حلقة وصل _ فريق التحرير
رفض مجلس إدارة جامعة الزيتونة بصرامة تقديم الشهادة الى محمد بن سلمان و في المقابل تصر الجهات السعودية على ان تكون شهادة الدكتوراه الفخرية مسندة من الجامعة الزيتونية.
وفي وقتٍ سابق، تناقلت وسائل اعلام عن تكليف مجموعة من الأشخاص، من قبل محمّد بن سلمان، بمهمّة البحث عن جامعةٍ تونسيّة تمنحه شهادة الدّكتوراه الفخريّة، بالتّزامن مع زيارته المرتقبة لتونس بمناسبة أشغال القمّة العربيّة المزمع عقدها في 31 مارس 2019.
و ذكرت مصادر مقرّبة من جامعة “الزّيتونة” أنّ “الجامعة تتعرّض لضغوطٍ هائلةٍ من أطرافٍ تابعةٍ لرئاسة الجمهوريّة، بهدف دفعها لإسناد شهادة الدّكتوراه الفخريّة لمحمّد بن سلمان”، مضيفةً أنّه “ورغم قبول جامعاتٍ تونسيّة أخرى القيام بالمهمّة، إلاّ أنّ الجهات السّعوديّة تصرّ على أن يتمّ إسناد الشّهادة من قبل جامعة الزّيتونة”.
وأكد هشام قريسة رئيس جامعة الزيتونة أنه اعتذر على طلب الرئاسة مبررا ذلك “بأنه ليس عنادا او مخالفة وانما لعدم تعود الجامعة على اسناد مثل هذه الشهائد، اضافة الى ضمان تحييد المؤسسة عن التجاذبات السياسية، معتبرا أن مواقف جامعة الزيتونة كانت دائما مشرفة لأنها “لم تكن يوما أداة لخدمة الدولة وأنها لن تكون أيضا تكن وسيلة هدم ومناقضة مؤسسات الدولة”.
وشدد قريسة في تصريح إعلامي، على أن جامعة الزيتونة لم ترفع يوما “لواء الحرب على الدولة ومؤسساتها”، مبينا أن الهدف من اعتذاره هو المحافظة على نزاهة المؤسسة.
وأكد أن الجامعة تُسند الشهائد لأصحاب العلم فقط، معتبرا أن للدولة طرق أخرى لتكريم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
يذكر أنّ الدّكتوراه الفخريّة هي درجةٌ شرفية تُمنح لشخصيّاتٍ عامّةٍ لها حيثيّة علميّة أو ثقافيّة أو أدبيّة أو سياسيّة، تقديراً لدورها في خدمة المجتمع، بصرف الّنظر عن التخصص العلمي أو الشّهادة الدراسية.
ومن المفترض أن تتوفّر الشّخصيّة الّتي تُسند إليها شهادة الدّكتوراه الفخريّة على عدّة شروطٍ، منها تمتّعها بسيرةٍ ذاتيّة مميّزةٍ في مجال العطاء الإنسانيّ أو الأدبيّ، أو الثقافي أو المجتمعي، أو العلمي، وأن تكون شخصيّة عامّة ومعروفة ولها حضور ومصداقية وثقة لدى الجميع.
وتعمد بعض الجامعات إلى منح شهادة الدّكتوراه الفخريّة لشخصيّاتٍ بعينها، من سياسيّين ورجال أعمالٍ، بغية الظّفر بمقابلٍ مادّيّ، خاصّة تلك الجامعات غبر المعروفة.
وتتصدّر جامعة القاهرة، في مصر، قائمة الجامعات العربيّة الأكثر منحا لشهادة الدّكتوراه الفخريّة لعددٍ من القيادات السّياسيّة، على غرار رئيس الولايات المتّحدة الأسبق تيودور روزفلت، وبحسب كتابها التّذكاريّ، منحت الجامعة شهادة الدّكتوراه الفخريّة لتسعين شخصيّة بينهم 21 من الملوك والرؤساء.
التعليقات مغلقة.