conto erotico

قصة قصيرة : ليلى

بقلم : وداد الحبيب

لآذان المغرب وقع خاص في قلبها. إذ هو بداية نداء اللّيل الصّامت وصدى النّهار يجرّ أذيال التّعب وأحلام اليقظة ليرحل بعيدا وراء الجبال الشّامخة .

كانت تعتقد ،وهي طفلة ، أنّ الغروب يزفّ الأماني إلى الخالق ليُحقّقها في الغد وكانت تتساءلُ بوعي الأطفال” ماذا وراء تلك الجبال يا ترى”؟ .

يحلّ اللّيل ببرنسه الأسودالثّقيل وبوقاره وهيبته فيغمر بالأشياء ويُلزِمُ أهل قريتها الصّغيرة منازلهم.

بضع منازل متناثرة كنجوم ليلةِ شتويّة قد حجبت السّحب السّوداء لآلئ عشقها. تلك كانت قريتها بين جبال “قربص”حيث الطبيعة قد جمعت في سيمفونية ساحرة جبالا على مدى البصر وبحرا أزرق . الاثنان يُعانقان سماء صافية. هواء قريتها نسيمٌ عليل يريح النّفس و يحقّق رغبةكثيرينفي العيش بينأحضان طبيعة هادئة .

نشأت ” ليلى”، بين ربوع قربص وكرم أهلها وصفاء عيونها العذبة، حيث الماء ، فيض من الرّحمان. ومع مرور السّنوات كثر زوّارها، فكانت تغمرهمبعطائها وتجود عليهم بِسكرٍ لا يدركه إلاّ من زارها واغترف من بديع جمالها.

لم تنل المنطقة حظّها من التّنمية، فلا المصانع سدّت رمقَ شبابها ولا الفلاحة على أرضهاالصخريّة، أقصت عن أهلها الفقر.

اعتادت ليلى حياة بسيطة..وكان أقصى حلمها أن تُجالس همسات الصّباح وصمت الغروب على ضفاف البحر أو تطلّ على القرية من فوق كتف الجبل،فتشاهد التقاء السّماء بالبحر ومباركة الشّمس لهذا ِالوصال.

المقهى، السنيما،المناطق السّياحيّة، مفاهيم لا يعرف لها القاموس معنى ولم تخطر ببالها رغم أنّها كانت شديدة التعلّق بالسينما المصريّة في سبعينات القرن الماضي .

تعلّمت منذ الصّغر أن تحمد الله على عطاياه ولا تتمنّى ما لا يمكن تحقيقه. قيم تربّت عليها. أخذتها عن جدّتها التي اعتنت بها منذ اليوم الأوّل من ولادتها إلى أن صارت نبتة فتيّة غضّة، فشجرة وارفة الأغصان،مزهرة، مثمرة، يحتمي بظلّها العشّاق والشّعراء .

بجمالها صارت مطلب العشاق الذين تسارعوا لِلظفر بها منذ أنبلغت ربيعها السادس عشر .” الوردة لا تعطي إلا وردة” هكذا كانتتحدّثها جدّتها عن أمّها. وهكذا رسمت ليلى صورة أمّها وملامحها في مخيّلتها فليلى نسخة من أمّها أو ربّما أمّها نسخة من ابنتها التي لم ترها يوما فقد فارقت الدّنيا وهي تهب لها الحياة.

لِليلى مع أمّها قصّة عشق لا تنتهي. في المنزل، تحدّثها وتخوض معها مناقشات طويلة. تبوح لها بكلّ ما يخطر ببالها وتسرّ إليها بما يُؤرّقها وتقاسمها لحظات السّعادة . وإذا ما سمعت أحجية أو خبرا مضحكاسارعت للتحدّث به إليها فهي الأم الصديقة، الكتومة التي لن تُفشيَ لها سرّا ولن تغيب عنها أو ترحل كما يغيب ويرحل كثير من سُكّان قربص بحثا عن العمل و الرّزق.

لم تفكّرليلى يوما في الانتقال إلى مكان آخر أو السّكن في مدينة قربص.تعشق الجبل وترىفيكلّصخرة منهوعلىكلّنبتة ملامحأمّها.وتشتمّفيالنّسيم عطرهاوتشعربوجودهاتتنقّلمعهامنوادإلى آخر.

هناوُلدت، وهنا كبُرت وتزوّجت وأثمر حبّها فتاة تعشق الحياة. إنّها ليلى هديّة الأمّ .

في اللّيل، بعد نوم الجدّة، تجلس أمام المرآة لتتفحّص ملامح أمّها الحنون وتبدأ معها قصّة بوحٍ طويلة بوحوسمر، فيتناهى إلى سمع جدّتها أحيانا صوت همس من وراء الباب المغلق فتصرخ عاليا: ” باسم الله الرحمان الرّحيم. أتحدّثين الجنّ أم الملائكةيا ليلى؟”

عندها تستلقي على سريرها و تستسلم لأحلام اليقظة التي لا تخلو من رائحة والدتها وذكراها .

