مدينة شيكاغو تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة
حلقة وصل _ وكالات
في “قرار تاريخي”، صوت مجلس مدينة شيكاغو الأمريكية الأربعاء الماضي على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، بعد إدلاء عمدة المدينة براندون جونسون بـ”صوت فاصل” لصالح القرار.
التصويت جعل شيكاغو أكبر مدينة في الولايات المتحدة تمرر قرار وقف إطلاق النار في غزة، لتنضم بذلك إلى عدد من المدن الأمريكية التي تبنت مجالسها التوجه ذاته، على غرار أتلانتا وديترويت ومينيابوليس وأوكلاند وسان فرانسيسكو.
وجاء القرار، بحسب المجلس، بفضل مبادرة عدد من المنظمات، أبرزها شبكة المنظمات الأميركية – الفلسطينية، وتأييد واضح من عمدة المدينة براندون جونسون.
التصويت على الدعوة إلى وقف إطلاق النار، جاء بعد أسابيع من النقاشات بين أعضاء المجلس، وفي أوساط المجتمع المحلي للمدينة بشأن المقترح، حيث أثار انقسامات واسعة في صفوف الرأي العام، ما بين مؤيد ورافض له، وذلك بالنظر إلى التركيبة الديموغرافية المتنوعة لشيكاغو التي تضم أحد أكبر التجمعات السكانية لليهود في الولايات المتحدة، فضلا عن الوجود الكبير للأمريكيين الفلسطينيين في مقاطعة كوك.
نقاشات وانقسامات
التصويت على قرار الدعوة إلى وقف إطلاق النار حظي بموافقة 23 عضوا ورفض 23 آخرين، ما استدعى استخدام عمدة شيكاغو للصوت الفاصل الذي رجح كفته رسميا.
وأعلن عمدة شيكاغو عن دعمه الدعوة إلى وقف إطلاق النار بالقول: “يجب أن يتوقف القتل، نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار”.
وتدعو النسخة النهائية من القرار الكونغرس والرئيس الأميركي جو بايدن إلى العمل من أجل “وقف دائم لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية والغذاء والمياه إلى قطاع غزة، كما تدعو إلى وضع خطط لحماية المدنيين في المنطقة”.
انتقادات للقرار
على الجهة الأخرى، أدانت منظمات يهودية أمريكية، من بينها الصندوق اليهودي المتحد ورابطة مكافحة التشهير في الغرب الأوسط، التصويت، معتبرة أن جونسون وأعضاء مجلس المدينة “تبنوا قرارا أحادي الجانب يقسم المدينة، ويدعم حركة حماس، ويقوض بشكل خطير النفوذ العالمي للولايات المتحدة”.
وقالت ديبرا سيلفرشتاين، العضو اليهودي الوحيد في مجلس المدينة، والتي قادت المعارضة لمشروع قرار وقف إطلاق النار، إن المقترح كان يجب أن يتضمن “إشارات واضحة إلى الفظائع التي ارتكبتها حماس في هجومها على إسرائيل في أكتوبر الماضي”، وفق زعمها.
وأضافت: “إننا جميعا نريد وضع حد لإراقة الدماء وإنهاء الحرب، لكن من المهم أن نفهم سبب الصراع، ويجب أن نصدر قرارا يعالج هذه القضية بطريقة مسؤولة، لقد كانت حماس واضحة في رغبتها في مهاجمة إسرائيل، ولا ينبغي أن نصدر قرارا لا يتضمن تأكيدا واضحا لضرورة منع حماس من تكرار عملياتها في المستقبل”
وادعت سيلفرشتاين أن حركة حماس قامت “بترسيخ بنيتها التحتية الإرهابية حول السكان المدنيين في غزة، وبنت أنفاقا تحت المستشفيات، وأطلقت الصواريخ من المساجد”، مشيرة إلى أن مشروع القرار لا يتضمن دعوة إلى منعها من ذلك.
حراك داعم للتصويت
وأشارت شبكة “سي بي سي” الإخبارية، إلى أن الناشطين وأعضاء مجلس المدينة الداعمين لمشروع القرار، عملوا طوال الأسبوع الماضي بعد تأجيل التصويت، على إعادة تعديل صياغته بهدف حشد مزيد من التأييد لفائدته.
وقالت روسانا رودريغيز سانشيز، إحدى أبرز المدافعات عن التصويت لفائدة وقف إطلاق النار: “إذا كنا ملتزمين بالسلام والتحرير، فعلينا أن نكون ملتزمين بذلك لفائدة كل الأفراد المضطهدين في ظل هذا الألم الشديد والدمار الذي نشهده في غزة، نحن بحاجة إلى أن نضم صوتنا إلى العدد المتزايد من الأشخاص الذين يطالبون بالسلام”.
وخلال جلسة مناقشة مشروع القرار والتصويت عليه، احتشد المئات من النشطاء، ومعظمهم من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، في قاعة الجلسة.
الجلسة شهدت مقاطعات متكررة من الجمهور الحاضر، خاصة خلال مداخلة ديبرا سيلفرشتاين، حيث ردد هتافات تطالب بوقف إطلاق النار، كما اتهم سيلفرشتاين بـ “المسؤولية عن مقتل الطفل وديع الفيومي”، المنحدر من أصول فلسطينية، والذي استُهدف في جريمة كراهية ضد الفلسطينيين.
وقالت دانيال لا سباتا عضو مجلس المدينة التي تقدمت بمشروع القرار: “إن إسرائيل هي التي بدأت الحرب”، مشددا على أن مؤيدي قرار وقف إطلاق النار، “يدينون القصف العسكري الإسرائيلي لغزة ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، كما يدينون هجوم حماس في أكتوبر الماضي”.
وتابعت: “إن وقف إطلاق النار هو الطريق للخروج من هذا العنف، لا أعتقد أن تصويتنا سيكون له تأثير مباشر في السياسة الدولية المرتبطة بالحرب، لكننا نصوت للأمل والتضامن”.
بدوره اعتبر بايرون لوبيز أن مجلس مدينة شيكاغو “تصرف وفق مسؤوليته تجاه ناخبيه من ذوي الأصول الفلسطينية، حتى يتم وقف إطلاق النار بسرعة”، مضيفا: “إننا ندخل الشهر الرابع من مذبحة حرب وحشية، تحققت المحاكم الدولية من أنها إبادة جماعية”.
وعلى عكس الآراء السابقة، زعمت سامانتا نوغنت وهي إحدى الناشطات في جبهة المعارضة للقرار، أن “قرار وقف إطلاق النار من شأنه أن يقوض نفوذ إدارة بايدن في المنطقة”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار.
التعليقات مغلقة.