كورونا تعصف بمخزوننا النفسي
بقلم : انتصار السعيدي
تعيش اغلبية شعوب العالم في حالة الحجر الصحي وحظر التجول.وضعية صعبة املتها علينا كوارث المختبرات البيولوجية للدول المصنعة للاسلحة البيولوجية والجرثومية عن خطا او عن قصد هذا ما ستكشفه قادم الايام ان قدر للبشرية ان تستمر وللحقيقة ان تظهر.
في تونس لا يختلف الوضع كثيرا فقد اثرت هذه الازمة على المواطن المثقل بطبيعته بمشاكل وازمات و ضغوطات تعجز الجبال احيانا عن تحملها ليجد نفسه بين خيارين احلاهما مر، فاما العزلة والاختناق في الحجر الصحي، او الوباء والموت
مشاهد قاتمة بالجملة:
اثارت مشاهد القبور والنعوش وصناديق الموت والجثث المتراكمة في اروقة المستشفيات واجهزة الانعاش هلع وصدمة المواطن البسيط المكتءب بطبيعته جراء الازمات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يواجهها يوميا فعمقت اكتئابه وعزلته .لا تطمينات ولا بوادر انفراج تلوح في الافق الا الاخبار الداعية للتمديد في الحجر الصحي وفائض من صور الزعماء والسياسيين والقادة المتباكين العاجزين عن السيطرة على الوضع، مع نشرة حينية لاعداد الحالات المصابة واعداد المتوفين وحالات الشفاء. وسط هذا الضخ المتواصل للمشاهد القاتمة تنفجر موجة من العنف الغير المسبوق داخل الاسر فتتضاعف نسبة العنف ضد المراة واطفالها بخمس مرات مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة 2019 حسب وزيرة المراة اسماء السحيري
ماذا يقول الطب النفسي:
بحسب الدكتور “حاتم عشاش” طبيب نفسي تعود اسباب العنف اساسا الى البقاء المطول في المنزل، و ما انجر عنه من ظهور لمكبوتات كانت خفية لدى بعض الاشخاص مثل العدوانية، وعدم التناسق والتناقض في المواقف، العقلية الذكورية السائدة القائمة على القوة وحب الامتلاك والانانية واللجوء للعنف اللفظي والمادي في حالات العصيان لرغباته والخروج عن الطاعة. واضاف د. حاتم عشاش ان من اسباب تفشي العنف هو الاحباط الذي اصبح المرض الاكثر شيوعا حسب قوله نظرا لان وسائل الدفاع النفسية اصابها الوهن والكلل لطول الحجر والحصار والشعور بالحرمان و هذا من بين العوامل التي تسبب اضطرابات في النوم والاكل.
كما تسببت كورونا كذلك في ظهور انواع جديدة من الامراض النفسية مثل حالات الرهاب والخوف القلقي وظهرت انواع معينة من الرهاب عند اشخاص نوعا ما متوازنة ولم يكن لها سوابق مرضية نفسية. كما مست هذه الازمة النساء اكثر من الرجال لانهن اكثر هشاشة فبسبب الحجر كانت اتصالات النساء هاتفيا الاكثر عددا لتجديد الوصفة و تخفيف الهواجس. وعن الحلول الوقتية لمواجهة هذه
الاضطرابات يؤكد الدكتور حاتم عشاش على ضرورة العمل على ميولات كل شخص وتطويرها مع احترام إجراءات الحجر الصحي العام.
عمقت كورونا ازمات الشعب النفسية و زادت من احباطه واكتئابه فلم يعد الشعب يريد اسقاط النظام ولا الزيادة في منحة ولا التخفيض في ساعات العمل وفي اسعار المواد الاساسية بل اصبحت اقصى امنياته العودة للجنة التي كان يعيشها قبل وصول الكوفيد 19 و قهوة يحتسيها في مقهى الحي البائس وساعات من النقاشات البيزنطية مع اصحاب بؤساء.
التعليقات مغلقة.