حلقة وصل
أثار قرار رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، إعفاء وزير الداخلية من مهامه جدلا سياسيا. ففي حين لم توضح الحكومة سبب الإقالة، اعتبر مراقبون أنه ترجمة للصراع القائم بين رأسي السلطة التنفيذية.
وكانت رئاسة الحكومة أكدت، في بلاغ أصدرته الثلاثاء، أن المشيشي قرر إعفاء وزير الداخلية توفيق شرف الدين من مهامه، على ان يتولى رئيس الحكومة الإشراف على وزارة الداخلية بالنيابة في انتظار تعيين وزير داخلية جديد.
ولم توضح رئاسة الحكومة أسباب إقالة شرف الدين، لكن سياسيين ربطوا بين قرار الإقالة وإيقاف صاحب فندق تم ضبطه مع 15 شخصا عقب مخالفتهم للحجر الصحي المتعلق بفيروس كورونا.
ودون النائب لسعد الحجلاوي “البارحة اتصل رئيس الحكومة المشيشي بوزير الداخلية كي يلومه على تطبيق القانون على رجل أعمال في سوسة ويعاتبه على ذلك ويدخل معه في تلاسن، ثم يعاقبه اليوم ويقوم بإعفائه”.
وكان الحجلاوي تساءل في تدوينة سابقة “هل ستتم معاقبة وزير الداخلية بسبب تطبيقه للقانون على خلفية إيقاف صاحب نزل بسوسة ومن معه من مسؤولين كبار في الدولة، ذلك أن صاحب هذا النزل يفتح المطعم والحانة ليلا لاستقبال اصحاب الجاه والنفوذ، في مخالفة لقانون بروتوكول الحجر الصحي بكل تعنت وعنجهية، وهو ما دفع إلى إيقافه. أنباء عن إطلاق سراحه بعد حجم الضغط والتدخلات.هل ستتغلب العصابات النافذة وتٌطيح بالوزير؟ ذلك ما سنراه ربما في قادم الأيام، وسيمرر تحت مسمى تغيير وزراء الرئيس”.
وتحت عنوان “العبث بالبلاد”، كتب النائب عن حزب التيار الديمقراطي، هشام العجبوني “إعفاء وزير الداخلية توفيق شرف الدين من مهامه وقع اتخاذه من الحزام السياسي منذ يوم منح الثقة لحكومة هشام المشيشي، أي منذ 1 أيلول/ سبتمبر 2020. كانوا فقط يتحيّنون الفرصة والتعلّة المناسبة لتنفيذه، تماما مثل قرار اشتراط توسيع الحزام السياسي لحكومة إلياس الفخفاخ أو إسقاطها”.
وأضاف رئيس الكتلة الديمقراطية محمد عمار ” وزير الداخلية طبق القانون على صاحب ملهى ليلي في سوسة بسبب جريمة قتل ذهب ضحيتها مواطن. صاحب الملهى الليلي يتجاوز القانون متبجحا بنفوذه، رئيس الحكومة يطلب إخلاء سبيل صاحب الملهى ووزير الداخلية يتمسك بتطبيق القانون.لأجل عيون الفاسد بائع المشروبات الروحية الناصر بن عمار تتم إقالة وزير الداخلية”.
وكتب الناشط السياسي برهان بسيّس “من الواضح أن رئيس الحكومة السيد هشام المشيشي مر في علاقته مع رئيس الجمهورية من مرحلة امتصاص الصدمات الي مرحلة فك الارتباط الاستعراضي. فحديثه هذا الصباح عن أنه من كوكب تونس وليس كرئيس الجمهورية الذي قال عن نفسه إنه يشعر بأنه من كوكب آخر كان على ما يبدو علامة الانطلاق في المسار الاستعراضي المذكور”.
يُذكر أن وزير الداخلية المُقال توفيق شرف الدين، كان عضوا في الحملة الانتخابية للرئيس قيس سعيد، ويصنفه البعض من ضمن ما يسمى بـ”وزراء الرئيس”.
وكان المشيشي نفى في وقت سابق وجود صراع بين رئاستي الحكومة والجمهورية، مشيرا إلى أن علاقته مع الرئيس قيس سعيد “طيبة جداً، وهي علاقة احترام، ومؤسساتياً علاقة يحكمها الدستور”.
المصدر: القدس العربي
التعليقات مغلقة.