conto erotico

راشد الغنوشي يتحدّث عن بند سرّي في «صفقة» الاستقلال

 

بقلم : شكري المبخوت  

يزعم كثير من قياديي حزب النهضة والمدافعين عنه بأنّ هذا الحزب قد عرف جملة من التطوّرات الفكريّة والمراجعات الإيديولوجيّة أخرجته من التصوّرات الإخوانيّة لتؤصّله في التاريخ الثقافيّ التونسيّ. وبصرف النظر عن تفاصيل هذه المراجعات التي سنعود إليها بالتفصيل تثبّتا وتقييما فإنّ الإطار الأساسيّ الذي يحتضن الأفكار المختلفة قد رسمه راشد الغنّوشي في بعض كتاباته وحواراته بطريقة تبدو لنا في حاجة إلى نقاش.

فالإسلاميّون في تونس عنده يمثّلون تيّار “الهويّة العربيّة الإسلاميّة” الذي همّشه الاستعمار الفرنسي ووريثه وعميله حزب الدستور بقيادة بورقيبة، والحركة الإسلاميّة في زعمه “ممثّلة للثقافة المحليّة [التونسيّة] المقطعة [كذا!] باقتباسات حداثيّة، المدعومة بقوى حداثيّة نزيهة” وهي تمثّل “الامتداد الموضوعيّ” لـ “تراث الحركة الإصلاحيّة التونسيّة في القرن الماضي بقيادة خير الدين ومن حوله من كبار مشائخ الجامع مثل الشيخ سالم بوحاجب وبيرم التونسي [كذا! وهو سهو ظاهر من الغنّوشي إذ يقصد ربّما بيرم الخامس] من أجل استيعاب الحداثة في إطار الإسلام”.

ومن المفهوم أن يبحث إسلاميّو النهضة عن التجذّر في تيارت الفكر الإصلاحي التونسيّ وهم المتهمون، لأسباب ذكرنا بعضها في مقالات سابقة، بالانتماء إلى فكر سيّد قطب والمودودي والإخوان عموما والانقطاع عن البيئة التونسيّة. لكن من المهمّ أن نعود إلى التصوّر الذي صاغه راشد الغنوشي عن حقيقة الصراع الثقافي في تونس لنتبيّن على وجه التدقيق موقع الإسلاميّين منه وموقفهم من دولة الاستقلال.

نسجّل منذ البدء وبناء على ما ذكرناه في شاهد أعلاه أنّ التيّار الإسلاميّ عند الغنّوشي تيّار حداثيّ (نعم حداثيّ [كذا!]). وهو ينسف بذلك فكرة وجود صراع بين تيار تقليديّ محافظ وآخر تحديثيّ. فالمعركة الثقافيّة كانت بين تيّارين تحديثيّين أحدهما يسمه بتيار التغريب (التبعيّة للغرب) والآخر بتيّار التعريب الذي لم يقطع الصلة بالمشرق العربيّ ويراهن على “آليّات التجديد الذاتي” من داخل الإسلام. فعلى المؤرّخين ودارسي فكر النهضة والحركات الإصلاحيّة من الآن أن يغيّروا مقولاتهم التي يصنفون بها المفكّرين والتيّارات الفكريّة منذ عصر النهضة إلى الآن.

أما وجه الصلة بالمشرق فيبرز في علاقة المصلحين التونسيّين بـ “روّاد الجامعة الإسلاميّة” وقد فتحوا باب الاجتهاد وأعادوا “اكتشاف الإسلام” وعادوا إلى “مصادره الأولى” لفهم المستجدّات في العلوم والمعارف والمشاكل. وساهم المصلحون التونسيّون حسب الغنّوشي، علاوة على تجديد الإسلام لاستيعاب الحداثة العلميّة والتقنيّة والإداريّة والسياسيّة، في تطوير مؤسّسات الدولة وإصلاح الزيتونة قبل دخول الاستعمار الفرنسي الذي قضى على محاولاتهم الإصلاحيّة من داخل الإسلام.

