بقلم : حنان عباسي
سمير بالطيب وزير الفلاحة يُصرّح : ” أصحاب الشاحنات يرشّون الأرضية الخلفية لعرباتهم بالماء حتى لا تستطيع العاملات الجلوس و بالتالي تعبئة أكبر عدد منهن”. و كان هذا بعد حادث تصادم شاحنتين بمنطقة “الشارع” بسيدي بوزيد فجر هذا اليوم السبت 27 أفريل 2019 و الذي أودى بحياة 14 ضحية كانوا يركبون إحداهما.
و أن يطلع علينا السيد الوزير بهكذا تصريح لا إشارة فيه لأي شعور بالذنب لهُو تأكيد صريح على أن لا أمل في آعتراف هذه الحكومة بجرائمها و لا في تحملها مسؤولية تقصيرها تجاه مواطنين تُهمّشهم و تعتبرهم دون الاهتمام. لنجد أنفسنا مُحاصرين في بلد يُقتل فيه الرُّضع، يُفجّر الجنود، تُغتصب الطفولة و يُفرم لحم العامل الفلاحي سواء مع لحم الدجاج، و المتهم دوما هو المواطن بتوفير كل الأدلة ضده و توريطه في الجرم بإثبات جهله و غبائه و عدم التزامه بتطبيق القانون.
سيدتي الحكومة، إن استعمال بشر في ظروف غير إنسانية و المتاجرة بهم و الدفع بهم لقبول العمل قسرا في بحثهم عن لقمة العيش، لهو جريمة دولة و مجتمع بأسره. و لكِ في هذه الإحصائيات التي تسجل حوادث القتل التي تتعرض لها العاملات في القطاع الفلاحي و منذ سنوات بعض حقيقة : سنة 2015: بلغ عدد الجريحات 85 و حالات الوفاة 8 سنة 2016: بلغ عدد الجريحات 151 و حالات الوفاة 6 سنة 2017: بلغ عدد الجريحات 85 و حالات الوفاة 2 سنة 2018: بلغ عدد الجريحات 119 و حالات الوفاة 4 سنة 2019: بلغ عدد الجريحات 42 و حالات الوفاة 14 سيدتي الحكومة، كما بلغنا أن من بين المتوفين اليوم ثلاث مراهقين و هم : سمر خضراوي 13سنة، منال خضراوي 16سنة و محمد صلاح خضراوي 15سنة، و هذا يجعلكِ قاتلة مع سبق الصمت و التستر. في انتظار الضحية القادمة نتساءل :من التالي يا حكومة؟
التعليقات مغلقة.