بقلم : منية العرفاوي
أستاذة جامعية وباحثة في الخطاب السياسي ومفكّرة استثنائية في زمن التكلّسات الفكرية والتقولب المعرفي..في زمن الأوثان وأعلوا هبل ..والحنين المقيت لعهد الاماء والجواري تجد نفسها يوم 2 ماي (يوم قبل الاحتفال بيوم حرّية الصحافة) مجبرة على المثول أمام الفرقة الأولى لمكافحة الاجرام ببن عروس!!!!!
هل روّعكم الخبر ؟…طيب ..نزيدكم ترويعا وهلعا ..كل هذا من أجل ماذا ؟ من أجل تدوينة ..أجل تدوينة.. باحثة في الخطاب السياسي منشغلة بتطوير البحث الأكاديمي من خلال قراءات ومطارحات أكاديمية ، نقدية لمسألة، “الخطاب السياسي في المجال الديني”..هل كفرت أو خرجت عن ملّة محمّد ..لا أعتقد ..ولكن مع ذلك لا بدّ من اخراسها فهي باتت “مزعجة” (وطبعا هناك طابور طويل في انتظار البحث عن تهمة مناسبة) ..
اذن هذه الجامعية والباحثة في تدوينة منذ سنة كانت لها من الشجاعة أن “تفكّر” و”تتدبّر” في مسألة لها ببعد ديني ولكن لها بعد تاريخي يقفز عليه الجميع خوفا من خدش “الايمان الراكد” لدى البعض ..وهي “غزوة بدر” حيث علّقت على الخطابات السياسية في علاقة بالاحتفال او احياء ذكرى غزوة بدر كحادثة تاريخية ودينية، أثبتت المراجع أن بعد هذه الغزوة ،اختلف المنتصرون على ريع الغزوة بما أثار غضب النبي محمّد (سورة الأنفال قالت ذلك ولست أنا) .. ودون الخوض في خفايا التاريخ وملابساته المُختلف عليها من 14 قرنا ،فقط نشير أن د.الشرفي استعملت الاسقاط التاريخي في التعليق على الحادثة من زواية الخطاب السياسي ..
أقول الخطاب السياسي وليس الديني ..لتؤكّد أنه لا يجب تبرير أو تبنّي منطق “الاحتطاب” في علاقة بانتشار ظاهرة الارهاب والتطرّف العنيف باسم الجهاد..وحذّرت من انتشار منطق “قطّاع الطرق” في الوقت الراهن ..اذن ما المشكلة في كل ذلك ؟ المشكل أن التهمة جاهزة (اهانة الصحابة ) ..وعدّي على “محاكم التفتيش” ..ومن فكّر واجتهد وتدبّر فليرجم بحجر في ساحاة عامّة.. أمّا : حريّة الرأي حرّية التعبير الحرّيات الأكاديمية الفصل السادس من الدستور (حرّية الضمير ) فلتذهب جميعها الى الجحيم ولنذهب معها نحن أيضا “اذا لم يعجبنا الأمر” أو “لنمت بغيظنا” أو “لنشرب من ماء البحر” … #انها البداية فقط ..والقادم أظلم!
التعليقات مغلقة.