conto erotico

أزمة التعليم في تونس والهروب الجماعي من المسؤولية

 

باسل ترجمان

 

 

 

 

 

 

دون الدخول في اشتباكات لفظية وصلت لمستوى متدني جدا بين النخب الصانعة للمستقبل، تصاعدت أزمة التعليم في المدارس التونسية لمرحلة تهدد بسنة بيضاء مما يعني ضياع سنة من عمر أكثر من مليون ونصف تلميذ كل ذنبهم أنهم ضحايا للصراع الذي لم يتوقف بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية والحكومة.

فشل المفاوضات والاقتراب لاحتمالية السقوط في سنة بيضاء تحول من تهديد مارسته النقابة إلى حقيقة تتجلى مع مرور كل يوم جديد على الأزمة. المصيبة أن الكل يبحث من منطلق مصلحي عما يمكن ان يحققه من مكاسب، وفي هذا الأمر وجاهة يقبلها المنطق، النقابة تدافع عن حق منظوريها الذين يعتبرون أنفسهم في أدنى سلم الأجور والمنح لمهنة شاقة، الوزارة تحاول تقديم ما يمكن في ظل أزمة اقتصادية وعراقيل كبيرة تواجه الحكومة التي تحاول مواجهة الاستحقاقات والالتزامات المتوجبة عليها بما فيها شروط صندوق النقد الدولي الرافض لزيادات الأجور او فتح أبواب الانتداب في قطاع التعليم وغيره من القطاعات الحيوية، والأولياء يتابعون بقلق وخوف وإحساس بالعجز ضياع مستقبل أبنائهم أمام أعينهم.

أمام كل هذا التشنج والصراع المستمر منذ سنوات غابت عن الكثيرين أن أزمة المؤسسة التربوية في تونس في الأساس مسألة مادية صرفة، وليست وليدة اليوم يل تعود لما يزيد عن عشرين سنة عندما جرى التخلي تدريجيا عن دور الدولة في البحث عن حلول حقيقة لما سمي حينها بعجز الدولة عن الاستمرار في تمويل التعليم والذي يسمى لدى الكثيرين بمجانية التعليم.

الحلول الترقيعية التي بدأت حينها بفتح الباب للتعليم الخاص ليغزو التعليم الابتدائي ثم الاعدادي والثانوي ضمن رؤية اعتبرها البعض ستخفف من العبء على الدولة قادت لتحويل التعليم إلى تجارة وصل صداها للتعليم الرسمي الذي تناغم مع الواقع بتشجيع من الدولة حينها لتتحول الدروس الخصوصية لمصدر إضافي لتمويل أجور المدرسين الذين عجزت ميزانية الدولة عن سداده جراء تضخم النفقات ومحدودية الموارد. رافق كل هذه المشاكل انهيار خطير لمستوى التعليم صار واضحا للجميع وتردي مخيف في مستوى البرامج التعليمية وفي مستوى البنية الأساسية للمدارس والمعاهد، ورغم كل الجهود التي بذلت من الوزارة أو بمبادرات فردية وجماعية فقد بقي العجز واضحا للجميع والفشل في مواجهته أكثر وضوحا.

يمكن القول أن الحقيقة المرة التي هرب الجميع من مواجهتها تعرت للجميع، ولم يعد ممكنا التهرب والهروب من الصدمة، والمعادلة الصعبة واضحة للجميع وتتلخص بحق الأساتذة في زيادات ومنح في اغلبها معقولة ومنطقية أمام وضع اقتصادي واجتماعي صعب يعيشوه، وفي عجز الدولة عن تأمين مبالغ مالية تغطي مطالبهم في ظل أوضاع لا تخفى جراء الأوضاع المالية الصعبة للحكومة والتزامات التي تتحملها، وبالمقابل يبقى الطرف الوحيد المتضرر الحقيقي من هذه الأزمة التلاميذ المهددين في مستقبلهم وأوليائهم الصامتين والمترقبين لمعجزة لا يبدو أنها ستأتي من السماء.

من سيمتلك الشجاعة للحديث عن حلول حقيقية للازمة التي هي في الأساس مالية، يخجل كثيرون من الاقتراب من شعار مجانية التعليم باعتباره أحد مكاسب دولة الاستقلال وحق مكتسب لا يمكن أن يعود النقاش حوله تحت أي بند ويتناسى الجميع قصدا أن أكثر من ستين سنة مرت على الاستقلال وأن تكاليف التعليم الحديث لا يمكن أن يستمر لما لانهاية بالمجان إلا إذا كان هنالك رغبة جدية بتقسيم المجتمع بين حقوق أبناء الميسورين والأغنياء في التعلم الحديث وترك أبناء الطبقة الوسطى التي تسير بشكل متسارع نحو التفقير و معهم الطبقات الشعبية في تعليم يضمن الحدود الدنيا من المعرفة ويلقي بأبنائهم في الشارع عاجزين عن إيجاد فرص لضمان مستقبلهم .

عديد الدول التي واجهت نفس المشاكل التي تعيشها المدرسة التونسية اليوم أبدعت أفكارا جديدة ضمنت فيها الحق للجميع بالمساواة في التعليم دون حرمان أبناء الطبقات الفقيرة من حقهم في التعليم وبمشاركة فيها الكثير من الرمزية للطبقات المتوسطة الميسورة في تمويل التعليم مما ساهم بحل جزء كبير من المشاكل التي تواجهه أزمة اليوم تحتاج لقرار شجاع يشارك فيه الجميع وأولهم الأولياء الذين يطالبون ولهم الحق بضمان استمرار المدرسة في أداء دورها، ولكنهم مطالبون اليوم بالمساهمة المادية في تمويل التعليم وهي مبالغ لن تثقل كاهل العائلات التي لها دخل يفوق ثلاث مرات الأجر الأدنى المضمون بل سيوفر للوزارة مداخيل مالية تساهم في حل الأزمات وتحسين أوضاع المؤسسات التعليمية السيئة جدا والعمل لتغيير المناهج التعليمية التي أكل عليها الدهر وشرب .

الهروب والتخفي وراء الشعارات الفضفاضة التي كانت عادلة قبل عشرات السنين هو تعميق للفشل وتعويم للانهيار والحكومة والأساتذة والأولياء لهم مسؤولية مشتركة في مواجهة الواقع الذي وصلت له المدرسة اليوم ومستقبل أبنائهم في مهب الريح. التاريخ صنعه العظماء دائما باتخاذ القرار الصعب في اللحظات الصعبة والجبناء كانوا دائما يتخفون وراء الشعارات للهروب من المسؤولية، والجميع سيتحملها لأن مستقبل أبنائنا في مهب الريح.

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/