“فتوى” :تداعيات انسياق شاب وراء الفكر التكفيري المتشدد
روضه النجاحي
فيلم فتوى للمخرج التونسي محمود بن محمود و المنتج الحبيب بلهادي بطولة احمد الحفيان،غالية بن علي،سارة الحناشي ،رمزي عزيز ومحمد ساسي غربال والذي يعرض حاليافي قاعات السينما يطرح قضية انسياق الشباب وراء دعوات التطرف. احداث الفيلم تتمحور حول عودة اب تونسي يدعى ابراهيم (احمد الحفيان) ‘من فرنسا لحضور جنازة ابنه مروان و اثناء الجنازة تتصارع عائلة مروان مع اصحابه المتشددين دينيا حيث رفضو حضور ام مروان لجنازة ابنها بتعلة انها عارية الراس و ان المرأة عورة .
ابراهيم والد مروان يكتشف ان ابنه الذي كان يزاول تعليمه بجامعة الفنون التشكيلية يتخلى عن دراسته الجامعية لينضم لجماعات متشددا دينيا تحمل افكارا إرهابية و التي لاتعترف بحرية المراة و مساواتها مع الرجل. الا ان مروان كان في صراع فكري داخلي بين تبني الفكر التكفيري ام ان يعود لحياته الطبيعية الى ان قتل في حادث لانه انشق عن الجماعات المتشددة دينيا وفكريا . وينتهي الفيلم بعودة الاب ابراهيم الي فرنسا بعد ان اكتشف سبب وفاة ابنه هم الجماعات المتشددة دينيا لكن الاب ابراهيم يتم قتله هوا ايضا .
الفيلم يعالج ظاهرة الارهاب التي عمت بلادنا خلال الثورة الارهاب الذي عمل على استقطاب شبابنا خاصة و التاثير على أفكارهم وزراعة فكر الجهاد والقطيعة مع الفكر التحرري . الفيلم غابت فيه الأحداث المشوقة والمثيرة التي تشد المتفرج بينما كان التدقيق في الجزئيات التي ليست فيها الاضافة . جوهر فيلم فتوى كان جيدا بحكم تناول موضوع جريئ يعالج الظواهر الارهابية و الفكر السلفي المتشدد وكيف تفشت هذه الافة الفتاكة في بلادنا بعد الثورة وخاصة استقطابها للفئة الشبابية والسيطرة عليها فكريا ودعوتهم للجهاد .
فيلم فتوى فاز بالتانيت الذهبي لايام قرطاج السينمائية لمسابقة الافلام الروائية الطويلة في الدورة التاسعة و العشرين . كم نحتاج كثيرا لافلام توعوية تنير تفكير شبابنا حول افة الارهاب التي تنخر مجتمعاتنا بعد الثورات العربية. رغم اهمية القضية التي تناولها الفيلم كان عدد المتفرجين يعد على الاصابع .
التعليقات مغلقة.