حلقة وصل-فريق التحرير
يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأرض سنوياً، والذي استُشهد فيه 6 من الشبان الفلسطينيين بالداخل، رداً على قرار مصادرة الاحتلال الإسرائيلي لآلاف الهكتارات من الأراضي الفلسطينيّة في مناطق الجليل والمثلث والنقب، في الثلاثين من مارس عام 1976، حيث أصبح هذا اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وتخليدا لشهداء يوم الأرض.
وفي الذكرى السنوية الخامسة والأربعين ليوم الأرض، تواصل قوات الاحتلال في غطرستها ونهبها لأكثر من 60 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة، وفي تهجير قرابة 14500 مواطن مقدسي قسراً من مدينتهم، تمهيداً لجثوم ما يزيد على 700 ألف مستوطن على الأراضي الفلسطينية المسلوبة.
وتُسيطر سلطات الاحتلال، على 40 % من مساحة الضفة الغربية بدعوى أنها أراضي دولة، وعلى 20 % أخرى بدعوى أنها مناطق عسكرية مغلقة، إضافة إلى المساحات الفلسطينية الشاسعة المُصَادَرة لإقامة المناطق الصناعية الاستيطانية في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة التي تحوي أكثر من 228 ألف و500 مستوطن.
ومنذ عام 1967، تمكنت سلطات الاحتلال، عبر القتل والتنكيل والعنف، من مصادرة العديد من أراضي الضفة الغربية، وهدم نحو 26 ألف منزل فيها بمعدل 500 منزل سنوياً، و بات الفلسطينيون لا يحتكمون اليوم، إلاّ على أقل بنسبة 15 % من إجمالي مساحة الأرض المخصصة لإقامة الدولة الفلسطينية بعدما أصبحت مُقسمة، بالطرق الاستيطانية والحواجز العسكرية والمستوطنات المترامية .
و رغم مرور خمسة وأربعين عاما على هذه الذكرى، لم يَمَلْ الفلسطينيون ولم يتوانوا عن الاحتفال “بيوم الأرض”، كرمز لوحدتهم وللدفاع عن قضية عادلة، والتمسّك بحقهم في أرضهم، فمهما طال الزمن وتوالت السنوات، فالأرض الفلسطينية كانت وستبقى فلسطينية حرّة أبيّة.
و بعد مرور أكثر من 4، عقود تظل هذه الذكرى مصدر إلهام، للفلسطينيين، يستمدون من أحداثها قوّة، لمواجهة الاستيطان الإسرائيلي، ويستحضرون كلمات الشاعر الفلسطيني توفيق زيّاد:
” كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل
هنا .. على صدوركم ، باقون كالجدار
نجوع .. نعرى .. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال .. جيلا ثائرا .. وراء جيل
برودة الجليد في أعصابنا
وفي قلوبنا جهنم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا ونأكل التراب إن جعنا .. ولا نرحل
وبالدم الزكي لا نبخل .. لا نبخل .. لا نبخل
هنا .. لنا ماض .. وحاضر .. ومستقبل
التعليقات مغلقة.