بقلم : سحر بو جلبان
في آخر مرور له صرح رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد أن ما يهم اليوم أكثر من الناتج القومي الخام هو السعادة القومية الخام للتونسي “bnb”.
انتظر العديدون و هلل و كبر الكثيرون على أنغام هذه الكلمات، معتقدا البعض أن بوادر الإنفراج قد هلّت و أن الإصلاح و عودة الحقوق و تحقيق الوعود سيبدأ و ستكون نهاية الأحزان. اعتقد الكثيرون أن هذه الكلمات إشارة للضرب على أيدي المحتكرين و غلاء الأسعار و انقطاع بعض المواد، و ضربا للفساد في مستواياته الوسطى استعدادا لضرب العمق. اعتقد الكثيرون أن هذه العبارات ستأتي بالفرج و الفرح الذي لطالما طال، اعتقد التونسيون أن انخفاضا ستشهده بعض القطاعات كالمواد الغذائية و كالصحة في القطاع الخاص و غيرها..
ولكن.. الصدمة !!
و لكن يطل علينا رئيس الجمهورية المفدى، ببلاغ أبعد ما يكون عن الحرفية و عن دقة التواصل، ليفاجئنا بنص قد يصح على بعض فقراته “رب عذر أقبح من ذنب”.
الخبر يخص قانون المالية لسنة 2022. قانون توجس منه الخبراء خيفة و توقعوا آثاره المدمرة للتونسي!
قانون جاء لسد فراغ الخزينة بسحب رصيد جيب التونسي. قانون عمل على الترفيع في الجباية و زيادة نسبة الأداءات و فرض أداءات جديدة.. و لا حديث عن امتيازات مشطة يتمتع بها وزراء و مستشارين و كتاب لا محل من الاعراب لبعضهم.
بلاغ رئاسة الجمهورية، بلاغ فيه استبلاه للتونسي، فيه استقواء على المواطن التونسي، بلاغ يبرر فيه رئيس دولة امضاء قرار هو غير مقتنع به.
تهديد أم ضغط ..؟!
“..بعض الاختيارات التي لم تكن مقنعة و لم تسمح بتحقيق مطالب الشعب..” هكذا عبر قيس سعيد رئيس الجمهورية في البلاغ، و مع ذلك أمضى على قانون مالية سيزيد من تعميق أزمة المواطن التونسي المعيشية اليومية.
ما الذي يبرر امضاء قانون مالية أو غيره رغم عدم الاقتناع؟! هل هو الاكراه؟! هل كان رئيس الجمهورية مكرها ؟! و إن هو كذلك من هذا الطرف و ما هي الاكراهات و لماذا و لصالح من ؟! و إن كان تهديدا ، فقد عهدناه لا يخشى التهديدات و دائم الإفصاح عنها ؟! .. فلم هذا الإمضاء عن غير اقتناع؟!
لماذا يدفع المواطن التونسي البسيط الموظف الأجير فراغ خزينة تسبب فيه من سرقها من مسؤولين سابقين ؟! لماذا يتحمل المواطن أخطاء من كان في السلطة قبلا ؟! ..
أين المحاسبة لمن أفسد ؟!
لقد طال صبر المواطن وهو يتمنى عودة حقوقه و استرجاع مقدرته الشرائية و قدرته على عيش حياة كريمة أو “bnb” كما وصفتها الرئيس !!
هذا هو #مايريدهالشعب سيد الرئيس !!
التعليقات مغلقة.