إيران والسير نحو الهاوية
حلقة وصل _ فريق التحرير
تصعيد التوتر في منطقة الخليج العربي والقفز باتجاه نقل الاشتباك العسكري الذي تشارك فيه إيران بفاعلية في اليمن بدعمها للمتمردين الحوثيين إلى تهديد المنشآت النفطية السعودية البعيدة عن الحدود الجنوبية للملكة والقريبة من الدول المطلة على الخليج العربي ومنها إيران شكل تجاوزاً لخطوط حمر في مستوى العلاقات بين دول المنطقة أو في مستوى التهديد الاستراتيجي لمنظومة الأمن الدولي الضامنة لعدم المساس بتدفق النفط للأسواق العالمية وما يشكله هذا التهديد من مساس بالاقتصاد العالمي. القفز نحو الهاوية سياسة اختارتها طهران مع ضياع أفق خروجها من الحصار الدولي المفروض عليها وتراجع مساحة الفعل السياسي الذي بدأ يضيق مع انحسار الأزمة في سوريا وتقلص دورها في العراق الذي صارت سيادته مهددة بفعل تغلغل المد الإيراني الذي تجاوز حدود التمدد السرطاني ليصبح ممزقاً لوحدة الشعب والدولة العراقية ومهدداً بتقسيمها وزوالها ضمن حلم التمدد الفارسي ووهم إمبراطورية يعشش في عقول زعمائها الدينيين .
العدوان الإيراني على المنشآت النفطية السعودية يشكل قفزة خطيرة تهدد الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والاعتداء يفتح أبواب الصدام على مصراعيه مع دول المنطقة وتحالف دولي يعتبر التهديد الإيراني يشكل خطراً غلى الأمن والاستقرار الدوليين.
التصدي للخطر الايراني المتصاعد في منطقة الخليج جراء سعي إيران لتصفية حسابات سياسية مع الإدارة الامريكية بالسير نحو الهاوية تحاول من خلاله أن تظهر ان استمرار العقوبات التي تفرضها واشنطن عليها سيكون ارتداده في المنطقة خاصة في غياب فرص حوار ممكن مع طهران التي تسعى لتصفية الحسابات خارج حدودها. المسؤولية العربية والدولية تحتاج لصوت اكثر حزماً في مواجهة هذا التهديد الخطير والذي يعكس ان طهران كلما شعرت بفشل مخططاتها ومحاولاتها تفجير ازمات اقليمية والسعي لتحويلها لمكاسب سياسية كما هو الحال في تورطها بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن هذه المسؤولية يجب ان تنتقل من المساندة في بيانات الشجب والادانة غلى السعي لقص أظافر طهران التي استفادت من تواطئ أطراف عربية وانكفاء اطراف عربية أخرى على مشاكلها الداخلية لتصنع من هذه الدول مخابر لتمرير أفكارها وتصعيد خطابها المتطرف واستغلال القضايا والمواقف التي تتلاعب بها على حساب عواطف ومشاعر البسطاء لتشكيل مجاميع من المتعاطفين والمؤيدين والمتعاملين مع مشاريعها باعتبارها المنقذ للامة من العدوان عليها.
هل يمكن الاكتفاء بمواجهة سياسية او دبلوماسية وربما عسكرية محدودة مع حكام طهران اصحاب مشروع الوهم الإمبراطوري الفارسي بخلفية عقائدية وهل سترتدع طهران مع تصاعد الحصار الدولي المفروض عليها اقتصادياً في ظل وجود أطراف عربية وخليجية تسعى لأن تكون الممول للأنشطة الإيرانية في كثير من الدول العربية التي تسعى لضرب استقرارها الهش. تحالف شيطاني يستخدم كل الوسائل من القنوات التلفزيونية التي توحد خطابها بعد سنوات من الخلاف والشقاق إلى تنسيق بين مراكز ثقافيه تهتم بتحشيد المغرر بهم والمتواطئين للزج بهم في صراعات الهدف منها أن تبقى حروب طهران دائماً خارج اراضيها وأن تستعمل هذه الادوات لتحقق مكاسب ولكن دون خسائر في رجالها واموالها.
بعد الهجوم على مصافي النفط السعودية عبر طائرات مسيرة وصواريخ إيرانية يصبح واجب التعاطي مع هذا التصعيد الخطير اكبر من الرد السياسي او الدبلوماسي او العسكري بل يجب نقل المعركة لكل الساحات التي تمكنت طهران من زرع خلاياها الشيطانية فيها ومن التصدي الثقافي والاعلامي والفكري لها لتكون مواجهة شاملة وليست محدودة في الزمان والمكان. تجربة حكام طهران في تصدير منظومتهم يجب أن يكون في مواجهتها منظومة متكاملة تعمل بشكل دائم وليس من خلال ردود فعل على أحداث تحصل هنا وهناك وغياب استراتيجية الفعل في المعركة يعطي مساحة كبيرة للحركة تحقق طهران من خلالها مكاسب دون أن تدفع مقابلاً لها.
التعليقات مغلقة.