حلقة وصل _ وفاء دعاسة
توجهت مجموعة من المواطنات و المواطنين بعريضة للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري بالتدخل الفوري والسريع من أجل الحد من التعاطي الإعلامي المطبع مع العنف الجنسي و المادي ضد النساء الذي ينتهجه الاعلامي علاء الشابي في برنامجه “مع علاء “، معتبرة ذلك مخالفة صريحة للفصل 11 من القانون الأساسي مناهضة العنف ضد المرأة عدد 58 لسنة 2017.
و ينص هذا الفصل على أن “تتولى وسائل الإعلام العمومية والخاصة التوعية بمخاطر العنف ضد المرأة وأساليب مناهضته والوقاية منه وتحرص على تكوين العاملين في المجال الإعلامي على التعاطي مع العنف المسلط على النساء في ظل احترام أخلاقيات المهنة وحقوق الإنسان والمساواة.”
كما “يمنع الإشهار وبث المواد الإعلامية التي تحتوي على صور نمطية أو مشاهد أو أقوال أو أفعال مسيئة لصورة المرأة أو المكرّسة للعنف المسلط عليها أو المقلّلة من خطورته، وذلك بكل الوسائل والوسائط الإعلامية.”
وعلى هيئة الاتصال السمعي البصري اتخاذ التدابير والعقوبات المستوجبة حسب القانون للتصدي للتجاوزات المنصوص عليها بالفقرة السابقة من هذا الفصل.
و استنكرت أستاذة القانون رشيدة الجلاصي توظيف عدد من البرامج في القنوات التونسية الخاصة مآسي الناس من أجل خلق الإثارة و الرفع من معدل المشاهدة ، مضيفة أن مقدمي هذه النوعية من البرامج تعمد الى استفزاز الضيف و جره نحو المزيد من الإثارة و هي وسيلة غير أخلاقية .
واتهمت الجلاصي في تصريح ل”حلقة وصل” ،علاء الشابي بالتطبيع مع العنف ضد المرأة ، موضحة أنه يستعمل كل الأفكار المسبقة و الثقافة الذكورية التي تعتبر أن تعنيف المرأة أمرا عاديا و مقبولا ، مضيفة أنه يعتبر أن من حق الرجل أن يؤدّب المرأة و أنه يمكن تبرير العنف ضدها .
و أضافت أن الشابي يعنّف ضيوفه أما ملايين المشاهدين من خلال تبريره للسلوكيات العنيفة الموجهة للمرأة المعنفة ، مشيرة أن المبادئ العالمية تفرض التعاطف مع الضحية و دعمها و تصديقها .
و أشارت العريضة الموجهة إلى الهايكا إلى تعمد الشابي في إحدى حلقات برنامجه بتاريخ22 مارس 2019 إلى اعتبار أفعال جنسية واضحة مارسها أب على ابنته أفعالا “عادية” والتصريح بأنها لا تدخل في إطار التحرش الجنسي .
وحيث يعرف الفصل 226 بابا جديدا من المجلة الجزائية التحرش الجنسي على أنه “كل اعتداء على الغير بالأفعال أو الإشارات أو الأقوال تتضمن إيحاءات جنسية تنال من كرامته أو تخدش حياءه وذلك بغاية حمله على الاستجابة لرغبات المعتدي أو رغبات غيره الجنسية أو بممارسة ضغط خطير عليه من شأنها إضعاف قدرته على التصدي لتلك الضغوط وينص نفس الفصل على مضاعفة العقاب إذا كان الضحية طفلا.
وإذا كان الفاعل من أصول أو فروع الضحية من أي طبقة. وهو ماينطبق على وضعية الضحية الضيفة في البرنامج.
كما عمد الاعلامي علاء الشابي في نفس الحلقة الى تبرير العنف الزوجي حيث برر العنف المسلط على الضيفة من قبل زوجها بخروجها ليلا .
ويجدر التذكير أن الإعلامي المذكور قد سبق وأن تعاطى مع العنف ضد النساء بخطاب يكرّسه ويقلّل من خطورته في أكثر من حلقة سابقة .
التعليقات مغلقة.