حلقة وصل
كشفت السلطات التونسية، هذا الأسبوع، عن نجاحها في تفكيك 33 خلية إرهابية والقبض على 1020 شخصا يشتبه في انتمائهم لتنظيمات متشددة، وذلك بداية من العام الجاري.
وقال وزير الداخلية، توفيق شرف الدين، في جلسة استماع أمام لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، الإثنين الماضي، إن “الوحدات الأمنية نجحت منذ بداية السنة بدعم من المؤسسة العسكرية، في إيقاف 1020 شخصا من أجل الاشتباه في انتمائهم لتنظيمات إرهابية”.
كما أشار إلى أن السلطات الأمنية “كشفت عن 33 خلية تكفيرية وتم القيام بـ48 عملية استباقية مكنت من القضاء على 9 عناصر إرهابية، إلى جانب الكشف عن مخابر لصنع المتفجرات بالإضافة إلى القضاء على عنصرين من العناصر الإرهابية المتحصنة بالجبال”.
وتواجه تونس تنظيمات متشددة تتحصن بالمرتفعات الغربية للبلاد، أبرزها “جند الخلافة” التابع لتنظيم “داعش”، و”كتيبة عقبة بن نافع”، التي تدين بالولاء لـ”تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي”.
وتعليقا على هذه الأرقام، قال الخبير العسكري، فيصل الشريف في تصريح لـ”أصوات مغاربية” إن “هذه الحصيلة تبرز تراجع قدرات الجماعات المتشددة بعد تلقيها لضربات قاصمة في السنوات الأخيرة، حدّت من فاعلية المنتمين إليها”.
وأرجع الشريف “ضعف التنظيمات المتشددة” إلى “تعزيز تونس لمنظومتها الاستعلاماتية، بعد أن ظهرت الحاجة الماسة إلى المعلومات في هذه الحرب الطويلة”.
كما أشار المتحدث ذاته إلى “أهمية التشريعات التي تتعلّق بمكافحة هذه الظاهرة، من بينها قانون مكافحة الإرهاب الذي سمح للقوات الأمنية بملاحقة المتشبه بهم”.
وفي السياق ذاته، حذّر الشريف السلطات التونسية من “الاكتفاء بالمقاربة الأمنية في معالجة الظاهرة الإرهابية”، مطالبا بـ”اعتماد مقاربة أشمل تتضمن الأبعاد الدينية والتربوية والثقافية”.
العلاني: الظاهرة الإرهابية قائمة
من جهته، اعتبر الخبير الأمني، عليّة العلاني أن “الأرقام الأخيرة، تُبرز أن الظاهرة الإرهابية لم تتراجع وذلك بسبب غياب رؤية دينية للسلطة، إلى جانب غياب إرادة سياسية قوية لمعالجة الملف من جذوره إذ عطلت الأحزاب ذات المرجعية الدينية إتمام أشغال اللجنة البرلمانية للتحقيق في تسفير المقاتلين التونسيين إلى الخارج”.
كما شدّد العلاني، في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، على أن “الأوضاع الاقتصادية المتردية رفعت في منسوب الجريمة المنظمة بالتزامن مع سعي الظاهرة الإرهابية إلى التوطّن في المدن، في سياق محاولات لإعادة التشكل بعد الضربات الموجعة التي تلقتها في السنوات الأخيرة”.
وأوضح العلاني بأن “الجماعات المتشددة تحاول في مساعيها لتكثيف أنشطتها استغلال الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية وضعف الدولة وفشلها في فرض هيبتها، إلى جانب غياب التنسيق والتكامل بين السلطات الثلاث وعودة ظاهرة تمجيد الإرهاب واستفحال خطاب التطرّف في التكفير في بعض هياكل الدولة دون محاسبة حقيقية”.
ويرى العلاني أن “تونس تواجه اليوم ثلاثة أوبئة خطيرة، أولها فيروس كورونا فضلا عن الفساد الذي تفشى بشكل أكبر بعد 2011 إلى جانب الظاهرة الإرهابية التي لم تتصد لها الدولة بمقاربة واستراتيجية ناجعة”.
- المصدر: أصوات مغاربية
التعليقات مغلقة.