conto erotico

منير الفلاح يكتب : يا حسرة على الثّقافة في صفاقس

 

منير الفلاح

قمت مؤخّرا بزيارة لمدينتي صفاقس،أين ولدت وتعلّمت وتثقّفت. قمت بجولة في شوارع المدينة في محاولة لإسترجاع بعض الذكريات للحركيّة والأنشطة الثقافيّة التي عشناها في المؤسسات التي كانت منتشرة هنا وهناك..ولكن يا خيبة المسعى، فالمسرح البلدي مغلق للإصلاح منذ ما يقارب عن السّنتين وقاعات السّينما إندثرت والمؤسّسات الثّقافيّة في شلل تام جرّاء إضراب الأعوان ومطالبتهم بتغيير المندوبة لعجزهم على التّواصل معها…والمكتبات العموميّة تشتغل حسب التوقيت الإداري للوظيفة العموميّة وتغلق أبوابها يومي السّبت والأحد.

صفاقس التي كانت منارة ثقافيّة يحجّ إليها المثقّفون من كلّ أنحاء البلاد ومن خارج الحدود أصبحت مدينة الأشباح ثقافيّا . ولمّا وصلت إلى مقهى العمّوص تذكّرت تلك الأجواء التي كانت تجمعنا هناك عشيّة كل يوم جمعة ونحن ننتظر حصّة نادي سينما الشّباب. تذكّرت تظاهرة السّينما الفلسطينيّة التي نظمّناها بمناسبة يوم الأرض. وقد أقمنا هذه التظاهرة مساندة للقضية الفلسطينية وحجزت الهيئة برئاسة السّينمائي المنصف ذويب ولأوّل مرّة في تاريخها 3 قاعات سينما( لما كانت بصفاقس قاعات سينما..) بغداد والنور والهلال..وتحصّلنا على الافلام عن طريق مكتب المنظمة الفلسطينية بتونس بوساطة من شخصيّة طريفة في صفاقس في تلك الفترة المثقف عبد الرزاق كمون الذي كان يحتكم على معظم الأفلام الفليسطينية في تونس ويتوفر على معظم المنشورات والكتب الفلسطينية .والطريف أنّه كان في تلك الفترة يعمل في مقر لجنة تنسيق الحزب الحاكم ووضعيّته تلك كانت تعيق التواصل معه… هذه الشخصيّة تحدّث عنها السّياسي والمناضل اليساري عزالدّين الحزقْي في كتابه نظّارات أمّي قائلا: “لا يمكن لي أن أنسى الصّديق عبدالرزّاق كمّون الذي جازف ومكّنني خلسة، عشيّة يوم السّبت من شهر جويلية، من دخول لجنة التّنسيق للحزب الحاكم حيث كان يشتغل كاتبا بإدارتها،وذلك لإستخراج نسخ من منشور تعذّر عليّ طبعه يومها كما وفّر لي الأوراق التي طلبت.”

ولبث الافلام الفلسطينيّة في الثّلاث قاعات قمنا ببرمجتها في أوقات مختلفة: الخامسة في قاعة النور والخامسة والنصف في قاعة الهلال والسادسة في قاعة بغداد وكلفت بانتظار نهاية الفيلم الأوّل ومدّته 25 دقيقة لحمله جريا على الأقدام (لمّا كنت نحيفا) للقاعة الثانية وهكذا دواليك حتى انتهاء العروض بالقاعات الثّلاث..

وإسترجعت بالذّاكرة وأنا أقف أمام المكتبة التي حلّت محلّ قاعة الهلال، حلقات النّقاش التي إنتظمت في قاعتي بغداد والهلال بحضور جمهور غفير وبمشاركة اقطاب النّقاشات في صفاقس في تلك الفترة أذكر منهم بقاعة الهلال أساتذة التاريخ والفلسفة سي الزّوالي وسي مشارك وسي بن فضل…وبقاعة بغداد الشيخ حميدة النيفر لما كان يدرسنا التربية الاسلاميّة في المعهد وسوسلوف استاذ التاريخ (عبداسلام بن حميدة) اللّه يرحمه وعزالدين الحزقي ونجيب فلاح واستاذ الانقليزية الفلسطيني رزق وغيرهم… كانت النّقاشات حماسيّة ووجهات النّظر مختلفة خاصة في قاعة بغداد أين وجد الشيخ النيفر نفسه محاصرا حيث لم تلاقي افكاره الاسلامويّة حظها لدى الحظور…

تذكّرت هذه التظاهرة بمرارة وأنا أقف وسط السّاحة المقفرّة والتي كانت تجمع سابقا أكثر من 700 منخرطا ينشطون في نادي سينما الشّباب بصفاقس في تلك الفترة…تذكّرت كلّ ذلك وأنا أستعيد شكل قاعة بغداد التي تمّ إزالتها وتحويلها إلي نزل ومطعم. مدينة صفاقس علاوة على نظافة شوارعها وأزقّتها،كانت مدينة ثقافيّة بإمتياز شبّهها عزالدّين الحزقْي في كتابه نظّارات أمّي بمدينة سان بترسبورقْ الرّوسيّة. فإلى جانب نشاط نوادي السّينما كنّا نلتقي في نوادي القصّة والشعر ونادي البحوث المسرحيّة ونادي الفلسفة ونادي الفكر ومن هذه الفضاءات برزت أسماء سطعت في سماء السّاحة الفكريّة والفنيّة في تونس وفي العالم. فهل ستعود هذه الحركيّة إلى مدينتي في يوم ما!؟

 

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/