حلقة وصل _ احمد محمد
ما هو مصير المصالحة بين حركة حماس وإيران؟ سؤال في منتهى الدقة تطرقت إليه عدد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية خلال الفترة الأخيرة خاصة مع كشف بعض من هذه الصحف عن ترقب أوساط في حركة حماس لتحقيق المصالحة مع النظام السوري ، وهي المصالحة التي تتوقع بعض من الدوائر الاستراتيجية في الحركة أن تنعكس بصورة إيجابية عليها.
وتشير صحيفة الغارديان في تقرير لها إلى دقة هذه القضية خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن الكثير من قيادات حركة حماس ترى ضرورة التواصل مع إيران ، وتعتقد أن تحسين العلاقات مع النظام السوري الان سينعكس بدوره إيجابيا على العلاقات مع إيران.
وتضيف الصحيفة أن الجناح العسكري لحركة حماس يحتاج وبشدة إلى التعاون الاستراتيجي والعسكري مع إيران لأنه يعرف أن سوريا ستمنحه كل ما يلزم من متطلبات عسكرية حال التصالح مع إيران. بدورها تطرقت صحيفة انديبندنت لهذه القضية ، مشيرة في ذات الوقت إلى وجود تباين في الحركة بشأن هذه المصالحة مع إيران.
وتقول الصحيفة أن كلا من القيادي في الحركة “محمد ضيف” وقائد الحركة يحيى سنوار ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية يؤيدون هذا التوجه والتصالح مع سوريا ، وهو ما يرفضه تماما الرئيس السابق للمكتب السياسي خالد مشعل. ويرى مشعل أن التواصل وبناء علاقات جيدة مع سوريا الان سينعكس بصورة سلبية على حماس ، لعدة أسباب ابرزها أن النظام السوري ذاته يرفض في الأساس التواصل أو التطبيع مع الحركة أو عودة العلاقات معها .
بالإضافة إلى أن الكثير من الدول ستنظر بعين الريبة لهذا التعاون وسترفضه خاصة مع توتر العلاقات بين سوريا وعدد من الدول العربية في ظل تواصل تداعيات الربيع العربي والثورة السورية ورفض الكثير من الدول السياسات التي تنتهجها سوريا في التعاطي مع الأزمة المشتعلة بها. غير أن الواضح الان أن هذا الموضوع بات مطروحا وبقوة مع قرب الانتخابات الداخلية في حركة حماس ، وهي الانتخابات التي تشير بعض من الدلائل إلى إمكانية أن يتنافس بها خالد مشعل أمام إسماعيل هنية ، ويمتلك كلا من هنية ومشعل أجندات وسياسات متباينة إزاء أكثر من قضية، ويبدو أن سوريا وإيران ستكون أولها. عموما فإن الأزمة والتفاعلات الاستراتيجية في المنطقة تشير إلى الكثير من الدلائل المهمة ، وهي الدلائل التي تتواصل وتتصاعد في ظل الأزمات التي تعيشها الحركة وتؤثر بصورة أو بأخرى على مسارها في العمل السياسي.
التعليقات مغلقة.