عدد من المدنيين وإحداث دمار هائل طاول المنازل والمرافق الخدمية.
غارات جوية
في الأثناء، شن الطيران الحربي التابع للجيش أمس الأحد غارات جوية مكثفة على مدينتي الفولة وأبوزبد بولاية غرب كردفان أسفر عن مقتل 10 مدنيين، بينهم أطفال، وإصابة سبعة آخرين.
وكثف الطيران الحربي التابع للجيش خلال الأسابيع القليلة الماضية من طلعاته الجوية في كردفان، حيث ظل يقصف مراراً مدن بارا والنهود والخوي والمجلد والفولة وأبوزبد، موقعاً عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
وقالت غرفة طوارئ ولاية غرب كردفان في بيان إن القصف هو امتداد لسلسلة غارات جوية شهدتها مدينة أبوزبد خلال الأسابيع الماضية، أدت إلى تعطيل الحياة، وترويع وتشريد المدنيين، وتدمير البنية التحتية والخدمية في المنطقة.
التعليقات مغلقة.