بقلم : حنان عباسي
مولود تونسي المنشأ، أنجبته إرادةُ شابةٍ شغفت باللغة تقرؤها و تكتبها في تطريز فنان و منها شيّدت عالما جميلا لعشاقها على شاكلة “سوق عكاظ” الجاهلية يجتمعون به في زمننا هذا لا مُتاجرة بالبضائع و لا مُفاخرة بالقصائد ، بل لمبادلة النصوص المكتوبة بأقلام شابة على اختلاف أنماطها و لغاتها و لإرساء عادات قيّمة تحتفل بالكلمات و تنسج منها أعيادا . هذا السوق الأدبي هدفه التجوال بكل ربوع البلاد في موعد حب شهري ، يتقاسم فيه المُبدعون مخطوطاتهم في الشعر و النثر و الفكر بقرائتها أمام جمهور يأتي بدافع المشاركة و التفاعل مع المُداخلات . ”
سوق الكلام” طبّقت فيه مؤسسته زينب هداجي كل عناصر السوق التقليدي ، لنجد فيه الأمين و البرّاح و البائع و الشاري لكن بمقومات فنية و بإخراج مميز . فالأمين كما أخبرتنا زينب يكون أصيل المنطقة التي سينتصب بها السوق و عليه لزاما آختيار مكان يتلاءم و الحدث ( كساحةٍ عامة أو مقهى )، و تحمُّل مسؤولية تنظيم التظاهرة حتى يكتسب الخبرة في هذا المجال فيصبح قادرا على إعادة التجربة خارج إطار السوق ليكون بذلك فاعلا ثقافيا بمدينته . و هذا من بين الأهداف التي يسعى المنظمون لتحقيقها إلى جانب دعوة ضيوف معروفة في الساحة الأدبية لِيستدلّ المُشاركون بخبراتهم و لدعمهم بالنُصح و الإصلاح .
و في إطار تطويرهذه التظاهرة تُضيف زينب هداجي بأنهم يسعون لإنشاء جمعية تدعم ماديا توجهات “سوق الكلام” الذي بدأ على حد قولها ب” صفر ملّيم و برشة محبة ” ،كما و أنهم عملوا بجدّ لوضعه في الواجهة الإعلامية كي يُشِعّ على امتداد سماء البلاد و ذلك بإجراء عديد المُداخلات تلفزيةً و إذاعيةً وبتسجيل بعض الحوارات الصحفية كذلك. هذا إلى جانب أنهم بصدد إعداد كتاب آخر الموسم ، سيتم فيه تجميع أفضل النصوص التي قُرئت و التي تقوم بفرزها لجنة خاصة .و قد سبق و أن تفاعلت معهم جريدة “الحياة الثقافية” بتخصيص ملحق بها نُشرت فيه بعض المُؤلفات للمُشاركين ، و هو ما شجعهم على مواصلة السعي لمزيد تشجيع المواهب الشابة على الحضور و استعراض قدراتهم الكتابية في كل فنون الكلام . ”
يا كاتب الحروف حتى كانك مش معروف .. عندك في السوق ما تذوق .. و سوقنا لا عساس و لا مكّاس” شعار “سوق الكلام ” الذي لا يُطبّق شروطا صارمة على أحبة الحرف ، إنما جمالية النص وحدها و تفرّده دون الوقوع في روتين القوالب المُتكررة يجعله محل ترحيب و اختيار طبعا . و مع كل موعد للسوق يكون النشاط على أشده و الاستعداد على قدم و ساق ، كما يحدث في هذه الفترة التي تسبق انتصابه بمدينة صفاقس و ذلك يوم الأحد 21 نوفمبر 2019 . طبعا الدعوة مفتوحة لكافة المولعين بالكتابة حتى يؤثثوا السوق بأجمل المواد الأدبية و السلع الفكرية ، حيث تجدون تفاصيل الحدث و شروط المشاركة به في صفحة خاصة على الفايسبوك اسمها “سوق الكلام” .
التعليقات مغلقة.