حلقة وصل _ فريق التحرير
أصدر أساتذة الزيتونة بيانا فسروا فيه كیفیّة التعامل مع من يموت بوباء كورونا.
وفي ما يلي نص البیان :
بسم الله الرحمن الرحیم الحمد وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد، فقد كثر السؤال عن كیفیّة تجھیز المیّت الذي تُوفِّي جراء وباء كورونا، وعن كیفیّة الصّلاة علیه ودفنه. والجواب عن ذلك، بعد الاستعانة بالله واستمداد توفیقه، ھو بالقول:
لقد عم ھذا الوباء أكثر البلدان، وظھر خطره وفتكه بالأرواح للقاصي والداني، ولا مجال للاستخفاف والتھوين من ضرره؛ فقد أطبق الأطباء والمتخصّصون على التحذير منه ومن عدواه.
ولما كان من كلیات الشريعة ومقاصدھا الكبرى حفظ الأنفس ُ والمھج التي بھا قوام الأديان، كان لزاماً على أھل العلم بیان الأحكام الشرعیّة المتعلّقة بذلك، وھي أحكام تراعي ما يحف بھذا الوباء من استثناءات تمیل به إلى الترخّص ومراعاة الواقع المستجد.
فأما بالنّسبة إلى تغسیل المیّت بسبب وباء كورونا، فإنّه يراعى فیه التدرّج التّالي:
-يغسّل إذا أمن الضّرر على الأحياء وذلك برشه بالماء وتعمیمه به من بعید
ـ إذا عجز عن تغسیله خوفا من الضرر، يراعى في ّ كل ذلك ّ أن التّغسیل أو التّیمیم ّ يتولاه من يقدر علیه من الأطقم الطبیّة الذين يتقنون ُ طرق وي التوقي من العدوى، ولھم الوسائل التي يحفظون بھا أنفسھم. ّ أما أھل المیت فلا يجوز لھم الإقدام على ذ لأنّه يؤدّي إلى الإضرار بھم، وفیه إلقاء بالید إلى التھلكة.
اذا عجز عن التغسیل والتیمیم سقط ّ كل ذلك، ودفن المیت على حاله، ولا حرج في ذلك، ّ لأن التّغسیل ّ حق ـ إذا للمیّ ّ ت على جماعة المسلمین، وحفظ النف ّ س حق ّ للجماعة، فیقد ّ م حفظ الأنفس على حق التّغسیل.
أما عن دفن المیّت الذي تُوفِّي بوباء كورونا، فإنّه يدرَ ُج في أكیاس ّ معدة لذلك جرى استعمالھا في المستشفیات، وفائدتھا أنھا تمنع العدوى بسبب خروج إفرازات من المیّت تكون محملة بالفیروسات. ولا حرج في دفن المیت وھو في صندوق ّ خشبي أو ّ معدني أو غیر ذلك، ّ لأن في إخراجه مظنّة ّ الضرر والعدوى.
ويجدر التّنبیه إلى ّ أن ّ الدفن يكون في مقابر المسلمین، ولا يسوغ لأحد الاعتراض على ذلك، خاصّة ّ وأن الإشراف على الدّفن تتولاه الجھات المختصّة.
و أما عن الصلاة على الميت فانه يصلّى علیه في المستشفى، أو في المقبرة قبل الدفن. فإن لم يصل عليه لسبب من الأسباب صلِّي علیه بعد ذلك وھو في قبره.
قال الله تعالى: “فاتّقوا الله ما استطعتم [التغابن 16.”[
وقال سبحانه: لا يكلّف الله نفسا إلا وسعھا [البقرة 286.”[ ”
وقال عزّ ّ من قائل: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحیما [النساء 29.”[
ونذكّر ّ كل من مات له قريب بھذا الوباء ّ بأن الصبر على قضاء الله ھو سمة المتّقین. ّ ثم ّ إن الذي مات بھذا الوباء يرجى له أجر الشھداء كما في قول النّبي صلّى الله علیه وسلّم : الشهداء خمسة، وذكر منھم المطعون الذي مات بسبب الطّاعون.
ونسأل الله أن يحفظ المسلمین في كل مكان، وأن يعجّل برفع البلاء، والحمد أوّلاً وآخرا.
تونس في: 8 شعبان 1441ھـ، 1 أفريل 2020م. مجموعة من أساتذة جامعة الزّيتونة
الدكتور ھشام قريسة.
الدكتور نور الدين الخادمي.
الدكتور سامي الفريضي.
الدكتور إلیاس دردور.
الدكتور معز المجولي.
الدكتور محمد الشتیوي.
الدكتور منیر بن جمور.
الدكتور حاتم بوسمة.
الدكتور عمر بن عمر.
الد ّكتور إبراھیم الشايبي.
الد ّكتور محمد الرّايس
التعليقات مغلقة.