بقلم : باسم ابو سميه
أولًا علينا الاعتراف بان الإدارة الاميركية ما كانت لتقدم على اعلان كهذا لو لم تكن على يقين بان الظروف الدولية والإقليمية ناضجة لتقبل الفكرة ،وحين نقول الإدارة الاميركية فان المقصود ليس ترامب فقط الذي يعتبره البعض أرعنا.
بل ان هناك إدارة تقودها جماعة أيدلوجية إنجيلية يمينية من المستشارين والمساعدين وهي ليست إدارة لبلدية أو نادي رياضي، وإنما تدير أقوى دولة في العالم بل وتتحكم في العالم كله والكل يسعى لنيل رضاها . لا ننسى انه منذ مجيء ترامب كرئيس للولايات المتحدة فقد فر التخلى تماما عن فكرة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والدليل ان اهم عناوين الصفقة أو خطة السلام لا تتحدث عن السلام اليوم واشنطن أصبحت على يقين بان السلطة الفلسطينية وحيدة تقريبا في موج متلاطم من دون حلفاء حول العالم في مواجهة تهديد خطير بإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني وحلم الأجيال وحل الدولتين .
كان واضحا منذ تولي ترامب سدة الحكم ان المجتمع الدولي بدا ينفض يديه شيئا فشيئا من التدخل المباشر في الصراع، وفقط حافظ على الشعار دعم حل الدولتين، ولم يقدم أية مبادرات حقيقية لترجمة هذا الشعار إلى فعل . يبدو ان زعماء العالم باتوا يخشون الاشتباك الكلامي مع ترامب والدخول في جدل مع الإدارة الاميركية . وربما ان هذا يفسر امتناع اكثر من 50 زعيمًا عالميًا وصلوا اسرائيل مؤخرا لإحياء ذكرى المحرقة اليهودية عن التحدث علنًا على الأقل عن صفقة القرن .
هذا سؤال مهم ، لماذا والكل يعلم انه بدون غطاء دولي ودعم عربي لن تنفذ الصفقة .؟ كل السياسيين المهتمين بايجاد حل للصراع احتفظوا بالموقف نفسه ؛لا بديل عن الدور الاميركي في حل الصراع، وادعوا انهم يعملون على تطوير الصفقة وتعديلها ، بدعوى انه لا يمكن الحكم عليها قبل رويتها . الان عندما تعلن سيقول هؤلاء: لماذا لا ننظر إلى النصف المليء من الكاس ومواصلة البحث عن السلام المفقود في خطة السلام الاميركية المعروفة بصفقة القرن ..؟!
التعليقات مغلقة.