حلقة وصل _ حنان عباسي
كان لنا معه موعد هاتفي و رغم تدهور حالته الصحية فالفارس الفضي لزهر البوعزيزي كان وفيا للموعد و استقبل اتصالنا بتحية مبتسمة و ترحاب شاب ستّيني مفعم بحيوية الفن . و كنا قد اتفقنا على الحديث عن ورشة ” الممثل الإذاعي” و هي واحدة من الورشات التي تم إحداثها بمركز الفنون الدرامية و الركحية بصفاقس برعاية مديره المسرحي حاتم الحشيشة و تحت إشراف مجموعة من الأساتذة المختصين كلٌّ في مجاله.
يقول المايسترو البوعزيزي أن فكرة الورشة جاءت على إثر تولي المدير الحالي حاتم الحشيشة لمركز الفنون الدرامية و الركحية بصفاقس سعى جاهدا لبعث ورشات مختصة في عديد المجالات الفنية لتكوين الأطفال و الشباب على أسس أكاديمية ، فكان أن أقيمت ورشة الكتابة المسرحية ، ورشة الميم بانتوميم ،ورشة فن الممثل ،ورشة الرقص المسرحي و أيضا ورشة كوميديا ديلارتي .
و يتابع محدّثنا ، أما بالنسبة لورشة “الممثل الإذاعي” فقد كانت وليدة جلسة عمل بين السيد المدير و بيني آقترحتُ فيها الفكرة بعد أن لاحظت أن هذا الاختصاص أصبح حكرا على فئة دون أخرى و لأننا أيضا في حاجة لضخ دماء جديدة في جسد هذا الكيان الفني . من هنا كانت الانطلاقة ؟ نعم و مع تشجيع مدير المركز الذي خصّص لنا شبه أستوديو صغير مُجهّز بآلات تسجيل و بعض المصادح و بتقنيات إذاعية بسيطة ،نشرنا إعلان بدء النشاط نهاية شهر جانفي 2019 فما راعنا إلا تهافت ما يبلغ الـ 115 شابا و شابة جاؤونا لخوض هذه التجربة الفريدة بآمال كبيرة و مواهب أنا شخصيا فاجأتني . و وجدتُ نفسي في مواجهة مجموعة تحفلُ بالأفكار و جاهزة للعطاء ، لأشعر بمتعة لا تُوصف و أنا وسط كل هذا الإبداع الجميل حيث أكتشف في كل مرة موهبة جديدة و رغم أننا لا نلتقي إلا مرة واحدة في الأسبوع و ذلك مساء الأحد و لساعتين من الثالثة حتى الخامسة ،فنحن نتقدم سريعا و المرحلة التي بلغناها مُشجّعة حقا .
و أفادنا المايسترو أنه مع توفر هذه الطاقات الشابة الموهوبة و مع هذا التقدم الذي أحرزته الورشة في تكوين الشباب بتمرير خبراتنا في هذا المجال له و تعليمه فن التعامل مع المصدح و كيفية اعتماد الصوت كأداة لترجمة المشاعر حتى تبلغ المُستمع كما يجب ، اتصل السيد المدير بإذاعة صفاقس و تواصل مع مديرها السيد مبروك المعشاوي لبحث إمكانية إنتاج مسلسل إذاعي بالشراكة مع المركز ،و الذي رحّب بالمشروع و هو قيد الدرس و الإعداد ، هذا إلى جانب إمكانية التعامل أيضا مع بعض الإذاعات الأخرى في قادم الأيام إن شاء الله
و أضاف ” بالنظر إلى تميز الورشات بالمركز نتساءل هل هناك إمكانية لإنتاج عمل مشترك بينكم ؟ نحن متفقون على تقديم باكورة إنتاج هذه الورشات في آخر السنة و ربما يقع استغلال النصوص اللتي اشتغلت عليها ورشة “الكتابة المسرحية ” في أعمال ورشة ” الممثل الإذاعي” و بذلك يترجم مجهود المجموعتين في عرض فني واحد .”
وعن رأيه في الإنتاجات الحالية قال لزهر البوعزيزي أنه عدا عن بعض المشاركات في الأعمال المسرحية التي ينتجها مركز الفنون الدرامية و الركحية بصفاقس ، فإني لا أتلقى أي دعوة للمشاركة في الأعمال الإذاعية أو التلفزية أو السينمائية التونسية . للأسف ممثلو الجهات و لأنهم مبتعدون عن أنظار العاملين بالحقل الفني في العاصمة فإنهم مُغيّبون ، و أنا لن أفرض نفسي على أي منتج أو مخرج ، عنوان مسكني معروف لدى الجميع و رقم هاتفي أيضا لذا من يحتاجني سيجدني ، و لن أضيف أكثر في هذا الموضوع .
التعليقات مغلقة.