بقلم خالد نجاح
فقدت الصحافة التونسية اليوم واحد من خيرة أبنائها وأفضل أقلامها الصحفي جمال الدين الكرماوي الذي وافاه الأجل المحتوم اليوم بعد سنوات من المعاناة الصحية والنفسية . والفقيد صحفي خطّ اسمه بعلامة بارزة في الصحافة المكتوبة في تونس انطلاقا من جريد الإعلان التي تولى فيها رئاسة التحرير مدة سنوات وكان يعرف بمقاله الأسبوعي “ألو الإعلان” وقد جمع هذه الكتابات في مؤلف يحمل نفس التسمية يبقى اليوم شاهدا على رجل عشق الصحافة وسرت في وجدانه حتى يوم تقاعده وكان بإمكانه مزيد العطاء لولا ظروفه الصحية التي حطت على جسده ألما كبيرا.
واشتغل جمال الدين الكرماوي رئيسا لتحرير مجلة الإذاعة والتلفزة لمدة سنوات وجعل منها واحدة من أهم الإصدارات الفنية والثقافية في البلاد وأخرجها من دائرة التلفزة والإذاعة إلى دائرة الثقافة بمفهومها الواسع أسوة بمن سبقه في هذا المكان من فطاحل الصحافة الفنية والثقافية ومنهم المرحوم صالح جغام. وشهدت المجلة في عهد جمال الدين الكرماوي انتشارا واسعا في الأسواق واستوعبت صفحاتها مجمل الابداعات الإذاعية والتلفزية والثقافية في البلاد وكانت الصدى المكتوب للمرئي والمسموع.
وكتب الصحفي المرحوم جمال الدين الكرماوي لفائدة جريدة الشروق من خلال ركن شدّ إليه الإهتمام في تونس عنوانه “أشياء في البال” تناول فيه مواضيع متعددة من اهتمامات المواطن والوطن. وتولى جمال الدين الكرماوي رئاسة تحرير جريدة الصحافة التابعة إلى مؤسسة لابراس ومنها حصل على التقاعد.
وجمال الدين الكرماوي ليس غريبا عن الأجواء الرياضية ليس بصفته صحفيا وانما لاعبا بارزا في فريق الملعب التونسي وكان متألقا في وسط الميدان وتفاعل معه الجمهور الرياضي في تونس غير أن جمال اختطفته الصحافة من الجلد المدوّر واليوم تختطفه اليوم من أهله ورفاقه .
ولجمال الدين الكرماوي خصال إنسانية عديدة جعلت منه إنسانا خلوقا متخلقا حسن العشرة يحب الخير لغيره ويمقت الأنانية ويشجع الصحفيين الناشئين على التألق ويفسح لهم مجال إبراز كفاءاتهم رحمه الله وأسكنه الجنة..
وداعا جمال الدين الكرماوي لن ننساك أبدا وسيبقى أثرك شاهدا عليك وستبقى في البال أشياء كثيرة عنك.
التعليقات مغلقة.