conto erotico

سياسيون خارج الموضوع !

 

بقلم : قيس بن نصر

لا يختلفان إثنان في أن تقييم العمل السياسي ، لا يكون إلا على أساس النتائج العينية و الملموسة في الفضاء العام و التي تسجل بالأرقام و الإحصائيات و المؤشرات في مختلف مجالات حياة المواطن و خاصة منها الحيوية ، كمجال التنمية سواء كانت محلية أو جهوية و التشغيل و الإستثمار الداخل أو الخارجي و المقدرة الشرائية و الخدمات … و بذلك يعتبر المنجز في العمل السياسي ، هو المقياس الوحيد لتقييم مستوى جودة الحوكمة و نجاعة المسؤولية السياسية لمكونات الطبقة السياسية الحاكمة من سلطة تنفيذية بمختلف فروعها و سلطة تشريعية و هيئات دستورية التي يجب أن تقدم مردودية بصفة مباشرة أو غير مباشرة على حياة المواطنين الذين من سلموا لهم زمام المسؤولية عن طريق صناديق الإنتخابات .

إذا خضنا في تجليات المنجز في العمل السياسي في تونس الذي كان مطلوبا بإتفاق ضمني من قبل فئات الشعب التونسي من مختلف الجهات ،  التي ثارت على فساد النظام السابق ، فبالضرورة يجب أن نذكر بشعار ثورة ( 17 ديسمبر – 14 جانفي ) وهو      ” شغل حرية ، كرامة وطنية ” و إنطلاقا من هذا الشعار ، يطرح السؤال بكل وجاهة ، إلى أي مدى كان منجز سلطات ما بعد الثورة  بمختلف مكوناتها و صلا حياتها ، منسجما مع أهداف الثورة و مستجيبا لروح شعارها .

” الشغل ” هو المطلب الأول الذي جاء في مطالب فئة هامة من حيث العدد من الشعب التونسي التي شاركت في احتجاجات الثورة من مختلف الجهات ، و على هذا الأساس كان من المفترض على الحكومات التي تربعت عرش السلطة بعد الثورة حتى اليوم ، أن تعالح أولى أولويات الفئات التي ثارت النظام السابق التي إنتشرت في أركانه سياسات التهميش و ظاهرة الرشوة و المحسوبية و إنعدام الرؤية خاصة في مجال التشغيل ، للأسف وقع تهميش أيضا مطلب الشغل من قبل من حكموا ما بعد 14 جانفي ، فغاب التشغيل و زادت نسبة البطالة من 13 بالمائة سنة 2010  إلى 15.5 بالمائة حاليا من جراء غياب رؤية ثاقبة و إستراتيجية ناجعة في مجال التشغيل و تواصل الإرتجال و العشوائية و الإنتقائية السلبية على وقع الإنتماءات الحزبية و الإيديولوجية .

” الحرية ” هو المطلب الذي جاء في المرتبة الثانية في شعار الثورة و الذي كان يهم فئة النخبة السياسية و المثقفة و الإعلامية الغير موالية للنظام السابق ، فتمتع الجميع بهذا المكسب الهام بلا هوادة و أصبح الجميع يتمتع بحرية التعبير و إزدحمت المنابر الإعلامية و الصحف الورقية و الإلكترونية ، إلى جانب تنظم الناشطون السياسيون في مئات الأحزاب و الجمعيات ، دون التركيز على الدور الوطني الذي يجب أن يكون الهدف الأسمى و الأرقى و الذي لا يعلى عليه ، و لكن عن أي حرية سنتحدث ، فقد إنصهرت تماما و طحنتها الأنانية القاتمة و المصالح الشخصية الدنيئة ، ظاهرة الفراغ الفكري ، فتحولت حرية التعبير إلى السب و الشتم و الثلب أما حرية التنظم فأصبحت إنتصاب فوضوي بالمكشوف تحت شعار ” لست معي ، إذا ضدي ” ، حتى الديمقراطية التي كان ” يناضل” من أجلها من كان يعارض النظام السابق ، ألقيت عرض الحائط و أصبحت داخل الأحزاب في مهب الريح من جراء مركب الزعامتية أو المصلحة الشخصية أو الإيديولوجية الصماء .

” الكرامة الوطنية ” هي المطلب الثالث في شعار ثورة الشعب التونسي و هو مطلب مركب من مفهومين ساميين وهما  مفهوم الكرامة و مفهوم الوطن ، فالكرامة هي شعور النخوة الذي يحس به المواطن بعدم العجز و عدم الإرتهان و الحاجة إلى المساعدة و الشفقة من قبل الآخر حتى و إن هذا الآخر هو الدولة التي ينتميها ، هذا على مستوى كرامة المواطن و التي لا تتحقق إلا بالعمل و الشغل و تحديدا بمنظومة تشغيلية وطنية بإمتياز ، أما على مستوى الوطن فينطبق نفس المبدأ المتعلق بالكرامة المواطنية ، فالمقصود بالكرامة الوطنية هذا المفهوم الراقي و السامي في عمقه ، فالوعي الجمعي الثوري إن صح التعبير أراد أن لا يكون للوطن تبعية للمنظومات المالية الدولية المنتهجة للرأسمالية المتوحشة عن طريق الإرتهان المستمر عبر القروض المجحفة في حق الأجيال المتتالية ، فللاسف الشديد واقع الحاضر اليوم هو مواطن مرتهن لمقدرة شرائية متقهقرة و نسبة تضخم عالية و الوطن في مديونية خيالية .

إذا كان المنجز الحاصل بعد ثمانية سنوات من العمل السياسي بعد الثورة  بالأرقام هو مديونية بنسبة 70 بالمائة و بطالة بنسبة 15.5 بالمائة و تفاقم نسبة العجز التجاري و نسبة تضخم ب7.5 بالمائة و تراجع خطير لإحتياطي للعملة الصعبة، إلى جانب عدم إستكمال الهيئات الدستورية بما فيهم المحكمة الدستورية و إرتفاع نسبة الجريمة بشكل رهيب !!!  أي فشل ذريع في تحقيق ” الشغل و الحرية ،و الكرامة وطنية ” !!! إذا واقع الحاضرهو هذا التراجع الرهيب ، فأن مؤشرات هذا المنجز  يسمح لنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها و نصف هؤلاء السياسيين الذي حكموا البلاد و الشعب بعد ثورة الحرية و الكرامة ، بأنهم بكل بساطة …           سياسيون خارج الموضوع …

ختاما صدق من قال : الكل يبكي على الوطن ، و لا أحد يزرع وردة على رصيفه …”

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/