تزوّجت ليلىصدفة فييوم مولدها بعد عشرين سنة. أليس الزّفاف حياة جديدة وميلادا جديدا؟أحبّها”خليل”وقدّملعروسه وريحانة لياليه كلّ ما تسمحبه ظروفه المتواضعة و لم يبخل عليها بمشاعره وعذبِ كلامه . كانت له خمس أخوات اعتاد أن يُحسن معاملتهنّ ويسعِدهنّ رغم صعوبة الحياة و قسوتها أحيانا. لكنّ خبر تحقّق أبوّتهِ بعدأشهر من الزّواججعل الأسرةلا تقبض على الزهر والورد بل على توجّس وخوف وقلق .

غاب البدر حين علمت أنّها تحمل بين أحشائها ثمرة حبّها و صارت لياليها مظلمة وسماؤهما تغطّيها سحب داكنةوجوّ عاصف .

تغيّرت ليلى منذ أن سمعت همسات جدّتها الضاحكة. لم تعد تلك الوردة الفاتنة التي تروي بعبق حسنها وحسنِ تودّدها حبيبها. صارت مزاجيّة ، تثور كالبركان بلا سبب. هو ” الوحم” حسب رأي الجدّة وعلى زوجها أن يتقبّل الأمر برحابة صدر. لكنّ تصرّفات ليلى باتت غريبة وغير متوقّعة. تركت الطّعام وسكنت الجبل. تطيلُ المكوث وحيدة لساعات تحدّق في الأفق، تنتظر حبيبا طال غيابه. هذا ما قد يعتقده كلّ من يلمحها. لم يثنها عتاب زوجها ولا محاولات جدّتها العديدة عن ترك صعود أعلى قمّة الجبل .

مرّت الأشهر الأولى على هذه الوتيرة، ومع نهاية كلّ شهر يزداد أمل خليل في تحسّن حالة زوجته النفسيّة وتزداد طباع ليلى سوءا. صمتها القاتل رمى بحبّهما على شواطئ الإهمال والحيرة. حاولجاهدا أن يفهم ما تمرّ به زوجته، ولكنّ الأمر كان مستعصيا على تفكيره البسيط… سأل أخواتهالبنات ليكتشف أنّهنّ أكثر منه استغرابا وحيرة . كلّ ما حاول أحدهم التقرّب إليها إلّا و بادرته بنفور وصمت . شرودها المتواصل أوحى إلى زوجها بقصص وعوالم من نسج خياله. حُرم النّوم وصار قليل الكلام. هل انطفأت شمعة حبّه في قلبها؟ هل تحبّ رجلا آخر وتواعده سرا؟ هل هذامن وقعالحمل بطفلهما القادم ؟ أو هل هو السّحر والحسد؟. تشتّت أفكاره وتغيّرت ملامح وجهه.ومرّتالأشهر الأربعةكما لو كانت عقودا من الزّمن.

لكنّ مخيّلته لم تتوقّع يوما ما قد تعصف به الأيّام ويُرجّه القدر.

كان يوما شديد البرد، كثير الرّياح، لا تكاد تتبيّن شيئا أمامك لغزارة الأمطار وكثافة الضباب. لقد آثرت السّماء أن ترتديَ معطفها الرّماديّ وأن تخفيَ شمسها وراء السّحب الدّاكنة. كان يوما لزم فيه أهل القرية بيوتهم واختبأت الحيوانات في أوكارها، فالكلّ يخشى غضب الطّبيعة .

تتقطّع الأنفاس ويضيق الصّدر وتدهش الأعين  من منظر البحر وقد جُنّ جنونه. أمواجه العاتية تتحدّى الجبل . تلطم سفحه وصخوره لتثبت أنّ لِلّين قوّة وللصّمت صوتا وللهدوء ضجةً وهيجانا.

قرّرت ليلى معانقة الطّبيعة. فقد ألحّ عليها صوت أمّها أن تشارك في هذا العرس الذي لا يمكن لأحد  غيرها  أن يتوحّد  به ومعه .ليلى ابنة الجبل والبحر وغضب الطبيعة  .

والبنت تعشق والدتها وتعشق البحر مهما كان مزاجهما. صوت الرّياح وتلاطم الأمواج كانا يناديانها عاليا فاستجابت.

خرجت إلى الحبيب المنتظر تحمل معها ثمرة التفّاح وعبق اللّيالي..بيدها فستان زفاف والدتها الأبيض.

في نفس الشّهر توفّيت الجدّة لتلحق بحفيدتها التي لم يعرف لها أحد أثرا . وسكن الحزن قلب خليل فمضت أيّامه كسرب طير قد ظلّ طريقه نحو شمس الجنوب في يوم طبيعي غاضب امّحت فيه الاتجاهات .

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/