اتفاقات استراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الصناعي والتقني

حلقة وصل- وكالات

أكد متخصصون في الشأن الاقتصادي أن المرحلة الحالية تمثل منعطفًا حاسمًا في التعاون السعودي – الأميركي، مع انتقال المملكة إلى نموذج اقتصادي جديد قائم على التقنية والتصنيع المتقدم وتوطين سلاسل القيمة، بما ينسجم مع أهداف رؤية 2030.

وأوضحوا في تصريحات لصحيفة اندبندنت عربية أن هذا التحول يعيد تعريف انخراط الشركات الأميركية في السوق السعودية، ويجعل مواءمة تقنياتها مع توجهات الرياض شرطًا أساسيًا لدخول موجة التوسع الصناعي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والصناعات الرقمية.

وأشار الخبراء إلى أن التعاون قادر على إحداث طفرة في القدرات الصناعية المحلية، خصوصًا في الرقائق المتقدمة والتقنيات الحيوية والطاقة النظيفة، مؤكدين أن قوة الرياض تكمن في طاقتها المستقرة وبنيتها التحتية الرقمية المتطورة وقدرتها على استيعاب صناعات ضخمة تخدم الأسواق الإقليمية والعالمية، مع تأسيس سلاسل توريد مرنة تزيد من جاذبية المملكة للشركات الأميركية الباحثة عن شراكات طويلة الأمد.

وبيّنوا أن الاتفاقات الأخيرة بين البلدين تعكس استعدادًا متزايدًا لدى الشركات الأميركية للانخراط في مشاريع التوطين في الذكاء الاصطناعي والصناعات المتقدمة، بما يمكّن السعودية من تعزيز استقلاليتها الصناعية عبر نقل التكنولوجيا وبناء قدرات محلية، فيما تستفيد الشركات الأميركية من سوق سريعة النمو تحتاج إلى حلول تقنية مبتكرة.

وشددوا على أن المستثمر الأميركي مطالب بفهم جوهر النموذج الاقتصادي السعودي الجديد القائم على مشاريع طويلة الأجل وتنويع اقتصادي متسارع ودور إقليمي راسخ، مؤكدين أن الرياض لم تعد سوقًا استهلاكية فقط، بل منصة إنتاج عالمية توفر فرصًا صناعية واسعة وشراكات استراتيجية تدعم بناء صناعات المستقبل.

وفي سياق متصل، شهد اليوم الأول من زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة إبرام حزمة واسعة من الاتفاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، أبرزها:

• اتفاق الدفاع الاستراتيجي
• التعاون في الطاقة النووية السلمية
• الشراكة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
• استثمارات تصل إلى تريليون دولار

كما وافق الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال القمة السعودية – الأميركية على حزمة ضخمة من المبيعات الدفاعية، تشمل تسليمات مستقبلية لطائرات مقاتلة من طراز F-35، واتفاق لتزويد السعودية بنحو 300 دبابة أميركية.

وشملت الاتفاقات أيضًا التوقيع على الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، والبيان المشترك لاستكمال مفاوضات التعاون في الطاقة النووية المدنية، إضافة إلى إطار استراتيجي لتعزيز سلاسل إمداد اليورانيوم والمعادن الحرجة والمغانط الدائمة.