بقلم : رنا خليل
هل ما يحدث في الجزائر من تغيير سيلقي بضلاله على تغيير نوعي في موقفه تجاه البوليساريو وانفصالها عن الوطن الأم ” المغرب”؟
” أنا في الحقيقة، اعتبر من الناحية التاريخية أن الصحراء مغربية وليست شيء آخر واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين” هكذا صراح الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري عمّار سعداني، الذي لأول مرة يصرح مسؤول جزائري بمغربية الصحراء ودعم الحكومات الجزائرية المتعاقبة للبوليساريو على مدار أكثر من خمسين عاماً،حيث دفعت ثمناً غالياً جدأ دون أن تقوم المنظمة بشيء، و الدعم الذي استنزف جزءاً من موازنة الجزائر وادخلت البلدين في سباق تسلح انهك اقتصادهما.
وأضاف سعداني : ” لذلك فالعلاقة بين الجزائر والمغرب، هي أكبر من هذا الموضوع والآن الظرف مناسب، لأن هناك انتخاب رئيس جديد وتغير في النظام التونسي، والجزائر مقبلة على انتخابات وهناك تغير في النظام، كما أن ليبيا تعيش تحولًا، وهذا يمكن أن يؤدي لإعادة إحياء المغرب العربي كما طالب به قدماء جبهة التحرير وأيضًا الأحزاب الوطنية في كل من المغرب، الجزائر، تونس وشمال إفريقيا.”
وفي ظل الأحداث الجزائرية إن توجهت نحو تحقيق هذا الموقف فسينعكس ايجاباً على التنمية داخل البلدين ويطور من حجم التبادل الاقتصادي وفتح الحدود على مسرحيها، لدخول وخروج ابناء الشعبين. وسينعكس أيضاً على قوة المواقف السياسية لكلا البلدين وذلك من خلال انهاء هذا الصراع الذي سينعكس على علاقات البلدين مع كثير من الدول ان كانت على المستوى العربي أو الدولي. على وجه الخصوص الصعيد العربي، فتقارب البلدين سيعزز من حضور عربي قوي ويعطي بارقة أمل للشعوب العربية في ظل حالة الانهيار والتدهور في العديد من البلدان العربية.
كما وسيعاد بناء قوة وحضور الدول المغاربية تأثيراً ليس بالقضايا العربية فحسب بل في كثير من قضايا دول افريقيا والعالم الاسلامي.
ومن الجدير بذكره تأسست جبهة البوليساريو في سبعينيات القرن الماضي حين احتضنتها الجزائر ومولتها ليبيا وتزايد الاعتراف بها دوليا، ومع الثمانينيات استطاع المغرب أن يعزز وجوده العسكري في الصحراء مانعا هجمات البوليساريو العسكرية من اختراق جداره المنيع. ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة من الوصول إلى حل سلمي لهذا المشكل الذي قارب عمره ثلاثة عقود وظل قيامه حائلا دون قيام اتحاد بين دول المغرب العربي.
حيث لم يلتق قادة دول اتحاد المغرب العربي منذ سنوات، وفي كل موعد قمة يرفض هذا الزعيم أو ذاك الحضور. فالصراع على الصحراء الغربية يحول دون تطور الاتحاد المغاربي بسبب العلاقة المتوترة بشكل مزمن بين الجزائر والمغرب بوصفهما القوتين المحوريتين اللتين يتوقف عليهما قيام النظام الإقليمي المغاربي. فالمغرب يتهم الجزائر بوقوفها إلى صف جبهة البوليساريو، والجزائر يرى في المغرب قوة احتلال في الصحراء.
التعليقات مغلقة.