وهذا ما يقصده بالتجديد الذاتي من داخل الإسلام وإن قدّم عنه مثالا لافتا للانتباه وهو “إحياء الاجتهاد” “منذ النصف الأوّل من القرن الثامن عشر على يد الحركة الوهّابيّة”! وهي حركة تمثّل هرطقة قروسطيّة كما بيّن الباحث حمادي الرديسي في تحقيقه المثير المعمّق عن “ميثاق نجد”.

وطبعا لا بدّ من “شيطان أكبر” في مثل هذه القراءات المتفائلة للتاريخ الذي يتطوّر ذاتيّا من الداخل ومن عدوّ حقيقيّ يتآمر على الإسلام والمسلمين فكان الاستعمار في تونس طبعا وإن لم يذكر دور الاستعمار في إيقاف التجديد الذاتي التحديثيّ في الوهابيّة.

لكن الاستعمار حين غادر تونس أو أجبر على المغادرة ترك لخلافته تيّار التغريب الذي كان يعبّر عن فكره ويخدم مصالحه في ضرب من “الصفقة بين الاحتلال الأجنبيّ ومنتوجه المحلّي” وذلك “على حساب تيّار التعريب الممثّل الحقيقيّ للسكّان الأصليّين وهويتهم العميقة”. فرسم تيّار التغريب خارطة ثقافيّة وحضاريّة جديدة قوامها البتر مع “الامتداد التاريخي والحضاري والجغرافيّ لتونس” وهو المشرق والعالم العربيّ وسنادها “الانتماء إلى ما وراء البحار”.

ومن خلال هذه الخارطة تتداعى بقيّة التصوّرات: فالاستقلال كان “تدميرا للهويّة والكيان” ولكنه “محنة (…) للسكّان الأصليّين والتيّار العربي الإسلامي الممثّل لهم”. وولّدت هيمنة التغريبيّين معارضات لها بأسماء ولافتات مختلفة اشتراكيّة وديمقراطيّة لتغلب عليها في ما بعد “شعارات الإسلام”. ولكن “قضيّة التعريب” في ما يزعم الغنّوشي ظلّت مركزيّة في هذه المعارضة دون أن يوضّح لقرّائه إن كان يقصد بها مسألة الهوّيّة أو التبعيّة أو العمالة للغرب.

لقد أصبح “خطر دولة التحديث الزائف” بارزا للعيان والدعم الخارجيّ لها قوّيّا لذلك لا بد من “استئناف مشروع الإصلاح الذي قطع الطريق دونه الاحتلال وانحرف به” ولا استئناف جدّيّا حقيقيّا إلاّ مع “الصحوة الإسلاميّة”.

والأهمّ من ذلك يذهب الغنّوشي في ضرب من القراءة التآمريّة إلى تأكيد التقاء “إرادة المستعمر الفرنسي مع حزب الدستور -خليفته – لإجهاض ذلك المشروع [التعريبيّ] إلحاقا لتونس بفرنسا وتضحية بالإسلام والعروبة”. ويواصل بيان هذه المؤامرة المبنيّة على الحدس والافتراض قائلا: “أعتقد انّ إجهاض مشروع التحديث في إطار عربيّ إسلاميّ كان أهمّ بند سرّيّ في صفقة الاستقلال وهو ما سيكشف عنه مستقبل البحث”!

ومن المؤسف أنّ تقرير هيئة الحقيقة والكرامة واستقصاءاتها للتاريخ التونسي لم تكشف عن هذا البند ربّما لطبيعته السرّيّة!

ما يعنينا قبل أن نواصل عرض تصوّر الغنّوشي للتاريخ الثقافي التونسي وموقع الإسلاميين منه في مقالات لاحقة أنّ موقف الإسلاميّين من دولة الاستقلال وشخصيّة بورقيبة ودور حزب الدستور بالخصوص ظلّ نابعا من هذا الموقف العامّ الذي فصل الغنوشي القول فيه وإن كان يزيد أحيانا غير أنّه ينقص.  

المصدر : موقع صوت

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/