عازبٌ هذا الوطن !
بقلم : اسيا توايتي
كتبت الشاعرة سونيا الفرجاني على صفحة الكاتبة والشاعرة آمال موسى تقول :”مؤلم أن تتعطب الكتابة عاما كاملا ..”
ماذا لو عرفت سيدتي أنني تعطلت عن الكتابة تماما ..
فقدتها كما تفقد الأم طفلها الأول في حادث سير …
لقد تصادمت ذاكرتي مع قصة موجعة حاكتها الطفولة بابتذار وانطلقتُ تاركةً إياها في الصِّيانة…
منذ زمن وأنا أهتم بقضايا المرأة والعمل والحكومة والسياسة والطريق العام والحافلة والناس من هنا وهناك والعائلة والطفل المتشرد والطريق المعطبة والواقفين على عتبة السير دون احترام قواعد المرور والسارقين قوتَ غيرِهم ولا استطيعُ الكتابةَ …بل لا اريد ….
نسيت أيُّ الكلماتِ الدلاليةِ أختارُ لبدءِ البحثِ عن نصٍّ وعبرة أو حرفٍ وصورة…
كل ما صرت أجيده هو “الفرجة ” …
أدركت أننا في عالم الفرجة …وهو عالم أبعد مايكون عن الغوص والرحلات البحرية في الكلمات كما لا يساعد على تهيئة الشعر ولا على البنية التحتية للكتابة ….
إننا ياسيدتي في زمن الشفاعة لافكِّ الحصار عن الغَير …
لقد امتزجت عندي السياسة بالكلام فأنتجت حبرا أسودا داكن اللون … يكتب الكلمات لكن بحزن عميق…
فهل أتاك حديث الوطن الذي أعرناه ثيابنا بعدما أصابه العراء …ّ؟
سونيا العظيمة …
لقد حررتِ قوى الكتابة لديّ… فدعيني أخبركِ أمورا كثيرَة…
ليس لنا وطن بعد الكتابة …
حتى تيمومة حلم الرواية الباحث عن دار نشر هائمة …صارت بلا وطن …
إن هذه هيَ التلاقيحُ ضد قانون الضياع في النص الكامل …
لقحوا لي كي لا أنتج شيئا نافعا أو حرفا بهدف …
إنهم يكرهون إنتاجَ غيرِ النفاق والتقيةِ …
يبدو أمر هذا الوطن عجيبا يا سنيا …يفهم في الدين ولا يصلي …
يعمل في السياسة ولا يُصلِحُ …
يكتب في الصحافة ولا يؤثرُ… بل يهرِّجُ…..
يعمل في الطب ولا يداوي ..بل يضاعف سعر التحليل ..
أما الجامعات ياسونيا فجُلها يقوم على خطاب التوصية
والمحددُ الرئيسُ للبلاغة ليس ما اقترحتَ…بل من شَكرْت َ َ…
لو تعلمين ياصديقتي يشاهد الجميع مسلسلا واحدا ويستيقضون على صراخ أم فقدت طفلها وقد بدؤوا يتعودون على الجريمة المستفحِلة…
ياسونيا !
تعطّبَ كل شيءٍ في وطني …حتى عجلة الاقتصاد فكيف لا تتعطب أقلامنا …
آسيا توايتي
التعليقات مغلقة.