conto erotico

ووقع يوسف في بئر الإخوان …

بقلم : رشيد الكرّاي 

من فنون السياسة ومكرها ودهاء أهلها ، أن يقع التسويق لرواية حول حدث ما ينشغل بها الرأي العام ووسائل التعبير الجماعي والفردي ، حتى يخيّل للمتلقّي أنها كل الحقيقة والخبر الساطع ، وينساق هكذا في ردود الفعل المراد إثارتها وإدانة أو تمجيد المعني بها ، وهو بالتالي من حيث لا يدري ، يقدم خدمة لا تقدر بثمن لأهداف وغايات صانع تلك الرواية ، مع أن الحقيقة الثابتة غير تلك التي رُوّج لها ، والمعنيين بها غير أولئك الذين سُوّق لوقوفهم وراءها سواء بشكل مباشر أو بالإشارة الماكرة ..

ولأن السياسة كما يقولون فنّ الممكن ، فلا مكان بها للصديق الدائم والعدو الدائم ، فصديق الأمس قد يتحوّل لعدو اليوم ، والعكس صحيح ، ومشاعر الصداقة والعداء متحوّلة متبدّلة حتى ولو كانت كاذبة مغلّفة بلون ضرورات اللّحظة صفراء كانت أو حمراء ..

في بلادنا وبعد تسع سنوات من بروز “إخوان” النهضة كفاعلين سياسيين كبار ، وبعد أن خلا لهم الجوّ فباضوا وفرّخوا  ، وبعد أن خبرنا تجربتهم في الحكم المباشر والخفيّ ، تأكد لدينا ما كان جل السياسيين والمفكرين يروونه عنهم من مكر وخداع في التعامل مع الأصدقاء والأعداء ، وإشعال الحرائق ثم التساؤل والبحث عن صاحب عود الكبريت ، بل وحتى قتل القتيل والذهاب في جنازته في الصفوف الأمامية ..

تأمّلوا معي، حلقات سيناريو ما يعرف بقضية القروي. كانت النهضة ومنذ أن شقّت “عصا الطاعة” على الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي تراهن على يوسف الشاهد  -دون أن تضع كل بيضاتها في سلّته- ، كبديل محتمل للعجوز الداهية يؤمّن لها عدمَ فتح الملفات المزعجة المعروفة التي بدأ الرئيس الراحل يقلّب أوراقها ، وواجهةَ سلطة تتحكّم هي في قراراتها دون أن تكون في الواجهة ، وعدمَ إزعاج الأطراف الدولية الفاعلة من جديد بالإسلام السياسي وهي المهددة من الكونغرس الأمريكي بتصنيفها كتنظيم إرهابي على غرار إخوان مصر .

كان المدخل لهذا الرهان ، مشروع تنقيح قانون الانتخابات الذي يُقصي أحد الأطراف المزعجة بصخبها الإعلامي وعملها “الخيري” الكاذب والذي يجد له صدى كبيرا لدى شريحة معتبرة من قطعان الناخبين الذين تلهيهم علبة مواد معيشية عن مصير وطن بأكمله ، لكن النهضة لم تحسب أن الرئيس الراحل ورغم مرضه آنذاك مازال ممسكا بخيوط كثيرة للعبة من خلال رفضه ختم القانون حتى وفاته ، وهو الحدث الجلل الذي لم تقرأ له حسابا وأصابها في مقتل وبعثر أوراقها ، بما أنها ولحد بعض أيام بعد دفن الرئيس الراحل لم تحسم شكل مشاركتها في الانتخابات الرئاسية ، والتي تحوّلت إلى سابقة لأوانها وتأتي بعدها التشريعية ..

كان على النهضة أن تلملم جراح حساباتها بعد أن أعلن رئيسها تقدمه للتشريعية على رأس قائمة تونس 1 ، فكان الحل هو عبد الفتاح مورو نائب رئيس مجلس النواب الشخصية الكاريزماتية “البلدية” المنفتحة الرافضة لمظاهر الغلوّ والتطرف -وإن كان تسويقا إعلاميا- ، وكان لزاما عند هذه اللحظة فكّ الارتباط مع يوسف الشاهد وتركه يسبح في محيط من المطبّات والموانع خاصة مع بداية حملة التسويق من المعسكر الديمقراطي الذي ينتمي إليه الشاهد فرضا ، لمرشح من العيار الثقيل قد يكون فعلا الجواد الرابح الذي كان يراهن عليه الرئيس الراحل السيد عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الوطني . وتؤكد الأحداث المتسارعة أن النهضة ورئيسها وإن كان هذا الأخير لا يحمل بين جنباته حبا كبيرا للشيخ مورو ، سيخوضان أمّ المعارك من أجل النجاح في الرئاسية واعتلاء مورو قصر قرطاج ( فهو بالنهاية مضمون ) ، خاصة لمّا ألمح المرشح الأبرز للمعسكر الديمقراطي عبد الكريم الزبيدي إلى أن من أولويات عمله في حال انتخابه سيكون الكشف عن حقيقة الاغتيالات السياسية والجهاز السرّي ..

كان لا بد بعد كلّ هذا من افتعال حدث ما يغيّر مجرى اهتمام الرأي العام ، ويقلّل من التركيز على ترشح الزبيدي ، ويقضي بالكامل على أي حظوظ لحليف الأمس يوسف الشاهد ، مقابل النفخ في صورة نكرة سياسية لا تعرف “كوعها من بوعها” على قول الرئيس الباجي رحمه الله ، ومستعدة لخدمة كل الأجندات والسيناريوهات ، تكون هي المنافس الأبرز للشيخ مورو وخوض نهائيات الدور الثاني ..

وحين نعلم قدرة الجهاز السرّي للنهضة على التغلغل في شعر الشيطان وبين حنايا عقل إبليس ، وحين نعلم إمساكها بالكثير من المفاصل الفاعلة في المؤسستين القضائية والأمنية وهي التي خبرتهما بفضل البحيري والعريض وغيرهما كثيرون إلى اليوم ، تكون النتيجة تلك المسرحية محبكة الإخراج ممثلة في إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حق الأخوين القروي على خلفية قضية غسيل أموال وتهرّب جبائي ، ونسبة إخراجها للمخرج يوسف الشاهد ، مع أنه وحسب تقديري ، من البلاهة والسذاجة تصوّر أن يقدم هذا الأخير على هكذا “تزيلطة” سياسية يعلم جيّدا أنها ستنقلب عليه أولا ، وتزيد من مكانة وحظوة القروي لدى الرأي العام وشرائح أخرى من الناخبين من غير المتمتّعين بالمقرونة وعطايا “يرحم خليل” ، وهو ما يخدم بالنهاية مرشح النهضة وحظوظه في الفوز في الدور الثاني بعد أن يستفيق المعسكر الديمقراطي بمختلف مرشّحيه وخاصة الزبيدي من هول الصدمة في الدور الأول ليشهد على نهائي إخواني شعبوي هو بالنهاية انتصار للنهضة حتى ولو كان المنتصر القروي وليس مورو …

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/