conto erotico

فرصة التّحوّل النوعي: الخروج من مؤتمر صفاقس 1955

 

بقلم : محمّد الطاهر الضيفاوي: كاتب و نقابي سابق

شكّل خطاب السيد  نور الدين الطبّوبي، الأمين العام للاتّحاد العام التونسي للشّغل، يوم 22 نوفمبر 2018 في التّجمّع الشّعبي أمام مجلس نوّاب الشعب بمناسبة إضراب قطاع الوظيفة العموميّة، نقطة تحوّل نوعي في تاريخ اتّحاد الشّغل و مسار الثّورة في بلادنا في نفس الوقت. وهذه، في تقديري المتواضع، فرصة تاريخية فريدة قد لا تتاح مرّة أخرى لبلادنا في المدي المنظور، وأعتقد أنّ على كلّ القوى الوطنية التقاطها و الالتفاف حولها لإنقاذ البلاد، حاضرا ومستقبلا، من مخالب قوى الرّدة المعادية للاستقلال الوطني، والعميلة، بشكل مفضوح، للقوى الرأسمالية العالمية المتوحّشة.

فقد أعلن الأمين العام، لأوّل مرّة في تاريخ الاتحاد، أن هذا الأخير معنيّ مباشرة بالمواعيد الانتخابية القادمة في البلاد، على عكس المراوحات السّابقة بين الترشح ضمن قائمات الحزب الحاكم أو ترك الحرّية للتّرشح الفردي. هذا الموقف يشكّل في تقديري المبادرة الوحيدة الجدّية لإعادة تشكيل الخارطة السّياسية القائمة منذ مؤتمر الحزب الحرّ الدستوري في نوفمبر 1955 بمدينة صفاقس تحت مسمّياتها المختلفة في ظاهرها والواحدة في جوهرها ( الوحدة القومية مع بورقيبة، و السّلم الاجتماعي مع بن علي، والوحدة الوطنيّة مع الباجي قائد السبسي ) وهي الخارطة السياسية الّتي كان اتحاد الشغل طرفا رئيسيّا فيها، ولكنّه، وهذه مفارقة مرعبة، دفع ثمنها باهظا في عديد المفاصل التّاريخية.

وقد تفطّن إلى هذه المفارقة الزّعيم المرحوم الحبيب عاشور في أواسط ثمانينات القرن الماضي بطرحة لفكرة الحزب العمّالي الّتي وئدت في المهد. قد يطول الحديث لو تناولنا بالتفصيل ملابسات مؤتمر الحزب الحرّ الدستوري بصفاقس سنة 1955 والقوى الحاضرة والفاعلة فيه، والّتي حصرها جلّ المؤّرخين، للأسف، في الثّنائية الميتافيزيقية بين المنتصر( بورقيبة ) والمهزوم ( بن يوسف ) نافين، بفجاجة غريبة دور النّقابيين و دور دساترة الشّمال من غير اليوسفيين ( البلديّة ) في مجرى ونتائج ذلك المؤتمر، لذلك نكتفي بالحديث عن الخارطة السّياسية الّتي أفرزها المؤتمر او ما يسمّيه أهل الاختصاص رقعة الشّطرنج السّياسية

. L’échiquier politique  لقد رسم ذلك المؤتمر خريطة الحكم في تونس على أساس وحدة الحزب الحاكم مع قوى العمل ممثّلة في اتخاد الشغل و قوى رأس المال ممثّلة في اتّحاد الصناعة و التّجارة وسرعان ما التحق اتّحاد الفلاّحين بالرّكب، و أطلق على هذه التّوليفة اسم ” الوحدة القومية”، و لم تكن في الممارسة سوى غلافا برّاقا لسلطة الحزب الواحد والحكم الفردي، وقد دفع الاتحاد ضريبتها دما وسجونا في خمس مناسبات من انقسام سنة 1956 إلى أحداث الحوض المنجمي سنة 2008.

نفس هذه التوليفة حاول السيّد الباجي قائد السبسي إحيائها، بعد انفراط عقدها خلال حكم التّرويكا المشؤوم، وفاصل ” الحوار الوطني”، في شهر جوان 2016 بدعوته لتكوين حكومة “وحدة وطنيّة” بين الأحزاب الحاكمة واتحاد الشغل واتحاد الأعراف، وتم له ذلك فعلا عبر ما سمّي بوثيقة قرطاج. يا للعقم القاتل ، كأننّا في المستوى السّياسي لم نقدر، خلال ستّين سنة، سوى على تغيير نصف شعار: من ” الوحدة القومية” إلى ” الوحدة الوطنيّة” و ها نحن نعيش النّتائج الكارثيّة لهذا الخيار. هل حان الوقت إذن للخروج من مؤتمر صفاقس 1955 ؟

أعتقد شخصيّا أن قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل جادّة في طرح البديل، وفي هذا المسار يندرج خطاب السيد نور الدين الطبّوبي المشار إليه في البداية. كيف سيتمّ ذلك وما هي أفضل الصّيغ والسبل لتحقيقه؟ أعتقد أن حوارا معمّقا بين قيادة الاتحاد وكل القوى المدنية الدّيمقراطية أصبح مهمّة عاجلة لتكريس هذا الخيار على أرض الواقع.

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/